لم نعِ ما قلت، ولم نستوعب نصيحة الحكمة والحكيم، وصحت علينا مقولة ذلك (الأعور الصهيوني) دبان (أتفق العرب على ألا يتفقوا)!!. |
نحن يا سيدي (نراوح في مكاننا) لم نخطُ قيد أنملة الى الأمام، بل اذا سار العالم خطوتين الى الأمام، سرنا نحن عشر الخطوات الى الوراء.. إلى ماضٍ مشرق نحلم به، او أمس كثرت فيه هزائمنا، وقطع الأعداء أوصالاً غالية من جسم أرضنا، ونحن لا نملك ما يحدث إلا (الشجب والتنديد)، وهما وسيلة العاجز المغلوب على أمره. |
صدقني يا أستاذنا انني قاطعت مشاهدة أخبار القنوات الفضائية تجنبا لمشاهدة مناظر الذل والمهانة والعار التي تحدث في فلسطيننا الجرح الكبير في تاريخنا لأن الأندلس كانت الجرح الأكبر وعراقنا الجرح الجديد، فكأننا كما قال الشاعر (ابن النحاس المدني) في ألم ومعاناة (كلما داويت جرحاً سال جرح). |
فإلى متى يا أستاذنا نظل نعيش حياة (الجراح)؟ |
ومتى ستلتئم هذه الجراح ليعيش الجسم العربي والاسلامي سليما صحيحا معافى ليبني نفسه، ويسترد كرامته، وينطلق متقدما حضاريا، لا نود أن نستسلم للأحلام التي ذبحتنا، فنود أن نكون في مقدمة المتقدمين الحضاريين، وإنما في الموكب ومع الموكب الذي سبقنا بأرقام فلكية في كل مضمار!!. |
اعذرني يا أستاذنا الشاعر الكبير (الفقي) إذا استطردت في نعي أنفسنا، في الوقت الذي جئت لنعيك، والتعبير عن مشاعر الأسى والحزن التي أصيبت بالوجوم والذهول عند سماعها خبر وفاتك، وهي مشاعر قرائك الكثر، وأحبابك الأكثرين. |
وهذا الاستطراد جاء عفويا، وصوتا صادقاً يسكن شعرك المورق المونق الذي نتفيأ بظلاله، ونستمطر غيومه، إنه ترجمة لهذا الشعر الذي أضناك بهمومه (الذاتية العربية الاسلامية). |
أنت يا أستاذي تعرف انني لست شاعراً، لكنني حاولت من خلال رحيلك أن أكون (شويعراً) يرثي نفسه في حياته: |