الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 18th October,2004 العدد : 81

الأثنين 4 ,رمضان 1425

من أوديب وعطيل وجراح والنهام..
نصوص .. عرض من مختلف الحضارات

جاءت مسرحية (نصوص) التي تم عرضها مؤخراً من أهم نشاطات قسم المسرح بفرع الجمعية بالأحساء كعرض مسرحي للكبار، وقد أخذ هذا الفرع النشط على عاتقه تقديم عمل مسرحي يرتقي بمستواه الدرامي والفكري والجمالي، فجاءت ولادة مسرحية (نصوص) بعد مخاضٍ فكري وفلسفي، وأيضاً دراسة عميقة لمفردة الحلم في مسرحية (جراح بن ساطي) التي لاقت نجاحاً كبيراً على مستوى الوطن العربي. فمسرحية (نصوص) ولادة للمختبر المسرحي بالجمعية وتم اعتماد هذه الفكرة المسرحية الرائدة عربياً داخل المختبر، وقام بإعدادها المخرج زكريا المومني عن كل من مسرحية (أوديب) لسوفوكليس، ومسرحية (عطيل) لشكسبير، ومسرحية (النهام بحر) لعبد الرحمن المريخي، ومسرحية (جراح بن ساطي) لسامي الجمعان، وبعد اعتمادها من المركز الرئيسي بالرياض ووزارة الإعلام تم العمل في تنفيذ هذا العمل المسرحي الرائد.
الفكرة
استهلالية العمل بشخصية (جراح) وهو بجانب البحر، هذا الشخص الذي بلغ الخمسين من عمره ولم يتزوج وأن له مرجعية مختزلة في ذهنه بسبب تنقله في بلاد الدنيا (شيوع اسمي في الهند والسند وتركيا وطيبة وكل بلاد الدنيا) فجراح هو الرابط الدرامي لجميع اللوحات استهلها بتساؤله وربط قدره (أهو كقدر أوديب؟) فيعيش ويجعلنا نعيش معه كبرياء وقدر أوديب ثم ينتقل بنا إلى عصر آخر مسرحية (عطيل) ويتخيل زواجه ببداية زواج عطيل مع د. دمونة فيعيش الحالة ونعيش معه ونتأثر بتأثر غيرة عطيل. ثم ينقل إلى عصر آخر وبيئة أخرى كما انتقل هو بحبه العذري وشاعريته لينقلنا إلى شرقيتنا فيصبح (جراح) هو (النهام بحر) الشاعر الذي بزواجه لم يستطع أن ينظم الشعر فلم يجتمع مع صاحبنا الزوجة والشعر لأنه رهن شعره بزواجه، ولا يستطيع نظم الشعر إلا بعد أن يطلق زوجته، وهكذا هي الدائرة. دائرة (جراح) وعدم زواجه.
العرض
إن فلسفة العرض جاءت تحقيقاً لفلسفة النص وما يحمله من فكرٍ، فالنص المسرحي رؤيا مسرحية رائدة عربياً وعلى المستوى العالمي أيضاً من خلال أربعة نصوص من مختلف الحضارات بالتالي اختلاف المكان والزمان والدين وغيرها.. والعمل هو نتاج معملي (المختبر المسرحي) وتدريبات مكثفة بكل حرفية ووعي تام.. وكان حضور المرأة يتجلى ليس فقط في كيفية تجسيد المرأة على خشبة المسرح وذلك كسراً لما يسمى (بالخصوصية في المسرح السعودي) بل يتعداها بحضور المرأة في نصوص مسرحية عالمية ومحلية، هذا الحضور المتنوع في المكان والزمان وبالتالي في دلالة هذا الحضور تبعاً لاختلاف الحضارات والأديان وبالتالي النظرة للمرأة في كل حضارة، ففي المعتقدات الدينية القديمة تجلى ذلك في مسرحية (أوديب) (لسوفوكليس) والمشتقة من الألياذة لهوميروس، فالمرأة هي الزوجة والأم في نفس الوقت (عقدة أوديب). وكذلك يتجلى حضور المرأة في مسرحية عطيل لشكسبير، والنظرة إلى المرأة آنذاك مع اختلاف الحضارة والدين والزمان والمكان فلم تشفع العبارات البراقة لعطيل من ارتكاب الخطيئة والنهاية المأساوية يخنق دز دمونة (زوجته) وكل ذلك بسبب الغيرة.
واللوحة الثالثة هي مسرحية النهام بحر للمؤلف المريخي فهي كتبت ببيئة وحضارة مختلفة ناهيك عن المرجعية الدينية المختلفة أيضاً فحضور المرأة في النص تجلى بشاعريته وأبعاد أخرى أيضاً فهذا الغزل العذري أظهر النهام الشاعر وبالتالي هذا الغزل أنتج زواجاً مشروعاً ولكنه رهن شعره بزواجه وتكتمل المأساة بأن يطلقها ولكنها مأساة حتى انه لم يعد يستطيع إتمام شعره إلا بعد الطلقة الثالثة.
أما اللوحة الرابعة فهي مسرحية جراح بن ساطي للمؤلف سامي الجمعان (مفردة الحلم بالعروس المرأة) فهذه المفردة هي الرابط الدرامي بل هي المحرك الأساسي لانطلاق الفعل على الخشبة، فاللوحات الثلاثة الأولى ماهي إلا ذاكرة مختزلة في عقل ووجدان جراح فكلما اقترب من المرأة (الفستان) أثيرت ذاكرته المختزلة هذه هي ما يمكننا أن نسميها (عقدة جراح) هذه قراءة موجزة وسريعة لمفردة واحدة في مسرحية نصوص وهي حضور المرأة.. وفي العرض المسرحي المبدع جداً تم إخراجياً الاعتماد على تشكيلات وتكوينات جمالية ودلالية متعددة وابتكار فضاءات مسرحية جديدة.. وبناء طبوغرافية المكان تتكون بتكون الموقف الدرامي منذ البداية في الفضاء المسرحي.. كما أن الأمكنة المختلفة والمتغيرة باستمرار هي موجودة منذ البداية في الحدث الدرامي، فالممثلون هم الجوقة وهم البحر وهم القصر، هم (المكان) وجاء اتحاد السنوغرافيا مع طبوغرافية المكان لتقدم لنا المسرحية متعة بصرية متقدمة تحقيقاً للدلالة والتعبير به بوقت واحد.
الفاعلون
كتب نصوص عبدالرحمن المريخي وسامي الجمعان وزكريا المومني.. اقتباساً بتصرف من مسرحيات (أوديب ملكاً) لسوفوكليس وعطيل لوليم شيكسبير.
و(النهام بحر) للمريخي و(جراح بن ساطي) لسامي الجمعان.. أما الفاعلون الآخرون الواقفون على الخشبة تمثيلاً كان (يوسف الخميس، فيصل المحسن، عبدالمنعم الغزال، باسل الهلالي، جمعان العازمي، علي المطوع، إبراهيم الدريسي، وزكريا العواد) ومن خلفهم كوكبة نشطة في أداء وتنفيذ عناصر العمل المسرحي الآخر كالإضاءة والصوت والموسيقى، وهم جميعاً قدموا (نصوص) في مساءات جميلة أمام أعداد ليست بالقليلة من المهتمين وجمهور المسرح المحلي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved