Culture Magazine Monday  18/06/2007 G Issue 203
الملف
الأثنين 3 ,جمادى الثانية 1428   العدد  203
 

كلمة وفاء
اللواء د.صالح فارس الزهراني*

 

 

تكريم الأدباء والمثقفين نهج نبيل ولفتة حضارية بالغة القيمة. ومثل هذا التكريم نهج تسير عليه الأمم الراقية، بل احسب انه أحد مقاييس رقيها وتحضرها. والشيخ الأديب علي بن صالح السلوك الزهراني، الذي يرقد بأحد مستشفياتنا منذ عدة سنوات واحد من أكثر المستحقين للتكريم في المملكة؛ لقاء ما قدم لوطنه وأمته من خدمات ومن فكر وثقافة.

ولد الشيخ علي عام 1360هـ بقرية قرن ظبي التابعة لإمارة منطقة الباحة، ودرس في (الكتّاب) ثم أكمل دراسته في المدارس النظامية منتسبا، وواصل مشواره حتى أصبح مثلا يحتذى في عصاميته ودأبه على تحصيل العلم. واشتغل بعد ذلك موظفا حكوميا حوالي اثنتين وأربعين سنة، بدأها في إمارة (الكامل) عام 1377هـ ثم تدرج في السلم الوظيفي حتى تقاعد عام 1419هـ، وهو بمرتبة مدير عام بامارة منطقة الباحة، وظل يعمل عضوا في مجلس المنطقة حتى مرضه.

والشيخ علي مؤرخ محقق وأديب كبير ملأ الساحة الأدبية بإنتاجه الذي كرس جله لتاريخ منطقة الباحة وآدابها وموروثاتها، فسد بذلك فراغا كبيرا في المكتبة السعودية والعربية، أبرز مؤلفاته: 1- المعجم الجغرافي لبلاد غامد وزهران الذي طبع ضمن المعجم الجغرافي للبلاد السعودية الذي أشرف عليه الشيخ حمد الجاسر. 2- وثائق من التاريخ. 3- غامد وزهران السكان والمكان. 4- كتاب الموروثات الشعبية لغامد وزهران، المكون من خمسة أجزاء. وتعد مؤلفاته عن منطقة الباحة دائرة معارف متكاملة ومرجعا موثقا لتاريخ المنطقة وآدابها وفنونها وعاداتها وتقاليدها، لا غنى لأي باحث في شؤون تلك المنطقة عن الرجوع إليها. ولم ينسه تركيزه على منطقة الباحة الانشغال بهموم الوطن وقضايا الأمتين العربية والإسلامية، حيث حظيت جميعها بالكثير من جهوده في مؤلفاته ومحاضراته ولقاءاته العلمية.

كان الشيخ علي رئيساً أو عضوا في أربع عشرة جمعية تعاونية وخيرية وثقافية وتاريخية في منطقة الباحة وخارجها، وهو من أول المهتمين بتأسيس الجمعيات الخيرية بمنطقة الباحة إن لم يكن الأول في ذلك على الإطلاق؛ وذلك لما جبل عليه من حب للخير وحرصه على مساعدة المحتاجين. كما كان نائبا لرئيس النادي الأدبي بمنطقة الباحة حتى ساعة مرضه، وهو موقع اسهم من خلاله في تنشيط الحركة الفكرية والأدبية في المنطقة.

كما عرف بالكرم والشهامة وبشخصيته الودودة البشوشة وبأدبه الجم وحسن خلقه وبأحاديثه الممتعة حتى انه لا يسع من يجالسه إلا ان يحبه، ويتوق الى لقائه مرات ومرات، والناس شهود الله في الأرض. كتب الله لابي زهران الشفاء الدائم والعاجل ليعود لمواصلة مشواره واستكمال عطائه لوطنه ولأمته.. إنه سميع مجيب.

* عضو مجلس الشورى


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة