الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 18th October,2004 العدد : 81

الأثنين 4 ,رمضان 1425

الغذامي صوت صارخ من قطرة الشك
د. زهير محمد جميل كتبي

أسئلة الفوران العقلية لا تنقطع لمن قرأ أو يقرأ كتاب.. (حكاية الحداثة).. في المملكة العربية السعودية، لمؤلفه الدكتور عبدالله الغذامي. وفي ظني هكذا أرى أن الكتابة المخلصة سبب للنجاح في هذه الحياة. ويؤكد هذا الكتاب وغيره من كتبه التي قرأتها واستمتعت بتلك القراءات أن عبدالله الغذامي محاور من طراز جيد. ويحاور كل خصومه وبنفس المستوى من القوة والقسوة العقلية والثقافية. يحاور ويناقش دقائق الأمور الفكرية. وأزعم أنني من المعجبين والمؤيدين بهذا الغذامي كمثقف، وأحترم معانيه في فكره الأدبي. والنصوص والمفردات والصيغ، التي استخدمها ويستخدمها عبدالله الغذامي مع كل خصومه تؤكد بوضوح تام أنه على جانب كبير من الخلق الفاضل. رغم أن بعض خصومه يستحقون السحق بأسوأ الكلمات، وأوسخ المعاني، وأنذل العبارات وأبشع الأوصاف. ولكن أخلاق هذا المثقف الفاضل حالت دون ذلك. بل أعجبني في كتابات الغذامي أنه احترم حتى.. (الأغبياء).. والفقراء ثقافياً من خصومه. وهذا تميزٌ يحمد له. وأغضبني حيث أشفق على بعضهم حين تطاولوا عليه بمقالات صحافية غاضبة حاقدة وفي ملاحق أدبية لها احترامها وثقلها الصحافي في بلادنا ولكن هذا حال ووضع وتركيبة الشليلة الصحافية في بلادنا.
**
الجميل والرائع والمبدع في كتاب (حكاية الحداثة)، أن مؤلفه الغذامي استطاع بمهارة فائقة أن يستفز كل أبطال الحداثة في بلادنا، وبشواهد تاريخية دامغة ولامعة. بل وجدته قد كشف عورة بعضهم، وقرأت هتكه لستر بعضهم الفكري. دون أن يستطيع أحدهم أن يطل من أي نافذة صحافية ليقول إن ما قاله الغذامي غير صحيح. فأبطال كتابه أحياء، وأقوياء وفاعلون. بل يتربعون على مناصب رسمية أو صحفية أو ثقافية، وكأن هذا الغذامي الرائع تاريخياً وثقافياً يقول لنا: إن عصر.. (الافتراءات والكذب).. على التاريخ وحركته قد رحل، بدون عودة.. وإن عصر الأبطال الصحافيين قد ولى بدون رجعة. لقد عرى وكشف كل من قال أنا بطل حداثي. دون أن يملك صفات وأدوات وأخلاق البطولة. وكأن الغذامي حين فتح النيران العالية والحارقة على خصومه. أراد أن يقول لهم جميعاً بعد أن سرد الحكاية بالكامل وبإتقان وتسلسل منطقي وموضوعي، إن.. (الكذب).. و.. (الضحك على الآخر).. ليس هول الحل. وإن قول الحق، وسرد الحقيقة وتحولاتها هي الحل المقبول منطقياً وعقلياً.
**
من خلال قراءتي الفاحصة لهذا الكتاب القيِّم والرائع، تأكد لي أن عبدالله الغذامي كان على مستوى كبير من عزة النفس وكبريائها، حين تجاوز قصداً عدم سرد بعض الحكايا في بعض المواقف الثقافية والصحافية المجزية. والتي قد تسهم في كشف المزيد من المستور. احتراماً لعهود قطعها على نفسه. واحترام العهود من أخلاق الرجال الأحرار. والغذامي من الأحرار لذلك كان الغذامي موفقاً في طرحه الفكري. وهذا الكتاب أراد من خلاله الغذامي أن يقول لكثير منا وغيرنا. أن هناك أشياء مخفية تفكرون فيها، فهذه هي حقيقتها الكاملة كما كانت. كما أدركت أن الغذامي في بعض المواضع في كتابه مدار الحديث يكتب.. (بألم شديد).. وعرفت من خلال نصه أن ألمه لم يجف بعد، ولا أعلم متى سيجف جرح هذا الألم؟! وهذه حالة خطرة يعيشها المثقف. ولعل اللافت للنظر لي كمتلقّ لنص الغذامي أشعر أن الغذامي كلما تقدم به العمر يتطور أكثر، بل ويتجدد بحيوية ويعطي بصورة افضل. ولم يخف بسبب تلك المعارك التي خاضها. بل لم يكل من ألسنة النيران التي فتحت عليه من كل صوب وناحية. وظل يكتب ويوضح ويشرح ويهاجم ويدافع.
ولكنه لم يتحامل على أحد. رغم أن نصه الصريح يشكو من ظروف زملائه ومحاربتهم له وبدون أخلاق. ورغم أنه لم يرفض الناس الذين لم يقتنعوا بما قال ويقول. بل احترم كلماتهم ومواقفهم وآراءهم. فلذلك أصبح الغذامي صوتاً يصرخ عالياً من كل شيء، وارتفعت نبرة صراخه، وخرجت حية كاملة النمو. ففعلت فعلتها في الألم والمجتمع والأصدقاء والصحافة والزملاء والحدث والتاريخ.
**
ومن خلال قراءتي المتعددة لكل مؤلفاته المتعددة والقوية والمثيرة للجدل تأكد لي أن الغذامي فيلسوف ومفكر مجادل ومحاور قوي، زادت قوته الفكرية بآرائه الجريئة، وأفكاره المثيرة للتساؤل والجدل والحوار التي جهر بها دون خوف من أحد. اختلفنا أو اتفقنا معه حولها. أما وطنية هذا الغذامي المثقف فلا يجوز لأحد أن يتكلم فيها وحولها، فالمزايدات فيها خاسرة، فهو وطنيٌّ من نسيج مميز. فهو سعودي، سعودي، سعودي، وعيب علينا أن نزج بالوطنية في قضايا الفكر والرأي.
لقد استطاع الغذامي بفكرة هذا الكتاب الجيد أن يطرح ويجيب على الكثير من الأسئلة. وتلك الأسئلة ليست محبوبة من الفكر والصحافة كما تعودنا، وهنا برزت قيمة الجرأة في الطرح.
والمصيبة الكبرى في قضية عبدالله الغذامي والحداثة في بلادنا والحداثيين، أن بعض الحداثيين اعتبروا الغذامي يكتب (انجيل)، ورفعوه إلى السماء الدنيا، ثم فجأة وبدون مقدمات ألقوه أرضاً، وأيضاً بدون مبررات مقبولة أو منطقية. وغفلوا وتغافلوا ونسوا أو تناسوا بقصد أو بغير قصد أولئك النفر من الحداثيين وأصدقائه وزملائه أن الغذامي ناقد حاد جريء قوي لا يجامل ولا يهادن، ولا يرحم، ويجهر بالحقيقة أمام الملأ وبدون تردد.
يجهر بالحق بواسطة سيف اليقين ومعول البرهان، وحجج اليقين الراسخ. لذلك جاءت.. (صرخات الغذامي).. احتجاجاً على كل عيب ونقص وتخلف ونفاق وتزوير وتحجر، رفض الغذامي أن تحرق الحقيقة أمامه. لكي ينتقم البعض من البعض. فوقف صامداً يسكب الماء على النار لكي تطفأ، حتى لا تحرق أحداً من القريبين حولها. أراد الغذامي أن يكون للثقافة العربية السعودية حريتها وكرامتها. فعمل على.. (خلع الشوكة).. التي تؤذي الكثير، قال الحق وشرح الحقيقة في هذا الكتاب. وهذا الكتاب (حكاية الحداثة)، أزعم أنه ليس له مثيل في المكتبة العربية السعودية في موضوعه وقول الحقيقة. لأنه كتاب فريد في هذا المجال، ولم يسبقه إليه أحد. خاصة أنه شرح وعلّل وحلّل وفسّر، لكي تكون الحقيقة صالحة للنشر ومقبولة في كل مكان وزمان. إن صرخات الغذامي قالت أشياء غريبة كثيرة وفسرت حقائق أكثر، وبينت مواقف غامضة في قضية الحداثة. لذلك جاءت صرخاته منطقية وعقلانية وواضحة النبرات، حتى وصلت إلى أماكن بعيدة، وقد يعاب على كتاب الغذامي من قِبل الخصوم أنه كشف كل أجزاء الحقيقة ومن كل الجوانب والأبعاد. والتي حرصوا أن تغيب وتختفي تحت غبار الزمن. فلذلك كان هذا الكتاب أكبر من الخصوم ذاتهم. وهذا ما دفع الغذامي أن يضع اسمه بكل افتخار واعتزاز فوق كل شيء. لأنه قال شيئا واحدا هو الحق. وقد يعاني بعض القراء من نقص كبير في هذا الكتاب هو.. (الكذب).. الذي تعودوا وبصورة دائمة أن يقرؤوه في المنتج الثقافي السعودي. ولهذا وذاك جعلت عنوان مقالي (صوت صارخ من قطرة الشك)، لأن الغذامي عمل على الابتعاد كلياً عن بث بذور الشك فيما يقول ويكتب من أجل شرح حقيقة هذه الحكاية التي
تحكي قصص وروايات الحداثة في بلادنا.
اتجه الغذامي لهذا المنهج ليرحل بنصه الثقافي عن كذب التاريخ وزوره. ويقضي على بعض.. (الجيف الصحافية).. التي أرهقت المجتمع والصحافة والحقيقة.
**
بقي أن أقول: إن هذا الكتاب القيِّم والرائع لم يخل من بعض الملاحظات، والنواقص التي لا تنقص من قيمته أو تهز من قوته وصراحته ومنها:
1 قلت في صفحة (5): (وهي قدر رأي مجتمع حديث) فالحداثة يا أخي الدكتور ليست قدراً بل هي من طبائع الحياة بأمورها وأشيائها فالطبائع ليست أقداراً، بل أعمال وأفعال وصفات وسلوكيات.
2 قلت في صفحة (8): (محمد عبدالله مليباري، وهو رأس المحافظين والناطق باسمهم..) يا دكتور المحافظون ليس لهم رأس ولا ذيل، وليس لهم ناطق. إنما المليباري تقدم الصفوف في هذه القضية ليدافع عن أشياء يحملها في قناعته.
3 قلت في صفحة (15) وفي الهامش بالذات: (خطاب في الإثارة والتكفير..) إذن فلماذا لم تتقدم يا دكتور عبدالله بالتقدم بشكوى شرعية في المحكمة الشرعية. لإيقاف هذه الفئة التي تظن أن مفاتيح الجنة والنار بيدها. وكأن هذا أسلوب من أساليب الردع والتأديب وعدم التطاول والتجاوز وأنت خير من يقدر خطورة قضية التكفير.
4 طرحت سؤالاً مهماً في صفحة (21) وهو قولك: (لماذا لا تتوفر الموضوعية في مسألة الحداثة). أنا لا أتفق معك يا دكتور عبدالله في إصدار هذا التعميم. فلقد قرأت الكثير من المقالات عن الحداثة وفيها الموضوعية ولولا الموضوعية لما حصل هذا التجاذب بينك وبين خصومك.
فلا ترفض ثوب الحق، حتى لا يبقى لك صديق وقد تفقد مصداقيتك.
5 ذكرت في صفحة (32): ( وهي حكاية اجتماعية..) لعلِّي لا أتفق معك في هذا القول. لأن كتابك حكى الحكاية السياسية والثقافية والدينية والفكرية والاجتماعية والأكاديمية فيما يتعلق بالحداثة.
6 قلت في صفحة (50): (أما سؤال التجديد الواعي فنجده لدى محمد سرور الصبان..) لماذا لم تذكر يا دكتور عبدالله مصدر هذا القول لمحمد سرور الصبان؟ وأنا أشك أن يشكك الصبان في اللغة العربية. فعرف عن الصبان حراسته وحمايته للغة القرآن العظيم. وربما عملت يا دكتور على لي النص وحملته ما لا يطيق ليتماشى مع مزاجك في هذه القضية.
7 قلت في صفحة (52): (إن محاضرة حمزة شحاتة كانت في نادي الإسعاف بمكة المكرمة، عام 1359هـ، يا دكتور عبدالله في تلك الفترة لم يكن بمكة المكرمة نادٍ ثقافي يحمل هذا الاسم. إنما هي جمعية الإسعاف، المحاذي لباب الوداع من المسجد الحرام بمكة المكرمة. وأعتقد أن
المحاضرة أُلقيت يوم الخميس 28 121358هـ وليس عام 1359هـ كما قلت.
وأيضاً ليس بصحيح أن المحاضرة استمرت سبع ساعات. فالصحيح هو ثلاث ساعات وهذه مبالغة كبيرة حين قلت كان الناس يذهبون لقضاء حوائجهم فأرجو العودة لطبعة تهامة.
8 قلت في صفحة (55): (رجالاً من حراس التاريخ بعثوا ببرقية إلى الملك عبدالعزيز) والصحيح أن بعضاً من العلماء والمشايخ اشتكى لولي الأمر.
9 قلت في صفحة (57) عن محاضرة حمزة شحاتة: (وهي من أهم أوراق المرحلة ووثائقها الثقافية). هذا حكم متسرع منك فعليك بالعودة لمراجعة المنتج الثقافي في تلك المرحلة. وربما ستجد أهم منها ويحمل أفكاراً جريئة وخطيرة.
10 قلت في صفحة (61): (ولذا يخرج شحاتة من الذاكرة والفعل). لعلِّي لا أتفق معك في هذا الرأي. فعليك مراجعة رسائله الثقافية، وسؤال بعض أصحابه مثل محمد صالح با خطمة وغيره.
11 لا أتفق معك فيما قلته بصفحة (63): (إن انكسار حمزة شحاتة وانسحابه) يا دكتور! إن شحاتة لم ينكسر ولكن دفع إلى الانسحاب القسري. وليس الطوعي. بعد أن قال له محمد سرور الصبان: (إن القمة لا تتسع لأكثر من واحد..) ولاحظت أنك كررت كلمة انكسار. فهذا غير صحيح كما هو في صفحة (66).
12 ذكرت بصفحة (64): (إن صاحب مكتبة الثقافة سيدي الوالد الشيخ صالح محمد جمال رحمه الله والصحيح أيضاً أن شريكه هو سيدي الوالد الشيخ عبدالرزاق بليلة.
13 ذكرت بصفحة (65) قيام إدارة التعليم في مكة، والصحيح هو انشاء مديرية المعارف تولاها الشيخ طاهر الدباغ.
14 ذكرت في صفحة (98): صفات جيدة للدكتور غازي القصيبي، وأتفق معك في كل ما ذكرت، ولكن كان عليك أن تضيف أن كل مناصبه السياسية ووجاهته ساعدته في كل ما ذكرت. فغيره تعرض لنفس الأزمات ولكن لم يجد الدعم الذي وجده القصيبي.
15 قلت في صفحة (125): (لقد كانت الوظائف وصفة الأديب محصورة بفئة قليلة محدودة تعلمت في الأصل في مدارس الفلاح في مكة وجدة..) هذا الكلام غير صحيح، إن مكة المحمية بها العديد من المدارس وقبل الفلاح. ودرس بالمسجد الحرام الكثير من العلماء والأدباء والمفكرين وليس الفلاح.
16 استخدمت في صفحة (125) مصطلح:.. (صحف أهل الوجاهة).. وهذا المصطلح لا يوجد في تلك المرحلة. فالوجاهة لم تسيطر بعد على الصحافة كما هو الحال اليوم.
17 حكمت في صفحة (127) بأن الثقافة ناقصة في وعيها وفي تكوينها الجذري. وهذا كلام مرفوض ولم يبن على قواعد علمية حتى يمكن قبوله. لأن بناء الثقافة السعودية في البدايات كان قويا في وعيها والدليل خروج الكثير من الإنتاج الفكري والثقافي والأدبي الذي أثار ضجة، وأقام الدنيا ولم يقعدها.
18 قلت في صفحة (138): (العلم للرجال والجهل للنساء) وسميتها معادلة ثقافية. والصحيح هي مقولة أو فكرة وليست معادلة، فوزن معادلتك يا دكتور غير سليم. وفيه ظلم بواح للمرأة التي كان لها دور. فأرجو الاطلاع على بعض المرجعيات الثقافية والتاريخية، مثل كتاب ابن فهد، وما ذكره عن العالمات في مكة المكرمة.
19 كررت استخدام عبارة... (أن وعينا الثقافي ما زال ضعيفاً).. وهذا غير
صحيح, فالواقع يقول إن الحكم العالم في أمور العقل لا يجوز بحال من الأحوال. فحكمك ناقص وعام يا دكتور وهو لا يجوز أن تصف أمة بنقص في وعيها ونحن أمة متجذرة في وعيها.
20 ذكرت في صفحة (169) كلمة (الطفرة) فكان من الأفضل أن تعرفها بالطفرة المالية، أو الطفرة الاقتصادية. لأن الطفرات في حياة الأمم والشعوب كثيرة ومتعددة.
21 قلت في صفحة (210): (أن معارضة المليباري للحداثة هي مسألة شخصية). وهنا أختلف معك تماماً وكثيراً، يا دكتور عبدالله! فالمليباري خاض معركة الحداثة بسبب مبادئه وقيمه الإسلامية المحافظة. فهو كان مدافعا قوياً وشرساً عن المبادىء والمثل والأخلاق والقيم الإسلامية المحافظة. فليس له خصومات مع أحد في هذه المعارك. بل حتى الآن أذكر أنه ليس بينكما أية مسائل شخصية سوى الخلاف الفكري الثقافي. ورحم الله المليباري وأعتق رقبته من النار. والدليل أنك مدحته في نهاية الصفحة ذاتها.
22 قلت في صفحة (213): (المليباري وجد مجداً في هذه الكتابة لم يكن له لو لم يفعل..) أرجو العلم والإحاطة يا دكتور عبدالله أن المليباري هو علم ثقافي وأدبي قبل معارك الحداثة. فله معارك أدبية وصحافية مشهورة ومعروفة مع الكبار.. الكبار في بلادي من أهل الثقافة والصحافة.وأذكرك بمعاركه مع الأستاذ محمد حسين زيدان وغيره حول قضية اليمن والعروبة. هذه المعركة أقلقت دولا بذاتها.
23 قلت بصفحة (214): (مع عدم منطقية حججه..) لا يجوز لك الحكم على خصمك بالضعف أو القوة. ولكن الحكم الأفضل يأتي من طرف ثالث محايد ومتزن وموضوعي. وأؤكد أن المليباري في كثير من مقالاته الصحافية أو معظمها، امتلك الحجة القوية، والبرهان المتين والمنطق الرصين.
24 ذكرت بصفحة (276): (كالذي تفعله جريدة الندوة مع أنها تصدر في أطهر بقعة..) كان الأفضل لو ذكرت أن بعض كتّاب جريدة الندوة. ولا يجوز أن تحكم على مطبوعة مثل جريدة الندوة بالكذب. وكونها تصدر من أطهر بقعة. فهذا ليس بعيب. فخوض المعارك الفكرية من حقها المشروع شرعاً وقانوناً وعرفاً والكتّاب هم بشر وليسوا من الملائكة.
25 ذكرت بصفحة (288): (ظهر عدد من هذه البيانات فيها تعبير نقدي وفيها وعي اجتماعي وحواري..) يا دكتور عبدالله، الوعي في الإنسان السعودي موجود في دماغه منذ القدم. ولعلك لو حاولت دراسة اتساع دائرة الوعي في الإنسان السعودي منذ أمد بعيد، لوجدت الكثير والكثير من ذلك. فلو عدت لقراءة كتاب (التيارات الأدبية الحديثة في قلب الجزيرة العربية) الصادر عام 1959م فانظر مثلاً في صفحة (148) ما ذكره عبدالله عبدالجبار عن الشاعر الطيار عمر افندي شاكر صاحب جريدة الفلاح بجدة. وغيرها من حالات.
****
هذا ما أردت أن أسجل من ملاحظات نقدية دفعتها نزعتي النقدية المحبة لمثل هذا المنتج الثقافي الرائع. والذي يستحق القراءة والفحص والاحتفاظ به في كل مكتبة منزلية، لما احتوى من حقائق كانت مدفونة داخل المقابر الثقافية. فجاء الدكتور عبدالله الغذامي لينبش تلك المقابر ويخرج منها تلك الحقائق الدامغة.. ثم يعيد دفن.. (الجيف الثقافية).. المتعفنة. حتى لا ترتفع رائحة العفانة منها إلى خارج المقابر.. فأعاد دفنها داخل صناديق القبور حتى لا تؤذي الأمة في دماغها وذوقها العام.
والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض.


* نشرت أجزاء من هذه الدراسة في إحدى الصحف .. وحيث لم تستكملها فقد رغب الكاتب نشرَها كاملة في المجلة الثقافية.

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved