الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 19th June,2006 العدد : 158

الأثنين 23 ,جمادى الاولى 1427

تقنية السرد وفنيات العرض المسرحي
* الثقافية - عبدالواحد اليحيائي:
أقامت جماعة السرد بنادي الرياض الأدبي ندوة جمعت فيها بين السرد والمسرح سعيا للوصول إلى القاسم المشترك بين تقنية السرد وفنيات العرض المسرحي، أدار الندوة القاص والمخرج المسرحي عبدالهادي القرني وشارك فيها كضيوف رئيسين: القاص والكاتب الأستاذ فهد بن صالح الحوشاني والمخرج المسرحي الأستاذ رجا العتيبي.
إضافة إلى أعضاء جماعة السرد وعدد من المهتمين بالشأن السردي والمسرحي.
بداية قدم الأستاذ فهد الحوشاني بعض النقاط عن كتابة النص المسرحي، وأشار إلى أنه قد يكون هناك نص كوميدي ويُقدم على أنه تراجيدي مثل نص (بستان الكرز) لتشيكوف، وأشار في كلمته إلى أن الغالب هو أن يكون المخرج أكثر ظهورا من المنتج أو المشرف أو غيرهما من المشاركين في العمل الفني مع استثناء الممثل.
بعد ذلك قدم المخرج الأستاذ رجا العتيبي عرضا مصورا لمسرحية الحقيقة العارية تأليف الكاتب المسرحي الاستاذ محمد العثيم وإخراج رجا العتيبي وإشراف فهد الحوشاني تمثيل حبيب الحبيب ومشاركة فهد الخريجي كنموذج لتجربة مسرح الشباب في المزاوجة بين النخبوي والجماهيري في العمل الفني. كما تحدث عن بعض النقاط كمقدمة في الإخراج ودور المخرج في إدارة العمل الفني وتقديم رؤية متكاملة مع المؤلف والممثلين.
وبعد انتهاء العرض المسرحي أشاد المؤلف بالتجربة التي قدمتها مسرحية (الحقيقة الغائبة) مع الإشارة إلى أن العرض السينمائي قد أخل كثيرا بالتقنيات المسرحية التي أدخلها مخرج العرض الأستاذ رجاء العتيبي، كما رفض أن يشرح (معنى) العمل وذلك من وجهة نظره يقلص دور المسرحية، فالواجب أن يحترم المؤلف رؤية كل مشاهد وفهمه العمل وتقييمه له أيضا.
ثم تحاور الحضور في المحاور التالية:
* مدى تناغم الضوء مع الحركة في العمل المقدم.
* فكرة التمازج بين النخبوي والجماهيري؟ وهل وصلت بالشكل المطلوب؟
* شكل المثقف في المسرحية وبعده عن المحلية.
* ماهية توريط المشاهد في العمل المسرحي.
* هل درس النص بشكل مناسب.
* هل انسجمت الصورة مع المشهد؟
* تكثيف النصوص ودور ذلك في ابتعاد الجمهور عن المسرح.
* المسرح السعودي وضعف الرواية المقدمة.
(إن العلاقة بين القصة والمسرحية علاقة بناء والتحام يصعب الفصل بينهما) إن القصة الممسرحة تهدف إلى تقديم الحدث عن طريق الحركة مدعوما بالمؤثرات التي تُبرز هذه الحركة فالأدب المسرحي قصة وحركة وشخوص وحوار وعقدة وحبكة وإفادة ومتعة، وهو بدون ذلك يتحول إلى حركات وكلمات لا معنى لها ولا رابط يربطها.
لكي نصل إلى كتابة نص مسرحي فإنه يمُر بعدة مراحل، فهو قد يكون مكتوبا على شكل فكرة فقط أو قد يكون مكتوبا على هيئة نص قصصي أو قد يكون جزءا من ملحمة أو أسطورة أو جزءا من مسرحية أخرى.
إن كاتب النص المسرحي الذي يسمى معدا هو في الأساس ناضج فكريا وعاطفيا وإنسانيا ويعرف معرفة تامة مطالب النص المسرحي داخل الإطار الدرامي وتشمل الحبكة الشديدة الاتقان وحيوية الشخصيات واللغة الدرامية التي يستخدمها.
يقوم المُعد بتفكيك النص القصصي أو بعرض الفكرة وتشكيلها على هيئة نص مسرحي يشمل تحديد هوية الشخوص المسرحية، وزمان ومكان الأحداث وهل هذه المسرحية كلاسيكية (مسرحية اهتمت بجودة الصياغة اللغوية وفصاحة التعبير وهندسة العبارة واتزان الفعل وكبت الغرائز وسمو العواطف) أم دينية أم ملحمية (المسرحية التي تجعل المتفرج (البعد الرابع) يتخذ موقفا ويشارك بالقرار من خلال إثارة الفكر) أو رمزية (التي تستخدم في معالجة القضايا الوطنية العامة) أو ذهنية (وهي المسرحية التي كُتبت للتثقيف عن طريق الحوار الذي يقرأ في أدب وفكر، وتجري الأحداث فيه داخل الذهن البشري مرتدية أثواب الرموز أي فكرة قد تكتب على هيئة نص مسرحي كما تكتب القصة بشكلها المعروف، فهناك البداية (وتكون تمهيد لعقدة النص) وتليها العقدة ومن بعدها تفكيك هذه العقدة ولكن الاختلاف يكون في الإضافات التي يضاف إليها من قبل المؤلف المسرحي فهو يحاول أن يرى نصه على منصة المسرح وهو يكتبها من خلال حواره وتوجيهاته التي يكتبها بين قوسين (وفي الغالب توضع في بداية حوار الشخصية) فهو يقترح الحركة وجزءا من الحياة المادية التي يتطلبها النص.
(يرفع سماعة التليفون، يتحرك إلى أقصى اليمين، يخلع ثوبه، يصرخ بشده... إلخ) وكذلك المؤلف المسرحي يحاول أن يصف المنظر وتنفيذ هذا الوصف يكون من خلال مصمم الديكور ومهندس الإضاءة والصوت والملابس.
إذا عند كتابة نص مسرحي يجب ألا يغفل كاتب النص عن اتباع القواعد الفنية للمسرحية وأن يتحاشى المتناقضات وأن يرسم خطة عامة ومنهجا يسير عليه.
المؤلف المسرحي لا يستطيع أن ينهي عمله بنفسه إذ لا بد من أن يكون هناك آخرون يكملون له هذا العمل، وهما الممثل والمخرج، إن كتابة النص المسرحي لا تختلف عن كتابة القصة كثيرا... ولكي تتم كتابة نص مسرحي يجب أن نعرف أن الكلمة في النص المسرحي تعبر عن الأفكار والأحاسيس وتستمد قيمتها من طريقة نطقها ووقت نطقها والشخص الذي ينطقها والشخص المتلقي لها وطبيعة العلاقة بينهما وهي تحدث تأثيرا مزدوجا على الشخصية المنصتة لهذه الكلمة على المسرح والثاني على المستمع الجالس في الصالة.


* تمت الاستعانة ببعض الكتب المسرحية

الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved