الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 19th June,2006 العدد : 158

الأثنين 23 ,جمادى الاولى 1427

القول (الأمين)..في هذا البلد الأمين..
حمّاد بن حامد السالمي

*الوطنية تعمل ولا تتكلم..
* وكل مواطن نزيه شريف مخلص؛ هو دون شك؛ يوقن بشكل جيد، أنه مدين لوطنه بروحه قبل أي شيء آخر.
* فللأوطان؛ التي تحتضن الإنسان حياً وميتاً ديون لا تعد ولا تحصى. قال الشاعر الكبير أحمد شوقي:
وللأوطان في دم كل حرّ يد سلفت ودين مستحق
* ذلك أن الوطن هو كما قال (ج دوميستر) عصبة الأحياء والأموات، والذين سيولدون على أرض واحدة.
* ومن هذا التجذر في العلاقة الأزلية بين المواطن ووطنه؛ نشأت قصة حب كبرى على مر التاريخ، تربط الإنسان بأرضه ووطنه، حتى إنه يفديها بنفسه ويذود عنها في المكره، ويذوب فيها في المنشط:
الحب لله.. ثم الحب للوطن حكاية الناس في الدنيا وفي الزمن
* إن مشاعر الحب والنزوع نحو فداء الأوطان وحمايتها والدفاع عنها؛ تبرز أكثر في أوقات الشدة وفي أزمنة المحن والمصائب.. ووطننا الكبير؛ المملكة العربية السعودية؛ مرّ وما زال يمر بمحنة الخوارج الجدد الذين باعوا أنفسهم لشياطين الإنس والجان، وتعلقوا بأوهام وأحلام شرذمة فاسدة تتبنى فكر القاعدة الإرهابية؛ وتعجب بشخص ابن لادن زعيم الإرهاب الدولي اليوم؛ فرأينا كيف انقلبوا على وطنهم ومواطنيهم تكفيراً وتفجيراً، وقتلاً وتدميراً؛ حتى مكن الله منهم بفضل من الله جل وعلا ثم همة هذه الدولة وعزيمة رجال أمنها البواسل، فهم يوشكون بحمد الله على تطهير التراب الوطني كله من دنس هؤلاء الفجرة، ومن نجس المؤيدين لهم والداعمين، ومن شايعهم من الظلاميين والكهفيين الذين لا يرون في الوطن إلا وثناً على حد زعمهم.
* ومن الجهود الداعمة والمعززة للعمليات الأمنية ضد الإرهاب في المملكة طيلة خمس سنوات أو أكثر، ما ناء بحمله الخطاب الإعلامي عبر وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية، وما نهض به كُتّاب الرأي في الصحافة السعودية على مختلف مستوياتهم، الذين سموا الأشياء بأسمائها، وساهموا في كشف عوار الفكر الضال، وفضح أربابه ورواده.
* من هؤلاء الكُتّاب؛ زميلنا الدكتور سعود بن صالح المصيبيح مدير الإعلام والتوجيه في وزارة الداخلية، فهو قد سخر قلمه انطلاقاً من أكثر من صحيفة ووسيلة للدفاع عن وطنه ومجتمعه، بروح المواطنة الحقة الواعية لدورها في الحياة، التي لا ترى في وطنها إلا أنه أفضل الأوطان وأكرمها وأجملها.. من يحمل روحاً وطنية كهذه؛ يجد نفسه عزيزة كريمة:
وخير بلاد الله عندي بلدة
أنال بها عزاً.. وأحوي بها حمداً
* زميلنا الخلوق؛ أبو صالح؛ جمع مقالاته أو لِنَقُل راجماته وطلقاته ضد الإرهاب؛ بين دفتي كتاب سماه (هذا البلد الأمين)، وهذه تسمية تشي بالتفاؤل، بل تؤكد حقيقة الأمن الذي عشناه في هذا البلد سنين عددا، وسوف نعيشه بعون الله، وإن رغمت أنوف أرادت بالأمس وتريد اليوم زعزعة هذا الأمن الوارف والتنغيص على عشرين مليون سعودي وسعودية حياتهم وتحقيق مآرب أعداء الوطن، وخصوم الوطنية في تفتيت الكيان الكبير، وإمساكهم بزمام الأمر ليمارسوا غواياتهم في القتل والتدمير والتخريب، والعودة بالبلاد والعباد إلى حياة الكهوف في تورا بورا، وسياسة الظلام في ظل طالبان.
* أسعدني أبو صالح، بنسخة من الطبعة الثالثة لكتابه (هذا البلد الأمين)، الذي تصدرته مقدمة وافية ضافية بتوقيع الأمير (نايف بن عبدالعزيز) وزير الداخلية قائد لواء الحرب على الإرهاب في البلاد.. فكم كانت كلماته صادقة وأمينة؛ إذ قال (بقدر ما يكون الحديث عن البلد الأمين ممتعاً ومشوقاً؛ فإنه يظل قاصراً عن الوفاء بمكانة وأهمية وقدسية هذا البلد المبارك الذي اختاره الله مهبطاً للوحي).
* لقد جاء الكتاب في 346 صفحة مقاس وسط، في طباعة جميلة، وورق جميل هو الآخر، واشتمل على 85 مقالاً مما سبق نشره؛ بعد إهداء مناسب من المؤلف موجه إلى رجال الأمن، وإلى شهداء الدين والواجب والوطن، وإلى أبناء أولئك الشهداء وذويهم.
* وفي كتاب (هذا البلد الأمين)، وقفات مهمة تجعل قارئه يعيد التمعن فيها. من ذلك مقالاته في الخوارج والإرهاب وكيف يجندون أتباعهم، وقضية القنوت؛ ولماذا لا تكون لرجال الأمن، ودوائر الظلام، والتترس بالنساء، وقضية التكفير ثم ظاهرة الدعاء للمجاهدين من منابر الجمعة، وتبرير أفعال الخوارج.
* ومع أن جميع مواضيع هذا الكتاب تصب في قالب وطني صرف، إلا أن الكاتب ثم المؤلف الدكتور سعود المصيبيح يخصص كثيراً من عناوين مقالاته لهذا الوطن، الذي هو عنده وعندنا جميعاً البلد الأمين؛ فهو مثلُ غيره من المواطنين المخلصين لوطنهم مهموم بوطنه حتى النخاع:
وطن المرء عرضه وهواه ..وعلى العرض كل حُرّ يغار


assahm@maktoob.com

الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved