| البارحه |
| كُنتِ الأحاديثَ التي جاذبتها |
| أطرافَ همِّي النازحَهْ |
| وهادنتْ قافِلةَ الفِراق بيْنَ أضْلُعي |
| قبْلَ انْتباهاتِ الصَّباح النَّابِحهْ |
| وقبْلَ فَجْرٍ مُثْقلٍ |
| يُخاتِلُ الطُّيور في أعشاشِها |
| وتنْحني |
| لهُ الظُّهورُ في الحُقولِ |
| خَلْف مِحْراثٍ وفأْسٍ كادحِهْ |
| فَحينَها |
| لمْ تبْقَ مِني جارِحَهْ |
| إلا تَمنتْ أنْ تَكونَ مِنْكِ شيْئاً باقياً |
| يَلمُّ أشْتاتي إليْكِ مِنْ متاهاتِ |
| الفِراقِ والجِراحِ الفادِحهْ |
| كالْكُحْلِ مِنْ عيْنَيْكِ |
| كالمَسْحوقِ مِنْ خَدَّيكِ |
| كالحِنَّاءِ من كفَّيكِ |
| كالْعبيرِ مِن أنْفاسِكِ المُعطَّراتِ الرَّائحَهْ |
| *** |
| حَقاً لقدْ كُنْتِ التي أحْبَبْتُها |
| وعاجَني إليكِ وَجْدي والتِفاتي مُتْهماً ومُنْجِداً |
| كالعيسِ إنْ عاجَتْ رِقاَبها حَنيناً جارِفاً |
| لأهْلِها ومَوْسِمِ «المِرْباعِ» في ديارِهمْ |
| يا فاتِحَهْ |
| ممالك العِشْقِ الذي تَهُّزني |
| لَه هبوبُ الذِّكْرياتِ اللاقِحَهْ |
| وتَنْتشي بِه انْتصاراتي بلا مَعْركةٍ أخوضُها |
| ولا سيوفٍ أوْ رِماحٍ أوْ خُيولٍ جامِحَهْ |