يعيد السارد ذاته ببهجة فاترة
|
* الثقافية عبدالحفيظ الشمري:
العمل الروائي الأخير والجديد للروائي إبراهيم عبدالمجيد (عتبات البهجة) لا يخلو من منغصات مضمونية وإيماءات شاحبة و(شاطحة) في عوالم تنذر بقرب وقوع كارثة إنسانية جديدة تكشف للجميع حجم مأساة الطرف الأكثر حساسية في معادلة الحياة في الأمة إذ يؤصل الكتاب في هذه الرحلة عمق الضياع للإنسان العربي في زمن لم يعد فيه التفكير المنطقي وارداً فضلاً عن أن يكون لدى الجميع مجرد وهم.
يعيد السارد أو الراوي مصيبة الإنسان الذي لم يعد قادراً على فهم الحياة.. ذلك الذي لم يعد يذكر أن هناك حديقة صغيرة بينه وبين عمله لأن الذاكرة ولدت مشوهة وعاجزة فكيف بها أن تستدل على مثل هذه الجماليات التي تخلفها ذاكرة الخضرة في حديقة (عتبات البهجة) لدى إبراهيم عبدالمجيد.
لم يعد ممكناً أن تفيد طروحات السارد الذي يركن إلى أن معادل البهجة ممكن في تقلبات واقع الحياة، ولم يعد مفيداً أن تكثر شطحات البهجة، أو افتعال الطرفة أو النكتة طالما أن الهم سيد المواقف، فليتنا نعري الأشياء التي تحاول دائماً أن تستدرك فعل البهجة في وقت لا نستطيع جمع شتات ذاتنا المتشفية في مهاوي البحث عن اللقمة فضلاً أن تكون منغمسة وغارقة في لجج البحث عن اللقمة على نحو بطلة (عتبات البهجة) حينما تمر من أمامه في حديقة تفاجأ البطل في وجودها في ذاكرته التي لا تحمل إلا أطلال الألوان القديمة بين سواد مصيبة، ودكونة حلم، وقتامة الآتي؛ فأين البهجة في ظل هذا الخذلان.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|