الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 19th May,2003 العدد : 12

الأثنين 18 ,ربيع الاول 1424

وثيقة شعرية عمرها أربعون عاماً:
معارضة بين غازي والقرعاوي حول لندن ولوس أنجلوس

كانت لفتة جميلة من الجزيرة أن تكرم الصديق عبدالله القرعاوي وهي لفتة سيقدرها زملاؤه ومحبوه.
تعرفت على أبي طارق أثناء الدراسة في مصر أواخر الخمسينيات من القرن الماضي حين كان يدرس في الاسكندرية، وكنت أدرس في القاهرة، وكنا نتبادل الزيارات في حدود ما تسمح به الظروف الدراسية والمادية، كان واحداً من مجموعة متجانسة من الطلبة السعوديين منهم الدكاترة عبدالله العماري ومحمد العماري وحمد الصقير.
أول ما يلفت نظرك في أبي طارق هو «الحْجَاج» بسكون الحاء فهو طلق المحيّا ذو ابتسامة مريحة مستمرة وحين تزداد قرباً منه تكتشف فيه روح النكتة وإشاعة المرح حتى لو كان ذلك على حسابه هو.
أذكر اننا كنّا معا في الاسكندرية ومرّ شخص فأشار نحوه وهمس لمن حوله «انظروا أكَيْفت مثلي» وكلمة «أكَيْفت» تصغير كلمة «اكفت» وتطلق على من لديه بروز في أحد فكّيه.
وعندما مررنا بإعلان عن رواية تشترك فيها إحسان القلعاوي أخبرنا بان هناك من يزعم انها من القرعاوي غير ان جدها ابتلي بلثغة فقلب الراء لاماً.
كان من أقرب أصدقائه الدكتور عبدالله العماري وهو رجل حباه الله ببسطة في الجسم. وكان أبو طارق جالساً مرة الى جانبه فما كان منه الا أن ضرب بيده على ركبة عبدالله وقال: «آدي الجمل» ثم على ركبته هو وقال: «وآدي الجمال» إشارة الى ما عرف عن أسرة القرعاوي من تخصص في تسيير قوافل الجمال..
وإذا اقتربت من أبي طارق أكثر تكتشف تذوقه للشعر وسعة اطلاعه في الأدب والنقد حتى لتعجب لاختياره الدراسة في قسم الاجتماع بدلا من اللغة العربية في كلية الآداب، وقد يسعدك الحظ في ان تسمع بعض شعره أو تقرأه. وقد زارني أثناء الدراسة في واشنطن وخلال وجوده وردتني رسالة من الصديق غازي القصيبي لم يتدكتر وقتها الذي كان في زيارة الى لندن، وقد ختم تلك الرسالة بهذا البيت:
لو جئت لندن في مساء مؤنس
لوجدت لندن بهجة للأنفس
فشرحت لأبي طارق أني وغازي بعد حصولنا على الماجستير من جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس انجلوس كان كل منا يحاول إغراء الآخر بإكمال دراسة الدكتوراه في المكان الذي اختاره حرصاً على استمرار الزمالة.
فكنت أحاول إغراءه بالدراسة في واشنطن وكان يحاول إقناعي بالدراسة في لندن. ومن هنا كان غازي يحاول ان يبهرني بأضواء لندن شعراً غير أني لا أملك ملكة الشعر للرد. ويبدو ان أبا طارق رأف بحالي فقد وردتني رسالة منه بعد أيام من مغادرته واشنطن وكانت فيها واحدة من قصائد الإخوانيات الجميلة. أذكر منها هذه الأبيات:
قلبي عليك رهين ذاك المحبس
فرح بلندن في مساء مؤنس
في لندن ترجو شعاعاً في الضحى
بـ «لا» (1) تعانق ألف ليل مشمس
«غويزي» ابيت اللعن انك واهم
إني دعوتك للنجاة فلا تسي
ظناً بمن بذل النصيحة صادقاً
وهلمّ نفسك قبل فقد الأنفس
وقد أخذ مني تعهداً وقتها بعدم نسبة القصيدة إليه، ولكن بعد ما يقارب من أربعين عاماً أجد نفسي في حل من ذلك قياساً على وثائق الخارجية البريطانية.
هذه جوانب أسعدني الحظ ان ألمحها من خلال معرفتي بأبي طارق، وهناك جوانب لمحها محبوه وهي كثيرة وهم كثُر.

وزير التجارة .. ووزير المالية السابق
(1) لا: الاحرف الاولى من لوس انجلوس

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الملف

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved