الأدب المثمن
استاد الابيات من القصائد ماذا نسميه؟!
احمد عبد الله الدامغ
|
نحن نقرأ كتيبات معنونة بأسماء يستدل منها على أن مادتها مستلة من ديوان شاعر، وذلك مثل «المطر في شعر.. فلان» أو «البكاء في شعر.. فلان»، أو «الغزل في شعر.. فلان».. وهكذا.. وإذا تصفحناها وجدنا أنها مجرد أبيات تعني موضوعاً معيناً اختياره صاحبه وأخذ يرتبها بحسب قوافيها ترتيباً أبجدياً أو هجائياً وكأنما هو يعيد كتابة الديوان بصورة مختصرة.. فهل هذا يسمى تأليفاً؟ أم دراسة؟ أم ماذا نسميه؟
وأمام ذلك الكم الهائل من الكتيبات لا بد من وقفة نتتبع من خلالها جهد أصحابها، فإذا كان أصحابها قد جعلوا من تلك العناوين قاعدة للمقارنة بين أبيات الشاعر الذي اختاروه وما يوافقها أو يطابقها من حيث المعنى والأسلوب من أقوال شعراء آخرين.. واتخذوا من مجموعها منطلقاً نقدياً فهو جهد يشكرون عليه ودراسة تستحق منا القراءة.
أما إذا كان عملهم مجرد استلال أبيات ذات موضوع واحد للشاعر الذي اختاروه ثم أخذوا في رصدها وسردها دونما أي تعليق أو توفيق بينها وبين ما يماثلها من أقوال الشعراء الذين تقدموا على شاعرها أو تأخروا عنه أو عاصروه. وإن كان هناك شيء من التعليق فهو مقتبس من لهجتها وليس لهم أدنى فضل فيها، وهذا يعني أن عملهم مجرد تجميع محصور الجهد وقليل الفائدة. أقول قليل الفائدة وليس معدومها لأنه جمع للقارئ أبياتاً ذات موضوع موحد قالها ذلك الشاعر الذي أختاره، كأقواله في السيف أو الصديق أو الفقر أو الصدق أو الكذاب وما إلى ذلك مما لا يغيب عن ذهن الشاعر وخياله.. ومن حشد تلك الكتيبات اختار كتيباً للدكتورة نعمات أحمد فؤاد عنوانه «المرأة في شعر البحتري» وهو مجرد مشد أبيات قالها البحتري في المرأة.
وعلقت عليها بعض التعليقات المأخوذة من أسلوب البحتري لكنه جهد تشكر عليه.. ومما استلته من أبيات تعني المرأة.. هذه الأبيات وهي قوله:
بيضاء يعطيك القصيب قوامها
ويريك عينيها الغزال الأحور
وقوله:
لها بشر مثل الحرير ومنطق
رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر
وقوله:
ما أنصف العاذل في حبكم
بمثلكم من يبتلى يصبر
وقوله:
منيّ وصل ومنك هجر
وفيّ ذل وفيك كبر
وقوله:
وإني وأن جانبت بعض بطالتي
وتوهم الواشون أني مقصر
ليشوقني سحر العيون المجتلى
ويروقني ورد الخدود الأحمر
وقوله:
ويوم تشنت للوداع وسلمت
بعينين موصول بلحظهما السحر
توهمتها ألوى بأجفانها الكرى
كرى النوم أو ماتت بأعطافها الخمر
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
