الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 19th June,2006 العدد : 158

الأثنين 23 ,جمادى الاولى 1427

رواق ثقافي
ما لم نقله.. أو نكتبه..!!
خالد أحمد اليوسف

وبعد ثلاث سنوات من العرض والاستقراء والنقاش والدراسة والتحليل، والكتابة بتصور واقعي وبنماذج وأشكال متعددة الاستشراف، وانتهاء فترة زمنية للجنة الثقافية وعمل لجنة ثقافية جديدة، ها هو مجلس الشورى يعلن عن انتهائه من وضع: نظام رابطة الأدباء والكُتَّاب السعوديين (1)، الرابطة الحلم.. الكيان المأمول.. الخطوة المدنية القادمة لعمل جماعي منظم، الرابطة الواجهة لحياة ثقافية عصرية، الرابطة المتوجة لعمل دام أربعة عقود في سبيل رقي الإنسان وعقله وعمله وحياته، وبعد شتات وتوزع على كل الإدارات الحكومية نرى أن الاتفاق صار واقعاً ملموساً، وسيكون في هيئة مستقلة تُعنى بالأدب والأدباء وكُتّابه، ها هو النظام يأتي منسجماً متكاملاً في عشرين مادة يؤسس لهيئة ثقافية متخصصة، ينصب اهتمامها بصفوة المجتمع ومبدعيه: الأدباء وكُتَّاب الأدب.
بعد ثلاث سنوات من تقدمنا (2) إلى المجلس بقيادة الأديب المخضرم الأستاذ - محمد المنصور الشقحاء، ها هو مجلس الشورى يتفق مع مطلبنا وتصورنا (3)، وهو مطلب جميع الأدباء في المملكة حيث كنا أوفياء لوطننا ولأدبنا ولهم جميعاً، أوفياء لأحلامهم وطموحاتهم وتوقعاتهم، ولم نكن في يوم من الأيام بمعزل عن همومهم وأشجانهم، بل نحن منهم ومن وسطهم، نبعنا ونمونا من جذر المعاناة الإدارية الثقافية بعد أن مررنا ببيروقراطيتها وانغلاقها، ها هو مجلس الشورى يؤيد مطلب الجميع، كيف لا وكل من له اهتمام أدبي وثقافي بالمجلس وقف معه وسانده.. فلهم جميعاً الثناء والامتنان على وقفتهم الصريحة، ها هو مجلس الشورى يؤكد مطلب كل من كتب وتحدث وطالب معنا، بصوته وقلمه وفكره ورؤيته.. وما زلت أذكر:
د. إبراهيم العواجي، أ. علي العمير، د. حمد بن ناصر الدخيل، د. محمد الربيع، د. منصور الحازمي، أ. إبراهيم الناصر الحميدان، د. حسن النعمي، أ. أحمد الدويحي، أ. جبير المليحان، أ. خالد العوض، أ. عبد العزيز خزام، أ. منصور المهوس، أ. عبد الله الوصالي، وغيرهم كثير ممن لم تسعفني ذاكرتي لمتابعة ما كتبوه.. إن المتتبع لقرارات الدولة - أعزها الله سوف يلاحظ سعيها الحثيث إلى الأخذ بكل جديد، والبحث عن التطوير والتحديث لمواكبة الزمن وتغيراته مع حفاظها على مقومات أسس دولتنا الرشيدة: كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولعل الآراء والرؤى التي واكبت المطالبة بإنشاء رابطة للأدباء والكُتّاب السعوديين، هي صفوة الأقلام والعقول المثقفة التي ستساندها عند موافقة المقام السامي على بدء انطلاقتها، ومن المؤكد أن سيد القرار في دراسة إنشائها هو: مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، وهو من أمر بوضع لبنتها، وقد أقر قبلها حينما شعر بأهميتها إنشاء وزارة للثقافة مقترنة بالإعلام (4)، بعدما كانا لا يجتمعان ولا يتفقان البتة!!، ومن المؤكد أن نظرية الثقافة المؤسسة من قبل الدولة كإدارات وجمعيات وهيئات تساهم في نشرها وجمع منسوبيها، ثم تتحوَّل إلى واقع ملموس، هي النظرية نفسها التي ستوافق على إنشاء هيئات مستقلة لتكون رافداً قوياً يخدم الإنسان والوطن ويحافظ على مصالحه.
من هذا المنطلق نحن على يقين بموافقة المقام السامي على قيام رابطة الأدباء والكُتّاب السعوديين وهي في الأفق القريب، ويقيننا ينطلق من فجر ثقافي جديد يساير متغيرات وتحديث الثقافة بصورة عامة، حيث فرضت علينا من واقع التغيُّر العالمي برمته.
ووزارة الثقافة والإعلام تدرك أهمية قيام رابطة مستقلة في الوقت الراهن، وتدرك ما هي المهام والأعمال التي يتأمل القيام بها وبمن يعمل فيها، في الإطار الداخلي وفي الانطلاقة الخارجية، بعد تعثر حركتنا الأدبية والثقافية في كثير من المحافل الدولية، التي تشترط وجود جهاز ثقافي مستقل عن الدولة، من هنا لا بد لنا من شكر معالي الوزير الوثاب إلى العمل الجماعي، الوزير الذي نشعر جميعا بعبء الأمانة الملقاة على عاتقه وحجم المحيط الذي يحاول لملمة شتاته: الثقافة والإعلام، الثقافة الواسعة الأطراف فله منا جميعاً الدعاء والشكر، والمساندة في طريقنا الطويل.
هذه هي مقالتي الثانية (5) على لسان كل الأصدقاء وعشاق الأدب، هذه مقالة الشكر والثناء على وجود من يفهم مطلب الأدب والأدباء، وهذه مقالة الصوت الجماعي والحب الواحد والوطن الواحد، هذه مقالة الامتنان على فضل الله لوجود حكومتنا الرشيدة التي تلبي مطالب الشعب في سبيل الوطن.
1 - نشر في جريدة الجزيرة 3 جمادى الأولى 1427 هـ - 30 مايو2006 العدد 12297، ص 40.
2 - بالإضافة للأستاذ - الشقحاء تقدمنا نحن: د. سلطان بن سعد القحطاني، حسين علي حسين، إبراهيم محمد شحبي، إبراهيم طالع الألمعي، خالد أحمد اليوسف، ناصر سالم الجاسم، عبد الله متعب السميح، علي أحمد زعلة، طلق المرزوقي بخطاب واحد موقّع من الجميع.
3 - كان للأستاذ - الشقحاء بدايات المطالبة منذ وقت مبكر جداً، وقد أكد ذلك إلى مجلس الشورى في 12 - 11 - 1424 ه، ثم المطالبة ب(جمعية الأدباء والكُتَّاب) المسجل لدى مكتب معالي وزير الثقافة والإعلام برقم (1220 - خ) وتاريخ 15 - 4 - 1425 ه.
4 - صدر الأمر الملكي الكريم رقم أ - 2 التاريخ 28 - 2 - 1424 هـ القاضي بتعديل مسمى وزارة الإعلام بحيث يكون وزارة الثقافة والإعلام ونقل بعض النشاطات الثقافية من الأجهزة الحكومية الأخرى إلى الوزارة، وتكون بها وكالة للثقافة، وقد نقل إليها عدد من الأجهزة المذكورة في الأمر.
5 - نشرت المقالة الأولى في جريدة (الجزيرة) تحت عنوان: لماذا نطالب بوجود رابطة للأدباء؟
الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved