الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 18th October,2004 العدد : 81

الأثنين 4 ,رمضان 1425

وقد نفوز من اللعبة الأولى..!!
غادة عبدالله الخضير
(1)
** يقول نيكوس كزنتزاكيس في كتابه (تصوف):
(مرن عينيك على مشاهدة شعوب بأكملها تتحرك على حقب زمنية كبيرة.
استغرق في هذه الرؤيا بصبر وبحب ودون أدنى غرض حتى يتنفس العالم بداخلك شيئا فشيئا، وحتى يتوهج المتصارعون ويلتحموا في قلبك، حتى يتعارف الإخوة.
إن القلب يؤالف كل ما يقسمه العقل، انه يتجاوز ساحة الضرورة ويحول الصراع إلى حب.
حافظ على توازنك وأنت على الهاوية الجائعة، وكافح لكي تؤسس الرؤيا، اشحن قلبك بكل أنواع الرعب، اعد تركيب كل التفاصيل، إن دورة الخلاص واحدة وعليك أن تكملها..!!
ما معنى السعادة؟
هو أن تعيش كل أنواع التعاسة؟
ما معنى الضوء؟
أن ترى بعين غير معتمة كل الظلمات).
(2)
** أن تجد من يقرأ مزاج اللغة لديك.. ويصيب بسهم واحد وجدان اللغة وسحر الكلمة فهذه من نعم الله التي يجب أن نحدث بها.. وأن تجد من يلعب معك لعبة الحياة ويستطيع أن يفهم السر الأكبر في شعرة معاوية.. من يفهم سر اللعبة.. أو يدرك مدى بساطتها وكيفية لعبها بهدوء من يرسم بعود رقيق على صفحة ماء.. هنا تصبح الحروف صادقة ولها نكهة خاصة نجدها كما وجدت هذه الرسالة بين أوراق قديمة لا تعرف إلا أن تجدد:
(اجمل ما في هذه الحياة أن تجد من يعيشها معك أن يشاركك بعض أجمل اللحظات فيها وبعض بعض نشرات أحزانها.. يشاركك بالمعاني المختلفة التي تشكل في النهاية قصيدة الحياة التي نتغنى بها على لينها وقسوتها معا!! أؤمن أن الناجح من يستطيع تقدير ما تحتاج إليه المعركة معها من حب.. من تضحية.. من شجاعة.. من عقل.. من إحساس.. ولكن يظل النجاح/ السعادة أمرا نسبيا يختلف باختلاف الناس وظروف معيشتهم وتكوينهم العقلي والقلبي.
اذكر في طفولتي كيف أن أحد الأصدقاء أمسك بورق اللعب وقال لي: سأقلب الورق وأضعه فوق بعضه واختر في سرك ما تريد من الورق: البنت.. الولد.. العشرة.. اختر أي رقم وسأخرجه لك مباشرة..!! وفعلت.. واخترت في سري.. وأخبرته أني اخترت.. نثر الورق على وجهه.. واختار واحدة منها.. فتحها فكانت الورقة التي اخترت..!!
هل تعلمين كيف عرفها؟
كيف بلمسة واحدة أخرجها؟!!!
كيف عرف سر سري..!!
لعبت أنا نفس اللعبة مع اخوتي الصغار لكنها لم تخرج لهم إلا في المرة الرابعة..!!
ليس هناك سر(ولا يحزنون) هي هكذا طلعت معه بالصدفة.. (والله هكذا بالصدفة..!!).
وهكذا هي حياتنا..
بعضنا تتصالح معه منذ البداية.. وبعضنا تتصالح معه من المرة الرابعة أو الخامسة وربما من المرة
العاشرة والبعض الآخر ربما لو لعب نفس اللعبة لم تظهر معه الورقة المختارة أبدا!!
إنه القدر عزيزتي.. فقط نحن نحتاج إلى أن نتعلم كيف نحسن من شكل أقدارنا أو نلتف عليها.. نعيش ونحن نترقب أو نترقب ونحن نمارس العيش، متى الورقة التي اخترناها في سرنا هي ذاتها من تختارها الحياة؟ لحظتها فقط نستطيع أن نصفق ونقرر جولة أخرى من اللعب مع الحياة، أو نتوقف ونراقب أدوار الآخرين في اللعب ونصفق لأكثرهم حظا أو نتمنى حظا أوفر لهم في المرات القادمة..!!
الفرصة الوحيدة أن نغتنم لحظة حب فنطيلها.. لحظة سعادة فنراودها عن نفسها حتى تظل معنا فترة أطول.. لحظة حزن عميقة من تفاصيلها الصغيرة الملتفة على بعضها، نرسم لوحة جميلة لتلك التعاريج نظهر فيها براعتنا في اختيار درجات اللون الأسود فلربما وصلنا إلى البياض وفي ذات الوقت نبصر فرصة الحياة الأخرى فلربما رسمنا لوحة أجمل وأكبر تنتشر فيها ألوان الطيف السبعة.. ولربما ظهرت معنا ورقة اللعب من المرة الثالثة أو الرابعة!!
المبصرون فقط هم من يستطيعون اختيار اللون وورقة اللعب.. ويشكلون فرص انتظارهم للحياة.. هكذا يصبحون مطمئنين وينتظرون أقدارهم بهدوء..!!
ربما يكون هذا هو سر اللعبة.. إن ممارسة الشيء تؤدي إلى نقيضه تماما.. السعادة هو أن تعيش كل أنواع التعاسة والعدل هو أن تجرب كل أنواع الظلم.. والهدوء يأتي من زمن انتظار الورقة الرابحة في اللعب بترقب..).
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved