Culture Magazine Monday  18/06/2007 G Issue 203
تشكيل
الأثنين 3 ,جمادى الثانية 1428   العدد  203
 

في حقيبة هذا الأسبوع
السبيل يطمئن التشكيليين وجماعة الرياض تودع أحمد عبد الكريم

 

 

إعداد: محمد المنيف

في حقيبتنا اليوم اطلالتان الأولى حول ما استجد حول جمعية التشكيليين والثانية إشارة إلى ما قامت به جماعة الرياض التشكيلية تكريما وتوديعا للفنان احمد عبد الكريم، مع أننا لا زلنا ننتظر ونترقب الكثير في صيف هذا العام رغم أن أجواءه لا تشير إلى أي تحرك، بل تنذر بالهدوء الذي يسبق التحرك الحقيقي بعد الإجازة الصيفية وعودة الحياة إلى مختلف القطاعات في فترة الشتاء الباردة المعينة على التحرك والنشاط. فهناك من المعارض المتميزة ما يدفعنا للشوق والانتظار المفعم بالنشوة خصوصا إذا كنا نعلم أن المعارض القادمة تحمل أسماء كبيرة وبارزة على الساحة.

السبيل وزرع الثقة

منذ أن أعلن الدكتور عبد العزيز السبيل نيابة عن وزير الثقافة والإعلام إمكانية تأسيس جمعية للفنون التشكيلية وبعد أن اشرف وتابع تشكيل لجنة وضع نظام الجمعية وما تبعها إلى يومنا هذا من خطوات كان آخرها ما أعلنه من تحديد الموعد النهائي لانعقاد الجمعية العمومية في شهر شعبان القادم تتواصل وتتابع حالات الترقب وتزداد تراكمات التساؤلات التي يحملها التشكيليون عن الجمعية وحجم صلاحياتها لتأتي إجابة الدكتور السبيل للصحفيين بعد افتتاحه معرض وجوه الذي أقيم في بيت التشكيليين حول ازدواجية اللجان بقوله انه لن يكون هناك أقسام للفنون التشكيلية في جمعية الثقافة والفنون بعد إعلان جمعية التشكيليين. ما أضفى الثقة والاطمئنان بان الجمعية لن تواجه أي منافس في مجالها أو ازدواجية تطبيقا لما جاء في أهداف تأسيس الجمعية.

وإذا كنا قد شعرنا بارتياح لهذا التصريح وبما يجعلنا نتشوق لانطلاقة الجمعية وترقب ما تحمله من مهام نجزم بأنها مطلب لكل التشكيليين في هذا الوقت الذي تحتفل فيه الجمعيات التشكيلية القريبة في دول مجلس التعاون بمرور سنوات طويلة على تأسيسها منها الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية وبلوغ عمرها المديد أربعين عاما وجمعية قطر ويوبيلها الفضي لبلوغها خمسة وعشرين عاما لتأتي الجمعية السعودية للفنون التشكيلية وليدا جديدا يتلقى الدلال والاهتمام من قبل المسئولين هنا أو بما تمنح من تعاون ودعم من الجمعيات الأخرى الأكبر سنا, ما يعني أن يستفيد مجلس الإدارة المزمع التصويت عليه في شعبان القادم من تجارب الآخرين التي من أبرزها منح الجمعية الصلاحيات الكاملة تجاه هذا الفن ليتحقق تنفيذ أهدافها بالشكل المطلوب والذي أنشئت الجمعية من اجله للخروج بهذا الفن من حالة التشتت والضياع والتشجيع إلى مرحلة التوثيق والتأسيس والبناء وهذا لن يتم إلا حينما تمنح وزارة الثقافة والإعلام وكالة الشئون الثقافية الحرية الكاملة المنبعثة والمطبقة للنظام الذي اقر من قبل الوزارة وإعادة قاطرة التشكيل إلى مسارها الحقيقي وفي مقدمتها أن تتحمل الجمعية مسئولية المعارض الخارجية التي تمثل الوطن بعد أن ظهرت بشكل لم يكن بالمستوى المأمول لاعتماد اختيارها على أشخاص يجهلون الكثير عن الفن المحلي تقف حدود معرفتهم على الأسماء فقط. إضافة إلى الحد من أساليب المعارض التي يتولى أعدادها أفراد مجتهدون فقط مع أن الاجتهاد لا يكفي في مثل هذا المجال الذي يتلقاه الجمهور.

إن ما جاء في إجابة الدكتور السبيل من إشارة إلى أن الجمعية ستتولى مهام هذا الفن من كل جوانبه يؤكد حرصه على تنفيذ النظام الذي اعد لها وتنفيذ أهدافها التي لن تتحقق دون وجود الصلاحيات الكاملة ماليا وإداريا لمجلس إدارة الجمعية وهذا ما نتوقعه ونتفاءل بحدوثه.

جماعة الرياض وليلة الوفاء

في مساء يشع بالحب والتقدير والتكريم والوفاء ازداد تألقا بحضور الدكتور عبد العزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشئون الثقافية والسفير المصري ونخبة من منسوبي السفارة والقنصل المصري بالرياض مع ما ضم من ممثلين لكل أطياف الفن التشكيلي في الرياض العاصمة من فنانين وإعلاميين، كل ذلك وغيره مما تحمله قلوب جماعة الرياض للفنون التشكيلية التي يرأسها الفنان علي الرزيزاء وعضوية الفنانين د. فواز أبو نيان وسمير الدهام وفهد الحجيلان وعبد العزيز الناجم وفيصل المشاري وناصر التركي ومحمد فارع والتعبير عنها باحتفائهم بالأستاذ الدكتور الفنان احمد عبد الكريم تكريما له بمناسبة قرب سفره النهائي إلى وطنه الأول مصر الشقيقة بعد أن أبقى في وطنه الثاني المملكة الأثر الطيب في نفوس التشكيليين بالمملكة ابتداء من طلبته الذين تلقوا منه العلم والخبرات في مجال الفنون التشكيلية بجامعة الملك سعود أو من التشكيليين الذين تعامل معهم وتعاملوا معه في الملتقيات والندوات والحوارات التي أضفى بها الدكتور احمد عبد الكريم مساحة كبيرة من الثقافة والمعرفة لمن لديهم الاستعداد لتلقيها والاستفادة منها فأبقى في ذاكرة التشكيليين (المثقفين) الكثير منها مع ما أثرى به الساحة التشكيلية السعودية من مساهمات بمعارضه أو بقلمه في الصحف المحلية انتقد فيها ما يستحق النقد وأشاد بمن يرى فيه بوادر الموهبة والقدرات فوجد القبول من الجميع. إن الحديث عن الفنان والأستاذ الدكتور احمد عبد الكريم يحتاج منا لمساحات لن تستوعب مشاعر محبيه فهو فنان بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وإنسان يجمع كل الصفات الإنسانية تعاملا وعملا وإحساسا وتأثيرا على من حوله، هذا الواقع أو هذا الرأي لم يكن مجاملة خصوصا في هذا الوقت الذي يغادرنا فيه وقد اخذ معه قلوب طلبته وزملائه وأصدقائه وترك لهم ذكرى عطرة قوامها الصدق والمثالية والمصداقية والأمانة في العمل، هادئا عميق الثقافة ممتلكا لكاريزما تسهل العلاقة الروحية بينه وبين من يلتقي به، مبدع في مجاله مؤمن بان الفن رسالة وان التعامل معها يحتاج إلى قدرات تجعل منها جسور محبة وسلام بين الجميع.

لقد كانت تلك الأمسية التي مثلت بها جماعة الرياض كل الوسط التشكيلي واعدت فيها مفاجآت جميلة وأضافت بها نمطا جديدا لمثل هذه المناسبات منها إقامتها معرضا ضم أعمالا للمحتفى به وعملين لكل فنان حضر الاحتفاء حمل مسمى (معرض الليلة الواحدة) جعلنا نشعر أن اللوحة أحق بان تكون في مقدمة وداع الدكتور احمد فهي الممثل الرسمي للفن التشكيلي والفن التشكيلي هو من كان سببا في وجوده بيننا، هذا المعرض مع ما دار في اللقاء من حوار مفتوح يعد نقلة جديدة في مفهوم العلاقات بين الفنانين سيكون لنا معها حديث مفصل.

(وقفات)

مع أن تسمية هذا اللقاء (بالتوديع) غير مناسبة كون المحتفى به سيبقى في ذاكرة الساحة التشكيلية السعودية وسيبقى التواصل معهدا مستمرا فقد اتفق الكثير على وصفها بالتكريم، فقد ألقى الزميل علي الرزيزاء رئيس جماعة الرياض التشكيلية نيابة عن زملائه كلمة الترحيب بالحضور مشيرا إلى ما يتمتع به الدكتور من تقدير الجميع وبما يمتلكه من سجل حافل بالنشاط ألقى الزميل الشاعر والإعلامي السيد الجزايرلي كلمة اشتملت على سيرة الدكتور أحمد عبد الكريم الفنية تلاها كلمة لسعادة السفير المصري بالمملكة أثنى فيها على المحتفى به، وأشار إلى أهمية أن يستفاد من العلاقة الكبيرة التي أسسها الدكتور أحمد في الوسط الثقافي والتشكيلي السعودي لمد جسور بين البلدين، بعدها ألقى الدكتور عبد العزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية كلمة شكر فيها جماعة الرياض على هذه المبادرة الطيبة وأثنى على ما جاء في سيرة الدكتور أحمد عبد الكريم وبما قام به من مساهمات في وطنه الثاني ستبقي له الذكرى الطيبة، مشيرا إلى أن المناسبة تجمع النقيضين فرحة التكريم وحزن على الوداع، مؤكدا أن سيرة الدكتور أحمد وعلاقاته الطويلة وما قدمه للفن والفنانين بشكل عام ولطلبته وطالباته بجامعة الملك سعود بشكل خاص يرجح كفة السعادة ويبقه معنا دائما، مضيفا ان الفنون والثقافة والإبداعات الإنسانية لها من التأثير وتقريب العلاقات ما تعجز عنه سبل أخرى، واختتم الدكتور السبيل كلمته بالإشارة إلى ما يتمتع به الفنان الدكتور أحمد عبد الكريم في مجال إبداعه من خصوصية وتوظيف لمفردات تؤكد انتماءه للموروث العربي والإسلامي. بعد ذلك قام الجميع بجولة على المعرض الذي شارك فيه الدكتور أحمد عبد الكريم ونخبة الفنانين من أعضاء جماعة الرياض التشكيلية والفنانين المدعوين للمناسبة فكانت بمثابة بطاقات حب ملونة في لسلة كل من فيها يعشق الفن والجمال.

لإبداء الرأي حول هذا الموضوع أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6461» ثم أرسلها إلى الكود 82244

monif@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة