الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 19th May,2003 العدد : 12

الأثنين 18 ,ربيع الاول 1424

نريد من وزارة الثقافة تفعيل المؤسسات الثقافية القائمة
عبدالله محمد حسين

حقق التشكيل الوزاري الأخير بقراره الصائب والمسؤول حلماً ظل يراود المثقفين والغيورين على مصلحة الوطن ورفعته، منذ أخذت الخطط الطموحة تنجز النقلة النوعية لمجتمعنا، وفي غضون سنوات قليلة لا تقاس بأعمار الدول تم إرساء الأسس لنهضة صناعية وعمرانية وتعليمية. ومن ضمن ما تم إنشاؤه المؤسسات الثقافية المختلفة، مثل جمعيات الثقافة والفنون والنوادي الأدبية والمكتبات والمتاحف والمهرجانات التراثية، وأقيمت الندوات التي لو أدت دورها جميعاً كما ينبغي لما نتج هذا الخلل الفادح بين البنية التحتية المتقدمة والبنية الثقافية، حيث انتقل المجتمع شبه الرعوي والزراعي البسيط الى مجتمع العلاقات الصناعية والتجارية والخدماتية وتخلف عنه كثيراً البناء الفوقي الذي يفترض ان يواكبه في أضعف الإيمان إذا لم يسبقه كي يؤطره ويوجهه.
ونحن إذ نرحب بهذا الحدث التاريخي الكبير أكبر ترحيب كونه حوّل حلم الأمس القريب الى واقع قائم فقد نهض أمامنا سؤال كبير بحجم هذا القرار، وبمستوى الطموحات حيث نريد لوطننا صدارته في الفعل الثقافي والحضاري أيضا، كما هو في المنجز الاقتصادي والعمراني والرياضي... سؤال واضح فيه قدر كبير من الدلال:
ماذا نريد من وزارة الثقافة ؟
بدلال أبوي سألت أبنائي مازحاً: ماذا تريدون من وزارة الثقافة؟
أجابت ابنتي الطالبة بالصف الثاني الثانوي باقتضاب: نريد الكثير ..
سألتها: مثل ماذا ؟
أجابت: مثل مركز «كندا سبيس» في كندا الذي هو مركز فيه معرض للرسم، وعروض مسرحية وأفلام علمية وترفيهية.. نريد فستيفالات حتى ولو نظافة المدينة.
أما أخوها طالب المتوسطة فقال: نريد سينما، لماذا نذهب الى البحرين كي نشاهد السينما؟
ذكرني جواب ابني بخبر نشر في إحدى صحفنا إبان الحرب على العراق، مفاده ان دور السينما في البحرين تضررت من قلة المرتادين بسبب انقطاع القادمين من السعودية .. وتذكرت أيضا أنني طرحت سؤالاً خجولاً منذ عشرين عاماً في مقال نشر في جريدة اليوم بعنوان: «لم لا للسينما ونعم للفيديو» وأطرحه اليوم بجرأة أكبر مستشعراً الحاجة وضرورة المرحلة لم لا للسينما؟ ونعم للفيديو والستلايت والإنترنت التي يتعذر مراقبة ما تقدمه من ثقافة هابطة ومضرة.
أليست السينما أيسر مراقبة من الجهات المعنية ومن الرأي العام؟
أما أم الأولاد التي كانت تسمع حواري مع أبنائها فقالت: أريد من وزارة الثقافة تفعيل دور المرأة في تثقيف الأجيال.
أما أنا المسكون بحب الكتاب والكتابة فقائمة مطالبي قد تطول:
1 أريد من الوزارة ان تفعّل المؤسسات الثقافية القائمة مثل النوادي الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون بوضع مهام محددة أمام تلك المؤسسات، وإذا عجزت قياداتها الحالية عن إنجاز تلك المهام تستبدل بدماء شابة تتمتع بحيوية.
2 استنفار الجهات ذات العلاقة بالثقافة مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي لتوظيف مناهجها وبرامجها في العملية الثقافية.
3 تنشيط عملية النشر بدعم الكتاب الجيد وتشجيع التأليف والعمل على توصيل الكتاب السعودي الى الخارج والتعريف به من خلال شبكات توزيع مهتمة.
4 النظر في حالة المسرح ومعالجة وضعه بحيث يرقى الى مستوى المسرح في دول مجلس التعاون مثل البحرين والكويت.
5 إصدار مجلات ودوريات فكرية وثقافية، وسلاسل في الإبداع، شعراً ونثراً، مدعومة من الوزارة مثل ما يحدث في دول مجلس التعاون أيضاً.
القائمة قد تطول، ولكن أكتفي بما أوردت، وفي غمرة هذه الفرحة أقترح على وزارة الثقافة من أجل إنجاز تلك الطموحات تشكيل هيئة أو لجنة، وأفضّل مسمى فريق عمل من خيرة المثقفين في بلادنا وهم كثر، أمثال سعد البازعي، وعبدالله الغذامي، ويحيى بن جنيد، ومعجب الزهراني، وسعد السريحي، وعلي الدميني هذا على سبيل المثال وليس الحصر وذلك لوضع استراتيجية طموحة لإحداث نقلة ثقافية سريعة تضع وطننا في مكانته اللائقة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الملف

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved