الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 19th April,2004 العدد : 55

الأثنين 29 ,صفر 1425

ماذا تريد المرأة من الحوار الوطني؟
نورة الغامدي
أولاً: ما معنى حوار وطني؟
ثم
انتم من؟
ونحن من؟
من الذي يحاور المرأة؟
وكيف يحاورها؟
ولماذا يحاورها؟
وكيف يتم هذا الحوار؟
وهل
الحوار بين المرأة والرجل؟
أو
بين المرأة والمسؤول؟
أو
بين المرأة وسياسة الدولة؟
أو
بين المرأة والسلطة؟
أو
بين المرأة والدولة؟
والنقطة الأكثر حرجاً اليوم.. هي
هل المرأة قادرة على اقامة دعائم هذا الحوار؟ وهل المرأة بما سُلبت من حقوق وحريات على المدى البعيد قادرة على إقامة مثل هذا الحوار؟
إذاً
ماذا قدمتم للمرأة من اجل أن تخرج من دائرة الخوف وتقوى على التعبير؟
وهل من الممكن أن تمنح المرأة صلاحيات اصيلة يتأتى بها للمرأة أن تكشف عن طاقاتها الحقيقية والفاعلة في صناعة مستقبل هذا الوطن؟.
والسؤال الأكثر أهمية على الإطلاق:
هل لدينا الاستعداد الحقيقي لمواجهة حقيقة لمشكلات المرأة بمعنى هل نحن مستعدون لرد اعتبار المرأة.. في البيت.. في العمل. في الشارع.. وفي كل مكان؟.
لن أطيل في تساؤلاتي..
وسأحاول أن أستعيد السؤال:
ماذا تريد المرأة من الحوار الوطني؟
اولاً: تُريد الحرية
بمعنى ان تُفتح الآذان لسماع الصوت النائي عن الفعل.
الحرية.. التي تلامس الفعل ولا تكتفي بالسماع.. حرية.. لا مجال فيها للمنشآت الصحفية وللواجهات الإعلامية.. بل مكان وزمان يفعّل فيه الحوار بصياغة وطنية.
ثانياً: تُريد الحرية
الحرية (المشاركة)
فنصف المجتمع السعودي شبه معطل ومحبوس في نطاقات ضيقة وبالتحديد في البيت ولا تستطيع المشاركة والبناء في الحياة العامة الا تحت وصاية رجل.. في الشارع.. في العمل.. في البيت.. وفي الادارات.. في اتخاذ القرارات وهذا يعني أن المرأة لن تستطيع التحرك لا في الزمان ولا في المكان بحيث تساهم في خلق آفاق جديدة في المجتمع السعودي الا تحت ظل رجل.
ثالثاً: تُريد الحرية
الحرية (الالتزام)
حرية الرأي.. بمعنى انه ينبغي أن يتاح للمرأة ان تعبر عن رأيها في كل مناحي حياة المجتمع السعودي.. فالحرية تقتضي تفعيل دور المرأة بحيث تصبح فاعلة وليست مغيبة فالمغيب ليس فقط مقموعاً بل ليس موجوداً لذلك ينبغي أن تمنح الفرصة (لاداء دور) و (سماع رأي) وعندئذ نطالب بعقلنة هذه الحرية بجعلها شكلاً أعمق من اشكال الالتزام بكل ثوابت المجتمع سواء في الدين او العرف أو الثقافة.
فالمرأة التي تتحمل اعباء اسرية جسيمة في ظل غياب حقيقي ومقنع للرجل هي خير دليل على طاقاتها المعطلة التي يمكن أن توظف في قطاعات العمل المختلفة في المجتمع اذاً فليفسح لها المجال في مشاركة حقيقية في التجارة والصناعة والادارة وفي ادارة الاعمال في الطب والهندسة والقضاء والحقوق والمعاملات في الوزارات في مجلس الشورى في التمثيل السياسي والدبلوماسي.. حق الابتعاث دون شرط ابتعاث الزوج، ان تكون عضواً في المحافظات وفي البلدية.
إذاً .. تعالوا معي لنرى مسألة صغيرة هي:
بالنسبة للتعامل مع المرأة بوصفها كائناً مستقلاً عن تبعة الرجل ففي ديننا الحنيف (المرأة) مكلفة بوصفها انساناً مستقلاً بذاته عن غيره لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت فإذا ما بعثت يوم القيامة لن يحاسب عنها زوجها او ولي امرها.. الذي سيطر على مقدرتها في الدنيا وعلى عمرها وطاقاتها وإمكانياتها تحت مسميات حان الوقت لكي نغيرها فهل انتم مستعدون لذلك؟.
أسخيراً:
وانطلاقاً من جسارة امرأة وغيرتها على (وطن) امرأة تؤمن بحقها في الحياة ومن ثم في الحوار مع الآخر فالحوار الوطني هو لاسترداد الحقوق وليس من اجل مزيد من التنازلات.
اطرح الآتي:
هل يمكن للرجل ان يضع صوت العرف فيما يتحاور مع المرأة؟
وهل يمكن للمجتمع بأسره ان يكف عن مطالبة المرأة بحب جلاديها وطاعتهم العمياء؟
وهل انتم مستعدون حقا للحوار مع المرأة؟
وكامرأة متابعة للحوار الوطني
وما تحقق فيه من نتائج لا احاول ان انتقص مما تتحقق بقدر ما ارفع صرخة رافضة اعبر فيها عن صوت قطاع كبير من النساء مُغيب عن الحوار الوطني وليس له دور فاعل في هذه الأحداث.
إذاً.. ففيمَ كان الحوار وعمَّ بحثتم والمرأة مازالت مشاهدة للأحداث ولسيت صانعة لها؟.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved