الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 19th May,2003 العدد : 12

الأثنين 18 ,ربيع الاول 1424

أوراق من منتدى السرد « المُرشح 1 »
أحمد الدويحي

يصنفون المصنف، وهم من الوهن أضعف، بهذا المعنى الشعري للبردوني، كان يفترض أن تمر مقالة السكرتير السابق لنادي القصة / الصديق خالد اليوسف، ودون أن تأخذ هذه الحروف مكانها هنا، لتبدو وكأنها «تصحيح» لما جاء في مقالته «الشخصانية»، وليتحدث عن تجربته في نادي القصة كيف ما يريد، انصهار شخصاني في تجربة ذاتية، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى سردي، لتجربة أخذت تتبلور الى كيان محدد ومخطط له مسبقاً «!».
وكان يمكن أن تأخذ هذه السطور طريقها الى النور وحيدة تلقائية، كتبت في نفس اللحظة التي قرأت فيها مقالة الزميل اليوسف، دون ان يكون لها أخت أخرى تتبعها، وبعد ان بعثتها للجريدة، هاتفت الزميل الأستاذ ابراهيم التركي المشرف على «الثقافية»، طالباً منه تأجيل نشر هذه المقالة، فرد ضاحكاً:
هل لها بقية ..؟
فقلت: نعم ..!
والنقطة الأولى في تجربة خالد مع القصة والنادي، كان يمكن ان تمر سيرة التجربة، مختصرة في شخصه الكريم أيضاً، دون ان تبدو تلك التجربة، محملة فعلاً بغصة في الحلق، ودون ان يقحم اسم الأستاذ/ الشدي، ليكون الشاهد الوحيد، ومتجاهلاً جهد جملة من الناس الفاعلين مسؤولين ومثقفين، مروراً بالأستاذ/ الشدي وخالد، وما بينهما وما فوقهما وما تحتهما من جهود ولو كان يتحدث عن نادي القصة، ورئيس جمعية الثقافة والفنون، وأولئك الأشباح الذين وصفهم: «أعداء النجاح والوشاة والحاقدين المتسللين بين الاخوة والأحبة، لإفساد ما بني خلال سنوات طويلة، وهدم الصروح الجميلة، وفصل العناصر الممتزجة ببعضها مخافة، كالتجديد للدماء الشابة، والتحيز الى فئة دون أخرى وغيرها من الأعذار التي يسعى بها لزحزحة من لا يتفق مع ميولها، والأخرى ترى أن كل ما تم لهذا النادي، إنما هو باسم سكرتيره وكأنه الوحيد الآمر الناهي، لذا يجب مضايقته ليخرج بسلام؟»؟.
يا الله، وهنا يجب طرح ألف سؤال ...
فإذا تجاوزنا اللغة الواردة في صيغة اتهام لأعداء النجاح، الوشاة الحاقدين المتسللين بين الاخوة والأحبة، وهي لغة غريبة وغير أدبية تماماً، غريبة عن دماثة وخلق خالد، فهنا مربط السؤال الأول ..
ويأتي السؤال الثاني الأهم، من هم المعنيون بهذا الاتهام..؟
ويطل سؤال آخر برأسه في غفلة منا، من هم كتاب القصة في المملكة الذين استشارهم خالد، وحددوا المطالب التي قدمها محتوية على اللائحة التنظيمية للنادي، وتحدد نشاطه قبل خمسة عشر عاماً، وهل بدأ خالد من حيث انتهى من قبله، أم أننا جميعاً ندور في حلقة مفرغة وطويلة ليس لها بداية، وجاء خالد ليضع لها نهاية مؤسفة..؟
أسئلة وأسئلة كثيرة، ليس لها إجابة حاضرة، دون ان نضع الأمور في نصابها الصحيح، فنادي القصة وجمعية الثقافة والفنون، هي مؤسسات ثقافية حكومية، ترعاها الدولة وتشرف عليها وتدعمها، مثلها مثل كثير من المؤسسات الثقافية الأخرى، من يسير نشاطها، يعد موظفاً متعاوناً أو متفرغاً براتب، وليس من حق خالد ولا غيره، ان يدعي خصوصية الرؤية، وتسيير برامجها على هواه، والحكم بالتفرد والنجاح، واختلاق أشباح هم من سماهم أعداء النجاح، والوشاة الحاقدين المتسللين بين الاخوة والأحبة، لإفساد ما بني من سنوات طويلة..؟!
ويعرف المشهد الثقافي السردي بالذات ومنهم خالد، بأن كتّاب القصة في الرياض بالعشرات، وكان لهم دورية مستمرة، لأكثر من خمسة عشر عاماً، بدأت في بيوتهم لتدارس النصوص الأدبية ونقدها، والاطلاع على تجارب بعضنا، وللإنصاف والتاريخ، أذكر منهم بداية: «صالح الأشقر وفهد العتيق وعبدالعزيز الصقعبي وعبدالله محمد حسين وأحمد الدويحي وعبدالله الكويليت»، وعدد آخر من الزملاء شعراء ونقاد، ثم كان اللقاء الحاسم، حضره خالد في بيت فهد العتيق، بالانتقال الى مقر نادي القصة، وقد زاد على عدد تلكم المجموعة «عميد منتدى السرد» ابراهيم الناصر الحميدان، والزملاء: «د. سلطان القحطاني، حسين علي حسين، وعبدالله محمد حسين، وناصر الحزيمي، ومحمد الشقحاء، ويوسف الذكير، وطلق المرزوقي، وعبدالله السميح ويحيى سبعي وسعيد الأحمد، وعادل الحوشان ومحمد القشعمي» وجملة من الأصدقاء نقاداً ومبدعين، منهم مع حفظ الألقاب والأسماء «القويفل/ السبيل/ المناصرة/ المحيسن، السمطي/ ويحيى الأمير/ ومحمد عقده» وغيرهم، ليس هنا مجال لذكر أسمائهم جميعاً، لنحيي أمسيات جميلة في نادي القصة، ولأكثر من ثلاث سنوات، مبدعين ونقاداً لا موظفين عند أحد، وليس لنا من هدف، إلا متابعة نشاطنا الثقافي، وفي مكان خصصته الدولة، ليكون منتدى لأبنائها من الأدباء، وتم خلال تلك الفترة، استضافة عدد من كتاب السرد من كافة مدن المملكة، ومن خارجها وخصوصاً من ضيوف، يتم فرض أسمائهم لأغراض غير ثقافية، ومنهم رجل لم أعد أذكر من اسمه شيئا، لأنه رجل يعمل بعقلية تجارية، وهو المشرف على كتاب في جريدة، وكانت تلك النشاطات، تسجل لصالح نادي القصة، وتحسب على ميزانيته العامة، دون ان يكون هناك أي مرد على المنتدى، بمعنى أننا وضعنا تحت سقف متواضع الطموح والرؤية، وأبسطها إمكانية المشاركة في مطبوعات الجمعية، وبالذات «أذرع الواحات المشمسة» على سبيل المثال، ولم نقبل بأن نكون مجرد أوراق، يلعب بها في الوقت الضائع، أو تكملة عدد ربما للوجاهة، وربما كالعاملين بالقطعة، يستدعون من بيتهم متى اقتضت الحاجة، وخيمة المنتدى مغلقة للتحسينات إذا لم يريدوا، فهل كل هؤلاء حاقدون، ومتسللون، ووشاة بين الأحبة والاخوة، كلام غريب وخطير، أم أن ما حدث للأسف، لزملائنا في المنطقة الشرقية وحائل، وورشة المسرح والفن التشكيلي بالرياض قد وقعنا به في نادي القصة، بسبب النظر بمزاج وفكر ورؤية واحدة، تتشبث بعقلية تجاوزها الزمن..؟!
وخرجنا من نادي القصة، لأن هذا الأسلوب في التعامل، لا يمت للأدب بصلة، ولست معنياً في هذا الحيز، بتوضيح الصورة غير الخافية على الجميع، ونحن في عصر العولمة والمنافذ الثقافية المتعددة، لم يكن أمامنا غير طريق الخروج من نادي القصة، لنمارس نشاطنا المعتاد في مقاهي مدينة الرياض، بذات الحيوية والفاعلية، وكنا نسمع كثيراً من خالد، صدى فشل محاولاته المتعددة، لتحقيق طموحه المشروع، بأن يكون نادي القصة مليئاً بكتابها، ليمارسوا نشاطهم المعتاد، لأن لا ناد للقصة بدون كتابها، فما فائدة مبنى جميل تعلق في أركانه أغلفة المجامع القصصية، بدون أن يرتاده أحد..؟
أريد أن أهمس للصديق خالد اليوسف، بأن لا أحد ينكر جهده وخلقه الدمث، ونيته الطيبة، ومحبته لزملائه التي آمل ألا يفسدها أحد، فهو واحد منهم مبدع وصديق، ومقدر له جهده على مدار خمسة عشر عاماً «!!» في خدمة الفن السردي، وقد بنى علاقاته المتعددة في الداخل والخارج، باسم كتاب هذا الجنس السردي، فقد ولى زمان الفرد الواحد، ولا بد ان ينتهي ونحن في مطلع القرن الواحد والعشرين، وبنظرة بسيطة الى ما حققه أصحاب المهن الحرة الأخرى «مهندسين ومحامين وصحفيين» وغيرهم لهيئات، وتشكيل انتخابات حرة بينهم لتدير شؤونهم، فهل هذا المطلب عسير وصعب على قادة الفكر والإبداع، ومنهم كتاب السرد الذين وصفهم خالد، بأنهم حاقدون ووشاة، وهم الذين تحملوا المعاناة من مكان الى آخر، ليواصلوا نشاطهم الذي تقتضيه طبيعة هذا الفن السردي..؟!
ولست أريد في هذه العجالة، أن أعود الى أرشيف الماضي، ولو حتى على صعيد شخصي من خلال تجربتي مع نادي القصة، مع ما سببته لي من جرح كبير، والا الى قصص الآخرين وهي كثيرة، فلو حدث للأدباء حق التصويت، أسوة بزملائنا في المهن الحرة الأخرى، واختيار من يدير شؤونهم، لانتخب خالد رئيساً لنادي القصة، لا مجرد سكرتيراً، لأننا نريد أن نمضي معاً الى المستقبل الوضاء، بإرادة الله.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الملف

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved