الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 19th June,2006 العدد : 158

الأثنين 23 ,جمادى الاولى 1427

المبارك بين مقتضيات الموضوعية وإنصاف الآخر

* الثقافية- علي سعد القحطاني:
قد يظهر للقارئ أن هناك شيئاً من التناقض أو التعارض بين محتوى كتابي (فلسفة الكراهية) و(التطرف.. خبز عالمي) للدكتور راشد المبارك، فقد جاء الكتاب الأول دعوة إلى التسامح ونبذ الكراهية في التعامل مع الآخر ودعا المؤلف أيضاً إلى محاسبة النفس والبعد عن تزكيتها ب(المثالية) و(النموذج)، أما في كتابه الذي صدر مؤخراً (التطرف.. خبز عالمي) فيلحظ القارئ في محتوياته ومواضيعه ما ينقض رؤية المؤلف في كتابه الأول حيث احتوت تلك الدراسة من خلال الإحصاء والاستقصاء لمواقف ذلك الآخر، وشواهد على تطرفه، وفيها كثير من العدوانية على الغير، والغير هنا انحصر في من يدين بالإسلام. ويجيب الدكتور راشد المبارك على ذلك الملحظ ويقول: من هنا يأتي ما قد يبدو تعارضاً بين محتوى الكتابين، والحقيقة ألا تعارض بين ما جاء في الكتاب الأول والثاني ولكنّها مقتضيات الموضوعية، وما توجبه على الذات من شروط العدالة التي توجب محاسبة النفس وإنصاف الآخر. ويقول في موضع آخر: إذا كان الكتاب الأول دعوةً إلى محاسبة النفس على ما تقع فيه من خطأ؛ فإن هذا الكتاب كشف لما وقع ويقعُ فيه الآخر أو فئات منه من أخطاء وعدوان. والدكتور راشد المبارك عمد في إعداد دراسته على معايير وأسس موضوعية وحيادية تتمثل في الاعتبارات الآتية:
1-ألاّ يستشهد فيما يكتبه عن التطرُّف في الغرب - ومنه الولايات المتحدة - إلا بما كتبه الغربيون أنفسهم وأكثرهم من الولايات المتحدة الأمريكية وذلك حرصاً على الموضوعية والوثوق من صحة الوقائع والأحداث.
2-أن لا يجيء بشيء عن السماحة لدى المسلمين إلا ما هو من مصدري التشريع الإسلامي الرئيسين: القرآن والسنّة أو من شواهد موثقة من تاريخ المسلمين.
يرى الدكتور راشد المبارك أن التطرف أكثر الأحداث التي تُشغل العالم في وقتنا الحاضر، حديثاً عنه، ومقاومة له، وتتبعاً لآثاره، وبحثاً عن دوافعه وقد بذلت أموالٌ وأهدرت دماء بسبب الإرهاب - الذي من أقوى أسبابه التطرف - أو في مقاومته، ومع أن التطرف ظاهرة شاذة في الشعوب والمجتمعات وبين أتباع المذاهب والأديان إلا أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تتجاوز معالجة هذا الشطط العدل إلى الظلم ولا أن يؤخذ البريء بذنب المذنب ولا أن يُسحب خطرُ التطرف وأثره - وقد وقع من فرد أو أفراد - على من سواهم من بني جنسهم، أو المشاركين لهم في معتقد أو ثقافة فتصبح المعالجة عند ذلك خطأ فادحاً يحول التطرف من مرض فرد أو أفراد إلى مرض حكومات أو شعوب.
ويشير الدكتور راشد المبارك في كتابه (التطرف.. خبز عالمي) إلى أن هناك قائمة طويلة من البشر فقدوا حياتهم أو أمنهم بسبب التطرف أو الهوى من كل الأعراق والثقافات وليس سقراط وابن المقفع، والجعد بن درهم، والحلاج، ولسان الدين ابن الخطيب، وموسى بن ميمون، وباندت سبينوزا، وموسى مندلسون، وغاليلي، وجان جاك روسو، وجون لوك، وبرونو، وجان دارك والمهاتما غاندي إلا أمثلة قليلة لضحايا الأهواء السياسية أو التطرف الأعمى.
الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
مسرح
مداخلات
الملف
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved