الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 18th September,2006 العدد : 171

الأثنين 25 ,شعبان 1427

قصتنا ... (نعم تكفنت ب لا)
عبد العزيز حمد الجطيلي

سيدتي
يا سيدة النساء أنت
أيتها الأنثى الضائعة مني ومن ذاتها!!!
أنت الحقيقة
أنت الحقيقة التي كتب اليأس في كتاب العمر عمق مأساتي ومأساتها..!!
سكنت قلبي ورحلت ... قصة قصيرة
ألفتها كثيراً وفارقت ... قصة قصيرة
حدثتها وحدثتني كثيراً .. لغة الشجن بيننا وعندما تعلم لسان ومسمع جرحي فصاحة البوح صمتت حبيبتي ... قصة قصيرة!
أنا وأنت معاً ... ثم أنا هنا وأنت هناك..!!
أنا وأنت كنا مبتدأ إعراب الحلم تغير بعد أن أصبح لكل منا خبر ... إنّها قصة قصيرة
سيدتي .. وسيدة قلبي الجريح..!!
أيتها الأنثى الضائعة مني ومن ذاتها!!
من يقرأ قصتنا..؟ ليبكي من أجلنا
أنا أقرأ قصتنا..!!
أنا الذي أعيد قراءتها ... قسماً بربي إنّي أعيد قراءتها!!!
أنا الذي تبكيني بأدق تفاصيلها
في القصة ... أراك حبيبتي وقد تزيّنيتِ بفستانك
وقد جئتني وأنا ملك تعطرت بحبر قلبك .. ومن ربابة قلوبنا نطعم صمت الليل أنيننا وغناءنا .. وضحكنا .. وربما نطعم صمت الليل بعصاً من صمتنا وسكينتنا فيطرب الليل لطربنا .. وتراقص مخاوف الليل سكينة منها وقلوبنا
في القصة .. حتى عتابنا وشجارنا يُدهشني
حين أقرأ كيف كان تسامحنا .. وطرائف الرجاء بأن
يصفح كلُّ واحد منا ... قلب يدلل قلباً!
إنّها طفولة ليلنا ... التي دعَونا الله كثيراً لها بطول العمر
سيدتي
أيتها الأنثى الضائعة مني لتبقى في بعيد أعماقي!!
من يقرأ قصتنا؟
صديقي الذي يعرفني كثيراً لا يقرأها..!
جاري القريب من خيمة الأسمنت التي أسكنها لا يقرأها!!
الناس .. كلُّ الناس الذين يعرفونني لا يقرأون قصتنا
هذه اللات لا تدهشني!!
هذه اللات لا تؤلمني..!!
ولكن ... أنت ... أيتها السيدة المصون
يا بطلة القصة الرائعة ... هل تقرئينها!؟
ربما لا..!!
لقد مت أنا ... (نعم) تكفنت ب(لا)
سيدتي
أيتها الأنثى التي رحلت وما رحلت!؟!
أفصوصة اللقاء بيننا الرائعة
حتى في غرابتها ... كلٌّ منا استظل بأهداب العيون فما قرأت عيون الآخرين الألفة الناعسة على ضفة سهر وسمر عيوننا ...
أنا وأنت كنا السر الجميل الذي عشقنا وعشقناه!!!
في القصة..
الحلم المدلل الذي من رحم الفجر واليأس ولد بيننا!!
آلامنا .. مخاوفنا .. بحيرة العتمة من حولنا كتبناها في قصتنا بقوارير الدواء .. ولفافة الشاش الأبيض وبمعطف حناننا .. وبشمعة تضيء بيننا ونحن نعزف بالمجداف في بحر الليل حلم سفرنا معاً .. بقاءنا معاً..
لكن غيبوبة الليل التي فيها تصحو أحلامنا قد لا تدوم لنا..!!
سيدتي
آه ... من قصة ضاعت فيها كل أحلامنا
حتى مشاهد النهر وضفة النهر جفت
ورقصة النخلة مع حفيف ريح منتصف الليل شلت
وذكرى كفي وكفك حين يمسح دفء منديل الود والحب فيض مدامعنا
السيدة المصون
هل تقرئين قصتنا..؟
ربما حبيبتي لا!!
عذراً بالتأكيد لا!!
لقد مت أنا ... نعم تكفنت ب لا!!!
سيدتي..
القصة في بدايتها ماتت!!!
القصة في منتصف عمرها ماتت!!!
القصة من ألفها إلى يائها ماتت..!!
القصة من الوريد إلى الوريد .. نزفت .. وماتت..!!!
ماتت ... ماتت ... ماتت!!!؟
كيف ماتت قصتنا .. أيتها السيدة المصون!؟
مركب الليل الذي كان يجمعنا غرق في نهارك الجديد!!
وذبول الأصيل المتفتح في مطلع مساءاتنا الجميلة غاب في ربيع نسيانك وتناسيك!!!
كيف تبقى قصة حب احتلت قوى الهجر قلب حبيبتي!؟
كيف تبقى قصة حب وذاكرة حبيبتي وطن ليس لي..!؟
ما أصعب السؤال ... خنجر في خاصرة خاطري
عذراً حبيبتي ... الحروف لم تعد هي الحروف
الكلمات لم تعد هي الكلمات لكنني..!!
أنا أقرأ القصة كلَّ ما استبد بي الحنين
أنا أقرأ القصة كلَّ ما استوحشت في ليل وحدتي
لا أجد وجهك حبيبتي يبدد وحشتي
ولكن..
سيدتي هل تقرئين قصتنا..؟
أم إنّها قصتي وحدي ... الرواية التي هي العمر كله
ربما أنت .. أقول ربما لا تقرئينها
عذراً بالتأكيد لا
لقد مت أنا .... نعم تكفنت ب لا
قطرة الوداع
قلبي أسكرته فجيعة الفراق .. فبات يهذي بحلم اللقاء ... وبشربة من سراب!!!


ayamcan@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved