Culture Magazine Monday  18/06/2007 G Issue 203
الملف
الأثنين 3 ,جمادى الثانية 1428   العدد  203
 

لقد عرفتُ الأستاذ علي السلُّوك مبكراً عند وصولي إلى منطقة الباحة وخلال عملي بإمارة المنطقة؛ كونه كان واحداً من الكفاءات الإدارية بإمارة المنطقة وذا خبرة طويلة ودراية واسعة بأوضاع المنطقة مثلما كان واحداً من المثقفين الذي سخر كثيراً من وقته وجهده لخدمة تاريخ المنطقة. وقد كانت مسيرته العملية قبل تقاعده ومرضه - شفاه الله - من النماذج المميزة والفاعلة، وذلك لما يحمله الرجل من منهج إداري جيد ...>>>...

** عرفناه مع رواد المعجم الجغرافي ؛ فاصطفّ - في أذهاننا - إلى جانب: حمد الجاسر، وعبد الله بن خميس، وسعد الجنيدل، ومحمد العبودي، وذكرناه - مع هؤلاء الكبار - حين تصدى للتأليف الموثّق المنطلق إلى المكان بوصفه علامة تميّز تستوعبُ الإنسان الذي سار والذي أشار والذي بنى والذي غنّى ..!

** تابعنا سيرته في (سراة غامد وزهران) ثم انزوى عنا أو انزوينا عنه، وعلمنا بوضعه الصحيّ الحرج، وأسفنا أن تأخرْنا ...>>>...

أُلاقِي مِن غرامِك ما أُلاقي

وما تدرين عن سِرّ احتراقي!!

وأُنشِدُ أعذبَ الأبياتِ عِشقاً

جَنُوبياً كأنغام السَّواقي

وأَعْصِرُ قلبَ (قيسِ) لكفِّ (ليلى)

أُخَضِّبها ويزجرني رِفاقي

وأسأل عنك أشجان الثّواني

وقلبُكِ ما توجّعَ من فِراقي

وأصمتُ بعد يأسي في خشوعٍ

فأسمعُ هَمْسَ ناصيتي لساقي

فأرفع هامتي - فإذا بطودٍ

من الأخلاق. مرفوع الرّواق ...>>>...

وعرّاب الباحة.. علي بن صالح السلوك الزهراني.. وعيٌ وعى أن التوثيق ضرورة.. فغدا ينقب عن قشوره مثلما جذوره.. فحل صنيعاً نبيلاً على كل شبر في تهامة الباحة وسراتها.. مدوناً الأسماء.. وموثقاً المسافات.. ومؤصلاً المواقع والوقائع!!

التفت أبو زهران.. إلى موروث غامد وزهران.. فرأى الثراء الملقى على الثرى.. فتيقن أنه سيكون تحته ما لم يُؤصل و يُحفظ.. فجمعه ليس في جزء؛ بل في أجزاء!

استلهم أستاذنا ...>>>...

(أبا زهران)، رغم كل الحجب التي تفصلنا، إلا أنني أعتقد بأنه يمكن لك أن تصغي، برهافتك المعروفة عنك إلى نبض مشاعر من عرفك فأحبك، أو قرأ لك فأعجب بك، أو تعرف عليك عن قرب فاستمتع بصحبتك.

أذكر يا صاحبي، أنك دخلت في عتمة صحية حجبتك عن تواصلنا معك، بينما ذهبت أنا بعدك إلى عتمة أخرى.. صحيح أن محبيك كانوا يزورونك، وصحيح أيضاً أن الحميمين من أصدقائي، كانوا يجدون الفرصة لزيارتي.. ولكن المصادفة ...>>>...

عرفت الأستاذ علي بن صالح السلوك مواطناً باراً بوطنه، يسعى لتطوير مسقط رأسه كان من الداعمين للمؤسسة الخيرية ولكل أعمال البر في منطقة الباحة عرفته رجلاً لحوحاً إزاء إصلاح ذات البين فكان له إسهامات جليلة في هذا الإطار نرجو الله سبحانه وتعالى أن يثيبه على ما قدم من أعمال بر وتقوى.. عرفته أباً استطاع تربية أبنائه التربية السليمة حتى أضحوا مواطنين صالحين من بناة المستقبل وتسلموا مسؤولياتهم ...>>>...

أتخيل الأستاذ علي بن صالح السلّوك جبلاً أشم من جبال الباحة، أو حصناً من الحصون التي تؤشر في المنطقة على التأريخ والإنسان. وأعتقد أن مؤلفات الرجل وأعماله الإنسانية وسيرته الذاتية والعملية وموقع الثناء والتقدير والإعجاب الذي احتله على المستويات الرسمية والأهلية في المنطقة هو ما يحيله من شخص إلى رمز، ومن مؤلِّف أو موظف حكومي كغيره من المؤلفين والموظفين إلى فكرة وقيمة، وإلى حس ومعنى. لكن ...>>>...

عرفت الشيخ علي السلوك الزهراني منذ أكثر من 40 عاما من خلال عمله بإمارة منطقة الباحة. وكان ابرز ما عرف عنه- شفاه الله- التواضع والصدق والأمانة وحب الخير لمن يعرف ومن لا يعرف. فكان مقصداً لكل من احتاج إليه من الناس. كان -شفاه الله- عضواً فاعلا في العديد من الجمعيات الخيرية ومؤسساً للعديد منها. وعمل دون كلل أو ملل لخدمة المحتاجين والضعفاء والأيتام.

وكان شفاه الله مؤرخاً نزيهاً، ألف العديد ...>>>...

في عام 1384هـ لمحت صورة الصديق الكبير الأستاذ علي بن صالح السلوك عافاه الله على إحدى صفحات جريدة الندوة وكنت آنذاك عاملاً بها في قسم الصف، وكان المنشور بجانب الصورة كلام عن منطقة الباحة، وكان محل إعجابي، لأنه حديث إخباري يقدم الباحة المنطقة للرأي العام لكني لم أتواصل مع أبي زهران إذ لم يكن ذلك متاحاً كما هي الحال عليه اليوم ثم قدر لي أن أعود إلى القرية عام 1396هـ، فرأيت الرجل عياناً في ...>>>...

أكتب.. لغة تتقاطع مع العجز

حروفاً تتبعثر بين الكلمات

كلمات تختزل التاريخ في رجل

أتوه بين حروفه..

لغته..

كتبه..

أتطلع إلى صبره على عناء البحث

قدرته على التنقيب في الوثائق المهترئة

استنطاقه للأوراق الرسمية الصامتة

رسم صورة (الباحة) المدينة والتاريخ والإنسان

كما لم يرسمها بهكذا جلاء أحد من قبل

كتبها لأنها سكنت دواخله

كتبها بلغة العاشق

وحكمة الشيوخ

وحصافة المؤرخ

وذكاء ...>>>...

طلب منّي الأخ الصديق سعيد الدحية أن أكتب عن أخي الأديب الأستاذ علي بن صالح السلوك شفاه الله كلمة مختصرة عن طفولته وتعليمه وحياته العملية الوظيفية، ومدى ارتباطه بالأدب والقراءة والتأليف.

والحقيقة إنني أعجز عن صياغة ما يجول بخاطري نحوه، وكثرة المواقف المؤثرة في مدة تجاوزت أربعين عاماً.

كنا متلازمين في هذه المدة حيث يعمل في إمارة الباحة منذ عام 1380هـ وأنا أعمل في مدرسة قرن ظبي منذ عام ...>>>...

(الشيخ أبو محمد المكنى بابن زهران) نسبة وتيمناً بقبائل عمنا زهران الذين هم أعلام في الشيم والقيم والشمم والكرم).

أ- ألفيته: طالباً نجيباً بالمرحلة الثانوية الريحانية - يتكبد المشوار للتحصيل الدراسي مساء كل يوم من بلدته (قرن ظبي إلى مقر المدارس الريحانية - الريحان بني ظبيان وفروعها بمدينة الباحة - حي الزرقاء) حتى تخرج بالشهادة الثانوية من القسم الأدبي في وقت كان يتزاحم مع من فاته التعليم ...>>>...

أكرم ما ينبغي علينا فعله تجاه رجل بقامته أن نعيد ولأكثر من مرة قراءة ما دوّنه يراع الأديب الأستاذ علي بن صالح السلوك عن ملهمته الباحة. حينها سنكتشف كم هي رائعة منظومة الأحلام الدفيئة في قلب هذا الإنسان النبيل الذي رتّب حياته بصرامة شديدة شاحذاً همّته وطاقته الذهنية لصياغة إرث فكري وتراثي وثقافي عن الباحة وأهلها وربوعها ولسانها ومأثوراتها وأسرارها.

وكل كتاب من هذه المنظومة يمثل بذاته حداً لا ...>>>...

من هنا البدء.. حينما تكون الكتابة.. عن الغائب جسداً.. الحاضر أبداً في ضمائرنا وعقولنا.. المؤرخ علي بن صالح السلوك... حيث الإنتاج الإرث الثمين.. من المؤلفات التي أبقتنا رغم تسارع عجلة الزمن والحياة على علاقة وصلة متينة وموثقة بماضينا وجذورنا..فغدت علامة الوصل بين قيمة الأصالة ووعي المعاصرة..؟!

السلوك.. المؤرخ الحقيقي والمرجعية الصادقة لتاريخ منطقة الباحة.. حيث استقى من مؤلفاته ولها.. ...>>>...

هاتفني مشكوراً الأستاذ سعيد الدحية الزهراني أحد أركان (المجلة الثقافية) التي تطالعنا صباح كل يوم اثنين مع جريدة الجزيرة منذ ما يقرب من خمس سنوات.

أقول اتصل بعد ظهر يوم السبت 19-3- 1428هـ ونقل لي رغبتهم في الكتابة عن أحد أعلام منطقة الجنوب من وطننا الغالي، كعادة المجلة منذ رأت النور وهي تفاجئنا بين وقت وآخر بالاحتفال والاحتفاء بأحد الرموز الثقافية.. وقد كان حديث الأخ سعيد عن الأستاذ ...>>>...

يقف القلم حائراً عندما أحاول الكتابة عن رجل بقامة الأستاذ علي بن صالح السلوك الزهراني - شفاه الله - فهل أكتب عن الأستاذ علي المؤرخ الأمين، أم

الإداري المخلص، أم الجغرافي المطلع، أم الكاتب والأديب الفذ، أم المؤسس للجمعيات الخيري أم المهتم بقضايا الشباب؟!

وليعذرني القارئ وبالذات أولئك الذين عرفوا أبا زهران وتعاملوا معه عن قرب، إن لم أعطه حقه في تلك الجوانب المتعددة التي لو كتب عنها لطال ...>>>...

ولد الأستاذ علي بن صالح السلوك الزهراني في قرية (قرن ظبي) في عام 1359هـ وتلقى تعليمه الأولي في الكتاتيب التي كانت منتشرة في منطقة الباحة آنئذ، وواصل تعليمه في المدارس الحكومية منتسباً، وبدأ حياته الوظيفية وهو في الثامنة عشرة تقريباً، وتدرج في الوظائف العامة حتى أصبح مديراً عاماً في إمارة منطقة الباحة قبل تقاعده في عام 1319هـ، ويكون بذلك قد خدم وطنه اثنتين وأربعين سنة، منها ثمان وثلاثون ...>>>...

لم أكن أعرف أنه اللقاء الذي سأندم كثيرا على عدم حدوثه في عصر ذلك اليوم قبل بضع سنوات خلت. كنت في قريتي بمنطقة الباحة (وادي الصدر) عندما جاءني أحد الصبية يقول إن والدي قد ضافه هذه الساعة رجل يرغب في لقائك ويريد حضورك لمنزلنا وكانت كثرة المواعيد في الصيف تضغط على المصطاف من أهالي الباحة. لكنني أبداً لم أتوقع أن ضيفه في حجم الأستاذ علي السلوك إلا بعد أيام. كان الرجل المفكر والباحث علي السلوك ...>>>...

تكريم الأدباء والمثقفين نهج نبيل ولفتة حضارية بالغة القيمة. ومثل هذا التكريم نهج تسير عليه الأمم الراقية، بل احسب انه أحد مقاييس رقيها وتحضرها. والشيخ الأديب علي بن صالح السلوك الزهراني، الذي يرقد بأحد مستشفياتنا منذ عدة سنوات واحد من أكثر المستحقين للتكريم في المملكة؛ لقاء ما قدم لوطنه وأمته من خدمات ومن فكر وثقافة.

ولد الشيخ علي عام 1360هـ بقرية قرن ظبي التابعة لإمارة منطقة الباحة، ...>>>...

في الحقيقة إن اللسان ليعجز عن الكلام ولا يستطيع البيان ويبقى المرء حيران من أين يبدأ؟ هل يوصف الحب والحنان أم عن العلاقة بالجيران أم بتربيته للإخوان أم عن حبه للعلم والتعليم أم بصلته بالأصدقاء والخلان أم بزياراته للمرضى ومشاركتهم في الأفراح والأتراح أم بره بوالديه أم بتفقده للمحتاجين أم بإخلاصه في عمله وتفانيه في خدمة دينه ثم مليكه ووطنه وحرصه على أوقات الدوام أم بسعيه للإصلاح بين الناس ...>>>...

ثمة غشاوة تضرب بقتامتها على أعيننا فلا نستطيع رؤية من حولنا رؤية دقيقة ومنصفة، حيث يعيش بين ظهرانينا أشخاص ضحوا بأوقاتهم وصحتهم من أجل خدمة وطنهم.

هؤلاء الأشخاص أنقياء... رائعون ومبدعون... ومع الأسف تظل أعيننا غير قادرة على تفحص الجهود العظيمة التي قدموها... بل أحياناً، ومع الأسف الشديد، ننقص من شأنهم ومن جهودهم، وفي الوقت نفسه لم نقدم شيئاً يذكر... وهكذا تستمر عجلة الحياة.. ما أسوأ هذا ...>>>...

وأنا أكتب عن الأستاذ علي بن صالح السلوك، احتفاءً وتقديراً برجل قدم نموذجاً يحتذى للإنسان الذي يخرج من الوظيفة إلى الثقافة، على أن بدأ من مكان ما، لكي أعرف بمشروعه التاريخي والثقافي والاجتماعي. وعلى امتداد أكثر من ألف سنة تقريبا لا نتوفر في الغالب إلا على معلومات نادرة عما دار في منطقة الباحة اجتماعياً وثقافياً؛ فقلما لفتت هذه القرون الطوال انتباه أحد، وإذا كان الخيال (في حالة استعصاء مسألة على ...>>>...

مرت أربعة أو خمسة أشهر، وأنا قريب من تحضيرات هذا الملف الثقافي، لرجلٍ أعطى وطنه الكثير، تعمدت خلال هذه الفترة الطويلة، أمتحن ذاكرة المشهد الثقافي (الدفانة) في حزمة لقاءات ثقافية، وأطلب من الذين أتوسم منهم الوفاء، الكتابة حول شخصية الملف الثقافية، فيأتي الرد بالاعتذار، مصحوباً بمفردة وكلمات ثناء متواطئة في حق الرجل (كفؤ)، يقولها مثقفون كتّاب في أجناس أدبية متنوعة، وأداري حرج اللحظة ...>>>...

لا يمكن لأي مجتمع متحضر أن يغفل قيمة التراث الشعبي، أو ما يسمى بالموروث الشفاهي والسلوكي، أو ما يندرج ضمن الأعراف والعادات والتقاليد، إذ إن نتاج الشعوب في كل مرحلة يمثل مصدراً من مصادر الثقافة، وملمحاً من ملامح النتاج الإبداعي فكرياً وإنسانياً ومعرفياً ومهنياً، فلكل جانب من حياة أجدادنا وآبائنا قيمة فنية، أو إنسانية أو جمالية، تستوجب منا وتحتّم علينا الالتفات لها والعناية بها وإعادة ...>>>...

 
 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

صفحات PDF

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة