الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 19th June,2006 العدد : 158

الأثنين 23 ,جمادى الاولى 1427

سارة بوحيمد لـ«المجلة الثقافية »:
التجارة أكثر فائدة من الأدب
* الثقافية - مكتب المدينة المنورة:
أكدت الأديبة سارة بوحيمد انها وجدت الفائدة والراحة بعدما انعزلت عن الوسط الثقافي والادبي وانشغالها بأعمالها التجارية جعلها تتوقف عن الكتابة، واشارت بوحيمد إلى ان وعي المرأة قد تغير كثيرا حيث أصبحت تحتل اعلى المراكز وتديرها بكفاءة وقدرة واصبح المجتمع يعي ذلك الدور ويطالب بمجالات اكثر للسيدات ثم تطرقت الأديبة بوحيمد الى العديد من المحاور. وهنا نص الحوار:
* الخبر فالبحرين فبيروت، محطات عبرتيها ذات يوم ثم كان المستقر أخيرا في مكان البداية.. كيف وجدت تلك المحطات؟
- الخبر.. البحرين.. فبيروت.. البداية كانت في الخبر لا أذكرها لأنني كنت طفلة، توجه والدي الى البحرين وكان تاجرا معروفاً عندما لم يكن هناك الكثير من التجار وكان انسانا خلوقاً وعصامياً كوّن نفسه بنفسه وأصبح له اسم نفتخر به وكان شقيقي ناصر هو من ساعده ووقف معه في تجارته منذ كان في الخامسة والعشرين من عمره، تعلّم عندما كانت المدارس أعدادها لا تذكر وأصبح يدرس ويعمل مع الوالد في تجارته فصقلته الحياة بخبرة جميلة وكان يقول الشعر وينتمي لنادي أدبي في البحرين حيث يتبارى الشعراء فيه على قول الشعر، كان منزلنا في البحرين يعج بالكتب القيّمة التي يحضرها شقيقي ناصر من سفراته إلى بيروت وغيرها وكنت مولعة بالقراءة وكانت هوايتي المفضّلة.
كنت أقرأ لكبار الكتّاب وأنا ما زلت صغيرة، بعد البحرين سافر شقيقي إلى بيروت لتتمة دراسته، ولكن تبقى البحرين هي المحطة الجميلة في حياتي، أمضيت فيها طفولتي وحياتي وأحمل لها أجمل الذكريات.
قد أهداني الشاعر الدكتور غازي القصيبي مجموعته الشعرية الكاملة عندما كان سفير السعودية في البحرين عام 1408هـ ولم تسنح لي الفرصة لأشكره عليها وهأنذا أقول له شكراً وألف شكر فقصائدك عن البحرين تفرحني وعندما يفيض بي الحنين إلى مربع طفولتي هناك أقرأ قصائدك من الديوان وأجملها (جزيرة اللؤلؤ) حيث تقول:
اليوم والأحلام ضائعة
مبددة الشباب
والعمر أشلاء ممزقة
بأنياب السراب
اليوم تنكرني وتتركني
وحيدا للعذاب
أرضي هناك مع الشواطئ
والمزارع والسهول
في موطن الأصداف والشمس
المضيئة والنخيل
أمي هناك أبي رفاقي
نشوة العيش الظليل
الضوء لاح فديت ضوءك
في السواحل يا منامة
فوق الخليج أراك زاهية
الملامح كابتسامة
يا موطني ذا زورقي
أوفى عليك فخذ زمامه!!
* في سيرتك الذاتية (النبذة) التي دوّنها عبدالله الشباط في كتابه (أدباء من الخليج) أشار إلى ممارستك مهنة التدريس لمدة ثلاث سنوات فقط.. في أي عام كان ذلك؟ ولماذا تركت هذه المهنة؟
هل ثمّة فارق نوعي بين التدريس في ذلك الوقت ووضعه الآن؟
- عملت في الرئاسة العامّة لتعليم البنات بعد عودتي من بيروت وكان عملي مديرة لمدرسة ابتدائية وليس مدرّسة كما ذكر عبد الله الشباط، كان عملي لمدة ثماني سنوات ثم قدّمت استقالتي لرغبتي في الانصراف لتربية بناتي وبدأت العمل عام1391 وتركته عام 1399 أجل هناك فارق نوعي بين التعليم آنذاك ووضعه الآن فالأنظمة تغيّرت والطالبات تغيرن وكذلك المدرسات، كانت هناك تعاميم عقيمة لعملنا علينا تنفيذها أما بالنسبة للطالبات فكن أكثر أدبا ورغبة في التعلّم وقد اختلف الوضع الآن.
* ابتدأت بمشروع ثقافي لتعليم البنات اللغة الانجليزية وتوفير بعض ادوات الترفيه للطالبات الصغيرات وكان يضم مكتبة ثم تحوّل هذا المشروع الثقافي الى مجال آخر.. لماذا؟
- كما أنني في بداياتي أقمت مشروعا ثقافياً للفتيات وتركته لأنني لم أجد فيه أي تشجيع من الأهالي وعندما حوّلته لمركز نسائي أصبح الوضع مختلفا ووجدت إقبالاً كبيراً وتشجيعاً!!
* في 14 فبراير1962م كتبت مقالا بعنوان (دور المرأة في خدمة المجتمع) على مدى هذه السنين هل تلمست دوراً للمرأة وفقما دعوت إليه؟ ما الذي تغير على صعيد وعي المرأة بدورها ووعي المجتمع بذلك الدور منذ تلك الفترة إلى الآن؟
- أجل عام 1962م كتبت مقالا بعنوان (دور المرأة في خدمة المجتمع) طالبت فيه بتعليم المرأة لأن الكثيرين وقفوا ضدها قائلين إنها ليست بحاجة للتعليم لأنها خلقت للأمومة وذكرت أن المرأة المتعلمة بإمكانها أن تؤدي خدمة للمجتمع عندما تكون أماً وتعمل لأنها تنشئ أطفالاً مهذبين يصبحون رجالاً صالحين ونساءً صالحات وأجل على مدى هذه السنين تلمست دوراً للمرأة وفقما دعوت إليه، انظروا إلى النساء المتعلمات اللواتي يعملن في شتى المجالات ويتبوأن مراكز عليا لا يمكن لرجل أن يتبوأها.
لو لم تكن متعلّمة هل تستطيع أن تكون مسؤولة عن هذا المنصب أو ذاك.
انظروا إلى لبنى العليّان وقد أصبحت تدير40 شركة وتفوقت على50 سيدة من نساء الخليج ممن أعطين فرص أكثر منا وفتحت لهن مجالات التعليم قبلنا.
أما الذي تغيّر على صعيد وعي المرأة بدورها فقد تغيّر الكثير الكثير أصبحت أصبحت المرأة تحتل أعلى المراكز وتديرها بكفاءة وقدرة وأصبح المجتمع يعي ذلك الدور ويطالب بفتح مجالات أكثر للسيدات.. أجل تغير الكثير الكثير..
* ماذا تعرفين عن محمد العلي؟
- مجرّد كاتب.
* هل أنت منعزلة عن الوسط الثقافي (الأدبي) أم ثمّة ما يشغلك عن ذلك؟
- أجل نوعاً ما أنا منعزلة عن الوسط الثقافي والأدبي وما يشغلني هو اعمالي التجارية التي اصبحت أجد فيها متعة وفائدة أكثر من الأدب ولكنني مازلت أقرأ وأتمنى أن أجد الوقت الكافي لأقرأ أكثر وأكثر وأحضر معارض الكتب في الدول العربية الشقيقة وأعود بأكوام من الكتب معظمها ما زال يقبع في مكتبتي ينظر إليّ بحسرة ويقول متى ستطالعينني؟ ولكن ما يثلج صدري أن ابنتي الكبرى أمل تقرأ معظمها فهي مثلي تقرأ بكثافة.
* كانت لديك مشاركة متواصلة في الصحافة خلال الستينيات والسبعينيات الميلادية تنم عن وعي ثقافي واجتماعي ومحاولة للإصلاح العام.. ثم توقفت.. لماذا؟ ما الذي يشغل سارة بوحيمد الآن؟
- توقفت عن الكتابة لأنني كما ذكرت انشغلت بأعمالي وبيتي وبناتي ولكنني أحضر ندوات ثقافية وأدبية ثم إنني رغم توقفي عن الكتابة لم يبحث عني أحد ولم يسأل أين سارة بوحيمد ربما لو وجدت من يهتم ويسأل لعدت برغبة ولكن عندما يصبح الإنسان بعد أن كان ملء القلب والعين لا أثر ولا من يسأل عنه فطبعاً لم أعد أهتم لأنه ليس هناك أي تقدير. الذي يشغلني الآن هو إدارة أعمالي التي أجد متعة كبيرة فيها رغم المشكلات العديدة، وأتمنى جمع قصصي وأشعاري التي ضاع الكثير منها وأحاول العثور عليه في كتاب يضمها جميعاً.
* بماذا تودين أن نختم هذا الحوار؟
- كل ما أقوله: شكراً وألف شكر للأخ محمد القشعمي وربّ ضارة نافعة كما يقول المثل فلولاه لما تذكر أحد سارة بوحيمد التي كانت تحاول أن تكون ذات فائدة لوطنها ومواطناتها وأشكر أيضاً الأديب سعد الحميدين فقد وجدت قصاصة من جريدة الرياض عام 1417هـ - 1996م العدد 10330 وكنت أحتفظ به مع أوراقي، ذكر في أحد الحوارات التي أجريت معه أن سارة بوحيمد أول شاعرة سعودية كتبت قصيدة النثر والتي تبناها ألبير أديب في بداية الستينيات الميلادية.. شكراً يا أخ سعد أخجلت تواضعنا.
أقول أيضا للأديبة أميمة الخميس التي قرأت بعض كتبها: أنت كاتبة عظيمة وفقك الله سيري على دربك كما أنت بأسلوبك القوي الممتع. وشكراً ألف شكر.
الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved