الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 18th October,2004 العدد : 81

الأثنين 4 ,رمضان 1425

تجاوزنا مرحلة التلمذة
يشعر إنسان هذا الوطن المعطاء بالزهو والفخر حينما يرقب في الآونة الأخيرة المشهد الثقافي السعودي الذي يتقدم وينطلق بشكل لافت؛ مما يجعلني لا أتجاوز الحقيقة، ولا أبالغ إذا قلت إن مثقفينا يسيرون الآن في مقدمة الركب الثقافي العربي؛ فمستوى الثقافة لدى رموزنا الثقافية بمختلف أطيافهم بلغ من التميز قدراً لا ينكره إلا جاهل أو حاسد. وعندما تجعل نظرك يجول في إصداراتنا الأدبية ومطبوعاتنا الثقافية فإن عينيك لا تخطئان البتة في ملاحظة ذلك التميز فلا يملك بعدها المنصف إلا أن يبدي إعجابه بهذا الازدهار الثقافي المتفرد في كينونته فائقة الجودة.
إن كتابنا باتساع رؤيتهم وثقافتهم الموسوعية أضحوا يحلقون في آفاق الإبداع؛ الأمر الذي جعل الغيمة المكتظة بالعقول النيرة والمثقلة بالأفكار الحية تهطل منتجاً ثقافياً استثنائياً لا يحتاج إلا لقدر يسير الاهتمام الإعلامي الخارجي ليصل إلى العالمية. إن التغيرات المتسارعة خصوصا بعد حرب الخليج الثانية (تحرير الكويت) وما تلاها من انفتاح إعلامي أفضى إلى رحابة في طرح الرؤى وتعدد فكري وتنوع ثقافي وبسبب مؤثرات داخلية وخارجية أصبح مستوى النضج الثقافي والفكري لدى مثقفينا يتنامى بشكل مذهل فقراءة لبعض المقالات اليومية أو اطلاع على ندوة أو لقاء في أي فضائية مع مفكر أو مثقف سعودي تثبت ما ذكرت آنفا.
إن هذه الفترة جديرة بالدراسة لقياس أثر الأحداث والمتغيرات في حقبة التسعينيات الميلادية في جودة المنتج الثقافي السعودي، على أنني أتساءل أخيراً: كم مضى من الوقت كان يهيمن فيه على الذهنية الثقافية السعودية نظرة (التلمذة الدائمة المستمرة) لمن هم أكبر شأنا وأغزر إنتاجاً في وعينا (اللا شعوري) وأننا لا نبرح متشبثين بالمرتبة الرابعة أو الثالثة في المشهد الثقافي العربي؟ كان ذلك التواضع المذموم ولا يزال مأساة ثقافية محلية أرجو أن نتجاوزها ولا يزيدها سوءا إلا وجود عدد من المثقفين العرب رغم أننا لا ننكر جهود بعضهم بيننا وفي الخارج ما فتئت تمارس الوصاية والهيمنة الثقافية علينا فجعل ذلك مثقفينا يستكينون إلى الظل ردحاً من الزمن بتحكم ذلكم البعض بزمام مفاتيح الأدراج المظلمة التي لا ترى النور مما تحتويه إلا ما يوافق الهوى والمزاج و(المصلحة) وتلك بلا شك كارثة وأدت الإبداع لدى الكثير من أجيالنا المثقفة.
إنني لا أدعو إلى الإقليمي ولا أنظر للآخر نظرة اتهامية أو دونية بل إنني أرى أننا الآن أكثر من أي وقت مضى في حاجة ماسة إلى الإشادة بمثقفينا وإنتاجهم وقليل ذلك في حقهم فهاماتهم العالية تستحق منا كل ثناء وتقدير، وأحسب أن من حقنا عليهم أن يتصدروا المكان الذي هم أهل له وفي هذا الوقت بالذات.


وليد بن سليم السليم

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved