الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 18th October,2004 العدد : 81

الأثنين 4 ,رمضان 1425

وماذا لو يستحلب النقد؟!

ما فتئت المجلة الثقافية اللامعة لصحيفة الجزيرة العزيزة، تفتح ذراعيها لاحتضان الآراء الثقافية المتقاطعة حينا، والمتضادة أحياناً، إدراكا منها لقيمة الكلمة، وتفعيلاً للحركة الثقافية في وطننا العزيز، ومن جديد ما اطلعت عليه من موادها، مقال نشر في العدد 79 بتاريخ 20 81425هـ تحت عنوان
(حسن الهويمل ناقداً) بقلم كاتب لا اريد ان اسميه لان الاسم لا يعنينا بقدر ما تعنينا القضية، ولأنه قد ذكر اسمه كاملا ومشفوعا بمؤهله العلمي العالي تحت مقاله فمن أراد معرفته فليرجع الى ذلك العدد، وقد تناول فيه مقالا للدكتور حسن الهويمل، عن الأديب عبدالله بن ادريس، أو بالأدق حول كتابه الشهير (شعراء نجد المعاصرون) ولم يتح لي ان اطلع على مقال د.الهويمل لانشغالي او ربما تقصيراً مني في متابعة ما يستجد في المشهد الثقافي، أعود الى مقال الأستاذ الكاتب الذي استهله بإكبار الموضوعية، وتوخي الدقة في طرح القضايا ومناقشتها وضرورة قبول الرأي الآخر برحابة صدر، وما أخاله إلا متصفا بذلك، او هكذا ينبغي ان يكون حامل القلم بعامة، استدرك الكاتب في مقاله ملحوظات على كتاب ابن ادريس أعلاه، حمل د. الهويمل عبء الغفلة او التغافل عنها ربما مجاملة منه لصاحبه! وقبل قراءتي لملحوظاته استوقفني قوله: ان د.الهويمل قد استوحي موضوع رسالته للدكتوراه
(اتجاهات الشعر المعاصر في نجد) من كتاب ابن ادريس السابق اود ان اذكر الاستاذ بأن العنوان السابق رسالة الماجستير للهويمل، وليس للدكتوراه التي أحسب عنوانها (النزعة الإسلامية في الشعر السعودي المعاصر)، ولعل هذا كان خطأ عفوياً، مع ان الاستاذ ذكر انه وقف على تلك الرسالة! ووجدها تخلو من التنبيه على بعض أخطاء ابن ادريس، فلابد مما ليس منه بد حسب قوله وعند قراءة ملحوظاته التي يوجب على الهويمل التعريج عليها ونصح صاحبه بمراجعتها وتصحيحها، وجدنا ما يدهش وما يثير! وذلك حين سرد ملحوظات الدكتور عبدالله الحامد في كتابه (نقد على نقد) الصادر عن النادي الأدبي بالقصيم سنة 1408هـن على كتاب ابن ادريس السابق! أي منذ ما يزيد على عقد ونصف من الزمان! وقد اطلع عليه د. الهويمل ولا بد وكذا ابن ادريس،
ولقد قمت بتقليب المقال على كل وجه، فما وجدت فيه ذكرا للحامد، او كتابه من قريب او بعيد، حتى أعدت قراءة السطور وما بينها، وما وراءها لعلي اجد اشارة اليه ولو من طرف خفي او غير خفي! فلم اظفر حتى بخفي حنين! ومن اجل احقاق الحق، وعدم الافتتان على الحقيقة سأورد لك أخي المتلقي ملحوظات الأستاذ الناقد والدكتور الحامد لتقارن بينها بنفسك والحكم لك!
قال الناقد في أولى ملحوظاته على الاخطاء المنهجية عند ابن الدريس:
1 أتفق أن اديبنا في خطبة (كذا، وأظنها خطة) الكتاب نزوعه الى المذهب النفسي في دراسته لشعر الشعراء، وقد خالف هذا المذهب، ويقول صاحب كتاب (نقد على نقد): ويزعم المؤلف أنه حكم المذهب النفسي في دراسة الأدب.. وهذا كلام نظري، لان المؤلف لم يدرس الشعر على نحو جديد ولا قديم من المذهب النفسي.. انظر: (نقد على نقد) ص 84
2 قال الكاتب الناقد: ذلك انه عاب على بعض الشعراء، انه يهرب من الواقع الى الخيال.. وفي كتاب (نقد على نقد) حيث يذم الشعراء بالهروب من الواقع، الى الخيال.. انظر: السابق، هامش ص 85
3 قال الكاتب: انه عدّ عبدالله الفيصل شاعراً رومانسياً، ثم قال بعدها يعني ابن ادريس : انه من دعاة الفن للجمال.
وزعم ان عبدالله الفيصل شاعر رومانسي.. ثم قال بعد صفحة واحدة فقط: إنه من دعاة الفن والجمال.. انظر: السابق ص 8687
4 وقال الناقد: لقد اقحم أديبنا نظرية (فرويد) في نقده، وهي نظرية تستحلب (ومن هنا جاءت فكرة عنوان هذا المقال، لان العبارة اصلا مستحلبة من كتاب الحامد!! اذ يقول: وتلك خطة فيها لذهن القارئ استحلاب
انظر: السابق ص 90 ما لا يكون عند الشعراء، ذلك انها لا تتكيف مع الثقافة العربية الاسلامية.
ويقول د.الحامد: انه يريد ربط كل شاعر بالنظرية الفرويدية.. وهي لا تنسجم مع الثقافة العربية الإسلامية..
لاحظ (لا تتكيف لا تنسجم)
انظر: السابق ص 84
5 وقال الكاتب: لم يحدد تاريخاً محدوداً، (يحدد محدوداً) للمعاصرة، فأدخل من حقه ألا يكون في زمرة المعاصرين كابن عثيمين.
ويقول د.الحامد: إن المؤلف لم يوضح مفهوماً للمعاصرة.. وقد عدّ ابن
عثيمين معاصراً، ولا اظن ابن عثيمين شاعراً معاصراً، انظر: السابق ص 93
ثم بعد فراغ الاستاذ الكاتب من الاخطاء المنهجية قال: اتي هنا على مادة الكتاب وفي بعضه عدم دقة في التدقيق والبحث المتأني عدم دقة في التدقيق والبحث المتاني!! (الله أكبر كم في النقد من عجب!!).
1 قال: انه ترجم لثلاثة وعشرين شاعراً، وعول على ما كتبه كل شاعر لنفسه.. إلا ان اللافت للنظر هو أنه يعتمد في كتابه على ما أرسله الشعراء اليه.
ويقول د.الحامد وكأنه ينظر الى الناقد عفا الله عنه أما في مادة الكتاب انه اختبار هذه القصائد مما اختاره الشعراء انفسهم، وأرسلوه اليه.. انظر السابق: ص90
2 قال الكاتب: اسقط من كتابه من حقه ان يضيفه، واضاف من حقه ان يسقط، فمن الأول اسقط الشاعرين ابن خميس وعمران، واضاف خالد الفرج. ويقول د.الحامد: وكما اخطأ فاسقط ابن خميس وعمران من شعراء نجد، اخطأ فادخل خالد الفرج في المعية النجدية، انظر: السابق ص 93
3 قال الناقد: أطلق حكما على ابن عثيمين انه لا يمدح إلا لعاطفة جياشة، وليس طلبا للنوال، وهذا غلط، فاين ابن عثيمين من الشعراء الذين يضربون اكباد الإبل لطلب النوال.
ويقول د.الحامد: زعم في حديثه عن مديح ابن عثيمين انه مدح بعاطفة الوفاء لا الاستجداء، وهذا القول تعميم لا دليل عليه، فابن عثيمين كان يمدح للوفاء والعقيدة وطلب النوال، والدليل قوله:
فارقتهم أمتري أخلاف سائمة
يسوقها واسع المعروف منان
لعل نفحة جود من مواهبه
يروي بها من صدى الاقتار عطشان (انظر: السابق ص94).
4 وقال الأستاذ الكاتب: في الكاتب كثير من الأخطاء اللغوية والعروضية التي يجب ان تصحح، فهي ليست اخطاء مطبيعة فحسب، وتمنى على ابن ادريس ان يكرمه بمراجعتها، وإعادة طبع كتابه مصححاً!!.
ويقول د. الحامد: وفي الكتاب اخطاء غير قليلة في النحو والصرف والإملاء والعروض، ولا نظنها كلها أخطاء مطبعية.. انظر السابق ص 98.
ثم قال الكاتب: ويميل اديبنا الى التعميم في أحكامه، والى عدم الغوص في القيعان (كذا)، ويضيف ولعل في الأذواق والإدراكات ما لا يخفى على احد!! ويرى ان جملة من الباحثين في الادب السعودي ضلوا الطريق من خلال تلك التجاوزات.. ولا اظن الأستاذ الكاتب منهم!! أما الغوص في القيعان! فأحسب ان ابن ادريس لا يجيده ولا الحامد ولا الهويمل لا في النقد، ولا في السباحة!!
وفي الختام قال:
هذا ما استطعت ان ألم به في عجالة والحمد لله انه كان في عجالة، إذ لو كان متأنيا لجاء الكاتب برمته!! وأخيراً لا أقول إلا: وماذا لو استحلب الانتاج الفكري لدينا، واصبح نهباً سهباً؟!
فليس ثمة قاض بعينه ترفع اليه القضية ليقضي فيها، على رأي طه حسين ولا غرو ان نرى التزيد والبهت الفكري يطل برأسه ونحن لما نزل في خضم تداعيات الملتقى الثقافي الأول، واصداء دعواته الى حفظ حق المنتج الفكري، ما زال دويها يتردد في مسمع مشهدنا الثقافي وإلا فكيف يسطى على انتاجنا الادبي لاحد أعلام الادب في بلادنا؟! والرجل لا زال حيا يرزق، وان كان في مقبرة الاحياء! آنس الله غربته، وفرج كربته في حين نتباهى بالنزاهة والامانة العلمية، وهي تنحر أمامنا عيانا بيانا، وما يزيد الخطب فداحة اذا كان من يمارس مثل هذه القرصنة الفكرية المعتقة، من حملة الشهادات العليا، وممن يفترض ان يكون انموذجا يحتذى في الموضوعية والأمانة العلمية!! على انني لا اعرف الاستاذ الناقد ولا يعرفني، وكذا الحامد والهويمل وابن ادريس اللهم إلا من خلال مؤلفاتهم فقط، التي لي تحفظات على بعضها، والله انني احبر هذه الأسطر، وكأنما اطأ الحصباء على الصفا! لكن الحق الحقيق بالاتباع هو ما جشمني ذلك.

خالد بن عايش الحافي

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved