Culture Magazine Monday  18/06/2007 G Issue 203
تشكيل
الأثنين 3 ,جمادى الثانية 1428   العدد  203
 

صدى لون
التشكيليون بين الأصالة والعولمة!
محمد الخربوش

 

 

انفتح العالم على بعضه البعض وأصبح بفضل الله أولاً ثم بفضل هذه التقنية العالية في مجال الإعلام والاتصال قرية صغيرة، وأصبح بإمكان القابع في زاوية من منزله متابعة ما يجري في هذا العالم لحظة بلحظة ودقيقة بدقيقة، بل جاز له أن يحادث من في الشرق ومن في الغرب وفي كل مكان في هذا العالم، في ظل ما يسمَّى بالعولمة التي ساهمت في اختلاط الحابل بالنابل وأدت، إلى تلاقح عجيب في الثقافات ما بين شعوب الأرض وزيادة نسبة التأثر والتأثير، مما أوجد جيلاً عجيباً في سلوكياته ومعطياته ونظرته وفلسفته في الحياة .. هذا التحوُّل الرهيب في السلوك الإنساني وأنماط الحياة شمل الكل بما في ذلك أصحابنا التشكيليين الذين أصبحوا ومن خلال اطلاعهم على معطيات العالم الآخر في مجالهم، وجدوا أنّهم أمام ثقافات جديدة وأمام معطيات جديدة وأمام مدارس وأساليب فنية غريبة تغيب كل القوانين والقواعد الفنية التقليدية المعروفة، وبالتالي وجدوا أنفسهم أمام أعمال فنية تفتقد للهوية والأصالة والمنشأ، بل إنّ الغالبية منها لا يحتوي على مضامين وأفكار ورؤى ودلالات واضحة، حتى أنّه يخيل للمشاهد أنّ ما يراه عبارة عن طلاسم وشخبطات لونية تفتقد للتوازن، أو أمام مجسّمات وتراكيب غريبة قدمت تحت ستار الفن المفاهيمي الذي يأتي معظمه تحت شعار (الطرح كيف ما اتفق) .. هذه الحالة أو هذا الواقع الذي فرض نفسه قسراً على الكل، ألقى بظلاله على الفنان التشكيلي الذي أصبح في حيرة من أمره، وأصبح فريسة للتناقضات والصراعات المختلفة، فهو كما نعلم إنسان داخله فنان مبدع يستطيع، ومن خلال فنه ومعطياته، أن يقدم فكراً ورؤى ومضامين وفق قوالب جمالية راقية تتميّز بالأصالة والمعاصرة والجمال، إلاّ أنّ تنامي مثل هذه الصرعات وازدهار سوق الفن المفاهيمي ورغبة الفنان أن لا يكون بمعزل عن الآخر، أدّت إلى قيام البعض من الفنانين أن يركبوا الموج وأن يسايروا الطرح العالمي المتسارع على علاّته.

لا أدعو من خلال هذا الطرح فنانينا إلى التقوقع وعدم مسايرة الرّكب، لكنني أتمنى على الجميع الاستفادة من تقنيات العصر سواء في مجال الإعلام أو الكمبيوتر والإنترنت والاطلاع على التقنيات الجديدة، وكل ما هو جديد في هذا العالم الجمالي، لكن اطلاع بفرز ووعي بما يحفظ الهوية والأصالة والفرادة.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7322» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة