الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 19th June,2006 العدد : 158

الأثنين 23 ,جمادى الاولى 1427

أساسيات الاجتهاد النقدي والإضافات العلمية
صالح بن سعد اللحيدان

أحسبُ (أيها الحضور الكريم) أنَّه من الضروري بادئ ذي بدء أن أحمد لكم حضوركم داعياً للجميع بالسداد والتوفيق.. والإخلاص في القول والعمل.. وهذا أبدأ به لأننا جميعاً يستفيد بعضنا من بعض، والعلم رحم بَيْنَ أهله ما في ذلك شك، وبينكم الآن ثلةٌ من: العلماء وأساتذة الجامعات والمثقفين الذين يثيرون بحضورهم مثل هذا: (الحوار العلمي المهم) الذي نتطلبه لعله يكون من أسباب التجديد العلمي الاجتهادي.. ومن أسباب كذلك الإضافات الضرورية لطرد مجرد النقل والخطاب المباشر وتكرار القول لكن بطريق وأساليب مختلفة، هذا: النقل والخطابات المباشرة والتكرار التي نسمعها أبداً ونعرفُ أصحابها وهم من ذوي الفضل والعلم لكنهم مع أسفي الشَّديد يعودون على البدء دون محاولة: تأصيل أو إضافة أو (اجتهاد) ولو في مسألة من المسائل التي يتطلبها وضع العلم والعلماء ووضع النقد والنقاد..، والسكون بالخوف من: النقد أو المداخلة هذا أمر يتنزه كل حر أبي عنه يتنزه عنه كل التنزه، ويبتعد عنه كل البعد ناهيك بالحرون في مكانٍ مستديمٍ وهذا مثل ذاك في غاية الخطورة على: العقلية الممتازة الشريفة وإذا كنتُ أُنبِّهُ إلى: هذا جيداً فإنني لا آلو جُهْداً ببحث الهمم لبعث الموهبة المجددة واسعة البطان حتى تُفيق وتُعطي ولو قدراً ما مما في الوسع والطاقة، إذ إن مُرواحة التراث وحفظ الآثار ومعرفة الأسماء وطرق الخلاف، ومعرفة أصول وفروع الكتب، إجادة لإنشاء قليلا أو كثيراً والقيام بتأليف الكتب ليس هو ما أدعو إليه فهذا بالوسع القيام به لكن ما أُشددُ عليه كثيراً وأنا بين ظهرانيكم وفيكم مشائخ لي وأساتذةٌ لي ما أدعو إليه هو: الإضافات العلمية البكر وهذا والله ممكن إذا صفا الذِّهنُ وسلم العقل من: التشويش وسلمت النَّفسُ من البلبلة وابتعد المرءُ عن الخوف والتخوف من نقد ما أو مدخلة ما أو حسد ما أو فهم سيئ يُراد له، أو وشاية أو إقصاء بأي صورة كان هذا الإقصاء.
ولقد أدركتُ من الأمير سلمان بن عبدالعزيز أثناء بعض المجالس له أنه حاكم فطن جيد الذهن يُسيرُ الأَّمورَ بحكمةٍ ودهاءٍ عادل صافٍ وقد كان قال ومما قال: (نحن في مجمع مبارك) قل كل شيء تريده بنصحٍ وفهمٍ ونزاهةٍ وأمانةٍ) وهذا منه تجديد لباب الثقة وتبادل الآراء الراشدة.
أعرف منه كذلك أنَّه لا يقبل السوء من أحدٍ على أحدٍ ولا يمكن أن يسأل: (قريباً عن قريبه) لما قد يكون من: حالات نفسية بينهما أو سوء ما، وهو إلى هذا ينصر المظلوم ولا يرضى بنبذه أو ترك مواهبه وإمكانياته فهو من هذه النَّاحية جيد التَّلمس فلا يُصغى إلى قول (رئيس عمل ما بمرؤوسه) لما قد يكون بينهما من: حسدٍ أو سوءِ فهمٍ، فلله دره من مُنقذٍ ورافدٍ ويُنتظر منه اليوم إحياء الموات اليوم قبل غد.
وهذه رافدة من روافد دوام الفكر الحي والعقل الحي والرأي الحي والمجتمع الخالد الحي بإذن الله تعالى ولعلي أبين لكم الآن في: مُقدمة هذه الندوة التي أشافهكم بها على حين عجلة أموراً كم آمل من قرائي الأعزاء تدبرها ووعيها وإدراك حقيقتها بتطبيق ذلك على واقع العلم وواقع النقد وواقع الاجتهاد.
أولاً: في شهر واحد وردتني هدية خمسُ (مجلات مُحكمة) شرعية علمية بطباعة أنيقة وورق جيد صقيل ضاف إليكم هذه العناوين فيها:
1- الحدود أنواعها ونتائجها.
2 - اليمين وشروطها.
3 - حكم الطلاق بالثلاث.
4 - الرجم حالاته وضوابطه.
5 - معاملة أهل الكتاب.
6 - تخريج حديث: (صلوا كما رأيتموني أُصلي).
7 - الطلاق البدعي والسني.
8 - حكم لبس القصير من الثياب.
9 - الصبغ بالسواد حكم.. وأدلة ذلك.
10 - الصبر.. أنواعه.. وتعريفه.. وآثاره الخ.
أين الجديد؟
أين الإضافة العلمية؟
أين الاجتهاد..؟
وكل ما أوردته لكم مدون في:
1 - المبسوط - للسرخسي.
2 - المجموع - للنووي.
3 - نصب الراية - للزيلعي.
4 - فتح الباري - لابن حجر.
5 - المغني - لابن قدامة.
6 - المحلى - لابن حزم.
7 - الحاشية - لابن عابدين.
8 - لسان العرب - لابن منظور.
9 - الصحاح في اللغة - للجوهري.
10 - تهذيب التهذيب - للمزي.
11 - الصحيح - للبخاري.
نقل ثم: شرح، ثم استطراد فإذا ذهبت تنظر إضافة ما أو رأيا بكرا أو تجديدا في الفكر فلا تجد ذلك.
ولستُ أدري لماذا المجلات نفسها تعيد المكرر في المطولات القديمة دون إضافات علمية بكر حرة بعيدة الغور لا أدري ولا أظنني أدري.
ولك أن تستمع إلى محاضرة أو تقرير علمي أو حوار علمي عام فإنما ذلك كله تكرار يفيد لكنه لا يضيف جديداً في مسائل العلم في (فقه المستجدات) و.. (نوازل الأحكام) ولعلك تقلق جداً إذا أنصت لما ذكرت لتجد (10 أو 20%) لغة عامية مع كثير مع (الحركة) و(تداخل المواضيع) دع عنك (تكرار القول غير المتنبه له صاحبه إلا أن من يستمع يدرك التكرار والإنشاء وقل مثل ذلك كثيراً في: المجلات الثقافية والمجلات النقدية (ولا ينبئك مثل خبير) ولهذا كم أود من وزارة الإعلام إدراك ذلك ببعد وشدة متابعة فطنة ولا سيما (النوادي الأدبية) التي لم تُضف جديداً ولم تحاول (ولست: أقول فاقد الشيء لا يُعطيه).
ولعل الهيئات العلمية الرسمية مثل (هيئة كبار) و(المجمع الفقهي) يدرك كل منهما ضرورة البعد العلمي للتجديد وسعة دائرة الهيئة والمجمع، وإذا كان عرض بعض الجلسات ذا نفعٍ وفائدةٍ كبرى وفائدة جليلة فإنني حسب تجربتي وترحالي ومشاركتي بعض المؤتمرات العلمية العالمية يطيب لي جداً الهمس في (الأذن) لو تم عرض بعض الجلسات علناً لاسيما في مسائل العلم الجديدة كزراعة الأعضاء - والمخدرات، والخلو (خلو القدم) (والتأمين) و(أمر المساهمات) و(أمور الربا.. وصوره) فإن هذا ولا جرم أدعى لتوليد الاجتهاد والمداخلات بعد ذلك ولو عن طريق المراسلة.


* مقدمة (الحوار العلمي) في (الندوة العلمية الأربعين) بجامع العزيزية في الرياض المنعقدة في 10- 5-1427هـ.

الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved