الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 19th January,2004 العدد : 44

الأثنين 27 ,ذو القعدة 1424

ولا عزاء للكتب والمكتبات
عمي يا بياع الورد
سبق للجنة التي كانت تمتعنا بقراءة العدد السابق من المجلة الثقافية ان تذمرت من محاولة ابن الشيخ «ابو تراب» الظاهري رحمه الله بيع مكتبة والده.. ووصفته بالعابث الذي لا يقدر أهمية هذه التركة.. فتمنيت لو ان هذه اللجنة اتصلت به ووقفت منه على حيثيات قراره.. ثم تفاعلت مع الموضوع حسبما يمليه الواقع.
ثم اطلعت في الصفحة الأخيرة من ملحق الاربعاء الصادر يوم 1/11/1424هـ على معلومة تفيد بأن الاستاذ جار الله الحميد عرض مكتبته للبيع.. لتجاوز حالة مادية صعبة يمر بها.. واشترط على راغب الشراء شروطاً محددة.
وشخصياً لا أعرف الاستاذ جار الله الحميد.. وقد سبق للاستاذ عابد خزندار ان كتب عنه مقالا وصفه فيه بالأديب الرومانيسكي.. واشار الى حادث السيارة الذي تعرض له.. ثم استجدى له المعونة «؟!» وكذلك فعل الاستاذ ثامر الميمان.. ويبدو لي ان لا احد اهتم بالموضوع.. فاضطر الى عرض مكتبته للبيع.
وكنت قد اطلعت على شيء يسير من قصائد الاستاذ الجار الله ومقالاته.. فأدهشتني مقدرته العجيبة على صياغة القلائد من ورد الكلام.. وكلام الورد.. وشعرت بالألم لما لقيه من تعتيم من قبل وسائل الإعلام المحلية.. وبخاصة الصحافة.. وهي على أي حال تعكس حالة الغربة التي يعيشها المثقف والأديب والكاتب لدينا.
في سياق استعراضه لظاهرة حرق الكتب في التراث العربي تعجب الدكتور سلطان بن سعد القحطاني من ابن مسعود رضى الله عنه.. عندما قدّم اليه بعض طلبة العلم صحيفة فيها حديث فغسلها.. مع ان ظاهرة حرق الكتب ليست ظاهرة عربية فقط.. بل ظاهرة عالمية.. ودليلي هنا ان اكثر الكتب مبيعا في العام الماضي.. ليست بالضرورة هي نفسها هذا العام «؟!»
وأعتقد ان تصرف الصحابي الجليل ابن مسعود كان سليما.. لأننا لو سمحنا لكل طالب علم بإصدار كتاب يتضمن الاحاديث النبوية الشريفة.. لم يأت بجديد.. وهي تشبه ما تقذفنا بها المطابع العالمية من كتب تتعلق بمبادئ علم الاقتصاد او علم النفس «مثلا».. تحت عناوين مختلفة.. ولكن المضمون واحد.
شخصيا وجدت «منذ وقت مبكر» ان الضرب في مناكب الارض أجدى من الضرب في بطون الكتب.. ومكتبة المنزل ليس بها شيء ذو بال أقلق عليه.. او يشكل عبئا على الأبناء.. وقد قيل: ان التاجر المفلس يبحث في دفاتره القديمة.. ومشكلتي ان دفاتري فُقدت.. والمتعاملين معي يطلبون مني كشف حساب.. ليسددوا لي ما بذمتهم.. وهي نفس حالة الإفلاس التي تعيشها الحركة الثقافية العربية.. منذ أغرق المغول الكتب في نهرة دجلة «..»
يا عمي يا بياع الورد.. كل الورد بيع.. بعدين يصير حساب يبه: وكل ما فاتك من الدنيا فهو غنيمة.. وعلى الله قصد السبيل..


عبدالرحيم بخاري
EMAIL: ABDULRAHIMBOKHARI813@HOTMAIL.COM

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved