الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 19th July,2004 العدد : 68

الأثنين 2 ,جمادى الثانية 1425

استمراراً في توجهها نحو فتح ملفات الأندية الأدبية
في المملكة
(الثقافية) تفتح ملف بعد ملف أدبي الباحة
(أدبي الشرقية)
أدبي الشرقية.. القبر
أولى المشاركات وافانا بها الدكتور ناصر الجاسر قائلاً : ليس من اللائق أن أصف مؤسسة ثقافية وطنية بالمقبرة ، بل أرى من المعيب بلاغياً أن أكني عن ناد أدبي يجتمع فيه الأحياء بمقبرة مهجورة، ولكن هذا الوصف مطابق لما آل إليه الكيان الأدبي الثقافي ، المسمى (النادي الأدبي بالشرقية) ، وبما أن في المقبرة قبور كثيرة ، فالنادي الادبي بالشرقية قبر كبير ، قبر جماعي لمبدعين كثر ، وبما أن في المقبرة قبور قبرت بداخلها أجساد ميتة لا روح فيها ، ففي داخل غرف النادي الأدبي بالشرقية مواهب أدبية ميتة لا حياة فيها ، مواهب أدبية ميتة تجتمع لتقديم أدب ميِّت محنط لا حراك فيه ، أدب لا يستحق حبر المصانع يهدر عليه هدرا ، ولا يستحق أن تنسخ به أوراق المطابع البيضاء ، ولا هو جدير بأن يلبس القارئ نظارة القراءة ليقرأه!! وحرام أن تمد أسلاك الكهرباء وتضاء الأنوار وتستنفد الطاقة ، لكي يزعق أديب ميِّت عبر ناقلات الصوت ومكبراته بإبداع ميِّت في ناد لا يزوره ولا يتردد عليه ولا يجتمع فيه سوى قتلة الإبداع ، وجلادي المواهب.
أصف النادي الأدبي بالشرقية بالمقبرة لأن المقبرة مكان موحش منفر ، يبعث على التشاؤم ويذكر بالنهاية وأخذ العظة ، ونادي المنطقة الشرقية موحش بالصمت والفراغ وأوحش الأدباء الحقيقيين وأصابهم بالنفور ، وزاد وضاعف من كمية التشاؤم في نفوسهم ولا يقدم عبر إصداراته جلها وعبر المتنفذين فيه غير العظة ، حتى غدا للمثقف الجاد لا فرق بين زيارة النادي الأدبي بالشرقية وزيارة أي مقبرة ، ذلك أنه حاصل على العظة لا محالة في كلا المكانين ، وإن بدت عظة المقبرة أكثر صدقاً من عظة النادي الأدبي بالشرقية ولا زيف فيها!
من حوَّل النادي الأدبي بالشرقية إلى مقبرة؟
من هم قتلة الإبداع ، وجلادو المواهب؟
ومن أضر باقتصاد المبدع الحقيقي في شرق الوطن ودفع به إلى أن يطبع كتبه خارج الوطن من جيبه الخاص ؟
من عاد بالثقافة في شرق الوطن إلى الوراء أربعة عشر عاماً ؟
من الذي يفرخ لعداء المثقفين الجادين في شرق الوطن للمؤسسة الثقافية المسماة (النادي الأدبي بالشرقية)؟
.. أسئلة كثيرة قد يكون شخص واحد هو الذي أوجدها ، وقد يكون أشخاص كثيرون أوجدوها ، ولكنها ستظل أسئلة وربما زاد عددها إذا لم تتشكل اللجان العارفة وتحول الأسئلة إلى أجوبة ، وكي لا يكون النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية فعلاً مقبرة تقبر ما تلفظه أرحام الأدب ، وأرحام الأدب في شرق الوطن كثيرة وأشهرها رحم يدعى الأحساء ورحم يدعى القطيف.
التعالي والإقصاء وقلة الوعي
أما الدكتور خالد التويجري فقد وصف إدارة أدبي الشرقية بصفات أوردها في مشاركته التي ابتدأها قائلاً : نادي المنطقة الشرقية الأدبي هو أحد النوادي المنتشرة بكافة أنحاء المملكة ، مما يعبر عن عناية الدولة بالأدب والأدباء ، وقد استطاعت هذه النوادي مجتمعة أن تقوم بجزء لا بأس به من دورها ، إلا أننا إذا نظرنا لها متفرقة ، وخصصنا نادي المنطقة الشرقية الأدبي بنظرتنا هذه ، رأيناه لا يؤدي الدور المأمول منه ، خاصة أنه في منطقة تحتضن بيئات أدبية عريقة ، وتعد منطقة ناهضة تتطور بشكل سريع وملحوظ وبصورة رائعة ، فكان المنتظر من النادي أن يكون على قدر تاريخ المنطقة الأدبي ، وعلى قدر نهضتها ، لا أن يكون شاذاً عن منطقته نازلاً بدرجة حسنها ، مثقلاً لها في سيرها.
وإذا ما نظرنا إلى الأسباب التي أوصلت النادي إلى هذه الحال وجدناها كثيرة ، ومن أبرزها :
أولاً : الفكر المتعالي العدائي الذي تفكر به إدارة النادي ، فهي إدارة لا تقبل النقد من أحد ولا تريده ، وان تظاهرت أحياناً بغير ذلك ، وتطلق على منتقديها صفة (أعداء النادي) ، وترد عليهم بردود عنيفة غير لائقة بمؤسسة ثقافية ، ومن هنا ترسم المسافات بينها وبينهم ، وينقلب الدور المطلوب من النادي ، فبعد أن كان بيتاً يفترض به أن يجمع الأدباء ، إذ به يفرقهم ويصنفهم ، ويصبح قلعة يرقب أهلها أبوابها ويعدون العدة خوفاً من (الأعداء) ، وتنتشر العيون والآذان هنا وهناك ، وتسجل أسماء الغرباء ، وربما استدعوا للمساءلة ، حالة من القلق والذعر غير المبرر ، واحساس بأن الأرض من تحتهم تتزلزل ، فلا يزدادون إلا تثبتاً بالأرض وبما يزيد تثبيتهم ، والمشكلة أساساً تكمن في طريقة تفكيرهم.
ثانياً : الفكر الاستحواذي الاقصائي ، ويلحظ هذا الفكر بوضوح في تعامل إدارة النادي مع جمهور أدباء المنطقة الشرقية ، فالإدارة ليست بحاجة إلى أحد! ولا علاقة لها بأحد! ما لم يكن غاضاً طرفه عنها.
ويلحظ هذا الفكر أيضاً في الكتيب الذي أصدرته إدارة النادي هذا العام ، وهو عبارة عن (ألبوم صور) تحت عنوان (نادي المنطقة الشرقية الأدبي خمسة عشر عاماً من العطاء 1410 1425) ، فالإدارة فيه غير معترفة إلا بمرحلة التأسيس ، حيث اقتصرت في بدايته على صورة أمير الشباب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، وكلمة لسموه ، دون الإشارة معها إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب ، كما أن الغلاف لا يوجد فيه أي إشارة إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب ، ولا وزارة الثقافة والإعلام ، فكأن النادي من خلال الإطلالة الأولى مؤسسة منبتَّة لا تنتمي إلى أي جهة ، ثم بعد ذلك تأتي صور مناشط النادي ، والكتيب صغير جداً مقارنة بعمر النادي.
ثالثاً : ضعف الوعي ، فالإدارة لا تفكر ولا تحسب أمورها بالشكل الذي ينبغي ، فلهذا هي تعادي وتقصي وتظهر النادي وكأنه محمول على ظهرها هي فقط ، ويظهر ضعف الوعي أيضاً في الكتيب السابق حيث وضع في آخره رسم خاص بمبنى النادي الجديد ، تظهر فيه شخوص وإيحاءات تتناقض مع ما تدعيه إدارة النادي من محافظتها على الأصالة والتقاليد ، فلو أن الإدارة كانت تعي ما تفعل لما وضعت ذلك الرسم. ما ذكرته لا يعدو أن يكون نموذجاً ، وإن الناظر في إصدارات نادي المنطقة الشرقية الأدبي لواجد أن بعضها لا يستحق أن يقرأ! ولسخر من طبعه! فكيف إذا طبعته جهة كالنادي الأدبي ؟!
إذا ما تأملت هذا النادي بدا لي وكأنه على هامش الحاضر ، على هامش المكان والزمان ، يذكرني بمن يغني لنفسه إذا اختلى بنفسه ، فما أدري أي مستقبل ينتظره ؟ لا أظنه إلا خارج الإطار ، خارج الزمان والمكان ، أثراً من آثار الماضي ، يتذكره القصاص في سمرهم ، يقولون : قد كان في المنطقة الشرقية ناد أدبي ، وكان من حكاياته كذا وكذا! وربما كانت هذه غاية إدارة النادي ، ربما كانت غايتها ان تئد الأدب في المنطقة الشرقية ، وألا يكون للأدب فيها تاريخ سوى تاريخها فقط ، شخوص ملمعة خلفها مجموعة من أصحاب الأدوار الثانوية ، وأما الأدباء الحقيقيون فلا مكان لهم في هذه المسرحية الهزلية ، وعلى سبيل المثال أين الشاعر المجيد يوسف أبو سعد من كتيب النادي (ألبوم الصور) الذي يحكي مسيرة النادي (العظيمة) ؟! أين حفل تكريمه ؟ وهو أول حفل تكريمي يقيمه النادي على حسب علمي ، لماذا لم يوضع ؟!
إن ادعاءات إدارة النادي واشادتها بأمجادها لن تنفعها ، لأن الواقع يكذبها ، ولو كانت هذه الإدارة واعية لما فرحت بتاريخها.
ومن ادعاءاتها المضحكة في كتيبها (ألبوم الصور) أن من أهداف النادي : نشر الأدب والثقافة بين أعضائه! هل تعلم أخي القارئ منذ متى لم توزع عضوية النادي ؟ لم توزع منذ زمن طويل! وهي أصلاً لم توزع إلا مرة واحدة بعد إنشاء النادي ، وبصورة انتقائية! بل ان من صاروا أعضاء للنادي ظل بعضهم كمن لا عضوية له ، وبعضهم لم يُعط بطاقة العضوية أصلاً ، وبلغني أن بعضهم سحبت البطاقة منه! فهل تحقق هذا الهدف يا إدارة النادي ؟!
وتدعي إدارة النادي أن من أهداف النادي : نشر الوعي بين أفراد المجتمع! ولا أدري عن أي وعي تتكلم ، ولا أي مجتمع أيضاً ، شخصياً لم ألمس شيئاً يستحق الذكر ، فالنادي منطو على نفسه منذ إنشائه ، وإدارته غير قادرة على التواصل مع أعضاء النادي وجمهور الأدباء ، ومثل هذا النادي لا يستطيع أن ينشر الوعي بين أفراد المجتمع ؟ إلا ان كان المقصود نشر ثقافة التفريق بين الأدباء! وثقافة التصنيف! وثقافة الاستحواذ والإقصاء!
وتدعي إدارة النادي أن من أهداف النادي وهو الهدف الثالث والأخير : تنمية المواهب! وأنا أسأل ما هي المواهب التي نماها النادي ؟ وما مقدار فضله عليها ؟ وأين هي اليوم ؟ وأين وصلت ؟ وكم عددها ؟ لأن هذا هو الشيء الوحيد الذي يجعلنا نشكر إدارة النادي عليه لو تحقق!
ولي أن أسأل إدارة النادي ونحن في الإجازة الصيفية : لماذا تغلقون أبواب النادي في فترة الصيف ؟ بأي حق تجمدون الأدب في المنطقة ؟ ماذا تقولون لمن يأتي ويجد الأبواب مغلقة ؟ أين أهدافكم التي تدعونها ؟ أين مساهمتكم في نشاط المنطقة الثقافي والسياحي ؟ أين مسؤولية النادي تجاه أبناء منطقته في هذه الفترة ؟
إن الادعاءات التي تواصلها إدارة النادي لا يخفى زيفها على العارفين ، وليس غرضي كشف كل شيء ، وإذا كانت لدى إدارة النادي بقية من وعي ، فعليها أن تقر بعجزها وفشلها في النهوض بأدب المنطقة والتواصل مع جمهور أدبائها ، وأن تدع النادي وشأنه ، فقد أخذت فرصتها وأكثر ، ولمعت نفسها ، وشدت وجهها بما فيه الكفاية ، ولتعلم أن المعنيين بشؤون النادي ليسوا في غفلة.
الإصلاح الأدبي
أتت مشاركة الأستاذ النمر مطالبة بما سمّاه (الإصلاح الأدبي) حيث مهد لمطلبه قائلاً : عندما تريد أن تزف إبداعا لشعب ما ، أو احتلال موقع في عالم مكتظ بأدباء حقيقيين فعليك أن تهيئ السبل ، وأن تنقص عدد التجاوزات ، وتعي تماماً ما ذكره شاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري إذ قال :
ستبقى طويلاً هذه الأزمات
إذا لم تقصر عمرها الصدمات
إذا لم ينلها مصلحون بواسل
جريئون فيما يدعون كفات
وان لم يخرج الإصلاح (الأدبي) ليتزامن مع سلسلة الإصلاحات في شتى المجالات ، فان الكارثة تستمر.. تلك الكارثة التي أرغب في تدوينها من داخل الدائرة ، وليس من خارجها ، ولا يخفى على القارئ الكريم أنني عنيت نادي المنطقة الشرقية الأدبي بتلك المقدمة ، لأقول فيما بدا لي من السلبيات الكبرى التي من شأنها تعطيل وتأخير ظهور الإبداعات على الساحة الأدبية ، فالنادي الأدبي يقاد حالياً من قبل إدارة ليست بالكفء في المجالات الثقافية أو الإبداعية على وجه الخصوص ، وإن نظر المتأمل في هيكلتها سيجد أنها كبيرة السن وتقليدية التفكير ، وهي ممنهجة بشكل روتيني بعيد كل البعد عن مجال الإبداع الذي يتناقض كلياً مع الجنون الشعري ، والأدبي بكل فروعه.. ذلك الجنون الذي خرج لنا شعراء عرب كبار كأمل دنقل ومصطفى جمال الدين ، وخرج روائيين كعبد الرحمن منيف وغيرهم الكثير من الروائيين والقاصين.
إنه لناد ضعيف ثقافياً بسبب إدارته ورئيسه التقليدي الذي لا ألحظه في جلسات المسامرات قوياً من الناحية الثقافية والأدبية ، وهو لم يعد مؤهلاً ، ليكون في هذا المنصب الحساس،
وربما أتى في زمن كان فيه قادراً على إدارة الوضع الثقافي الذي لم يكن بصورته الحالية التي ينبغي أن يكون فيها مواكبا للعالم ، فلم تعد مسألة شاعر عربي ذات جدوى كالسابق ، حيث ان الشاعر في هذه المرحلة مطالب بان يلج سبل التفكير العالمي الأممي الذي لا ينحصر في زاوية من زوايا الانغلاق ، ولا أعني هنا انسلاخاً من الثقافة العربية ، بل تفاعلاً مع الثقافة العالمية وهذه النقطة بعيدة عن تفكير رئيس النادي الأستاذ عبد الرحمن العبيّد ، ولا شك أنك أيها القارئ الكريم ، قد بدأت تدرك معي ماهية المسامرات التي ينطلق منها النادي في لياليه التي تبجلها الإدارة ، وتجيش لها جيشاً من الصحفيين ، ليحتكروا التقويم ، وليقدموه للناس ، وللمثقفين على أنه قمة الإنجاز الثقافي في حين أن الناس ، وقبلهم المثقفون يدركون ان الثقافة ليست كهذه الأمسيات التي تقدمها الإدارة ، والتي تدور أسماؤها في كل شيء حتى في التعليقات في الأعم الأغلب تكون من نصيب أسماء محددة ، وما حصل في أمسية النادي القصصية الأخيرة ، التي استضيف فيها قاصين هما عبد الله الوصالي وعبد الحفيظ الشمري ببعيدة عن ذهني ، حيث منع من يريد التداخل من الجمهور المتيسر القليل ، وليقوم النادي بفتح المجال لمقدم الأمسية لكي يتداخل بدلاً من الجمهور ، فحتى الموزاين انقلبت رأساً على عقب ، وهذه التصرفات بعيدة جداً عن الجو الثقافي في منطقة الأدب والشعر في الشرقية ، وتأكد أنك لن تجد أديباً متميزاً يحرص على مداومة الاتصال بالنادي لأنه سوف يعمل على تأخيره ولن يقدمه أبداً وربما قدمني انقطاعي عن النادي الذي استمر مع أسفي الشديد أكثر من ثلاثة أعوام ، حيث كنت لا أتلقى مزيداً من التوجيه الحقيقي ، بل نزوات ممن سمّوا أنفسهم بالنقاد ، وحقيقة أنني اكتشفت هذا الواقع المرير منذ فترة مبكرة ، وأصررت في نفسي رغم حبي للمؤسسة الثقافية أن أقلل وجودي بقدر المستطاع ، وأعترف أني أحب هذه المؤسسة ، وبسبب حرصي أتردد بين فترة وأخرى ، لأرى على أمل ان تتغير الطريقة المرسومة من قبل هذه الإدارة ، وفي تصوري أن هناك من أبعدوا عن الساحة الثقافية بمختلف الطرق ، ومن أهمها التهميش ، وقد تجلى ذلك في طباعة الكتب ، وتقريب هذا ، وابعاد ذاك ، وما هو المعيار لا ندري.
أتمنى من كل مسؤول يقرأ هذا المقال عبر الصفحات الجريئة للجزيرة أن يأخذ صرخات واستغاثات الشعراء والقاصين والروائيين والأدباء والمثقفين بشكل جدي ، وأن يأخذ بأسباب التغيير الحميد الذي يقدم وطننا العزيز ولا يحكره في فئة قادت النادي مدة كافية من الزمن ، وآن الأوان لها أن تستريح ، أو تكرم نتيجة لافعالها في المسيرة التي عرقلت مسار الأدب فترة من الزمن.
ومن منطلق عدم المجاملة اختم بالقول الذي أراه ، وتؤيده مجموعة كبيرة من الأدباء والمثقفين في الشرقين يجب على إدارة النادي أن تستقيل وأن يأتي المنفتحون ، ليقدموا ما في جعبتهم للمنطقة وللمملكة وأعتقد أنهم والله لقادرون.
الأندية من معوقات الثقافة
أما الأستاذ الضامر فيرى أن الأندية الأدبية لا تقوم بالدور المناط بها بل أصبحت من معوقات الثقافة والإبداع ! مستثنياً (أدبي جدة) حيث قال : لا يختلف النادي الأدبي بالدمام عن غيره من الأندية الأدبية في المملكة ربما باستثناء نادي جدة بكونهم من معوقات الثقافة والإبداع في المملكة ، وذلك لأسباب متعددة منها :
أن الأندية الأدبية لم تكن موطناً مرناً وحيوياً لممارسة الإبداع ، وذلك بسبب أن النادي يتعامل مع الأعمال الثقافية تعاملاً وظيفياً من ناحية إعداد الجداول ، والأوقات المناسبة ، ووقت التنفيذ حتى يعمل تقرير في نهاية كل موسم بأننا أنجزنا كذا وكذا. وليس مهماً قيمة الإنجاز بقدر الكم حتى لا يقول المسؤولون عنا شيئاًَ!!
من اللوائح المهمة في سياسات الأندية الأدبية قضية رعاية الكتاب والموهوبين ، وهذا شيء جميل لكن رعاية الكتاب والموهوبين من الشعراء والقصاصين تكون انتقائية ، وبحسب المعرفة في الغالب ، وليس معنى كلامي هذا أن أجحف من حق النادي أن استضافني في أمسية قصصية أخبرت قبل موعدها بيومين!! لكن الذي أصابني بإحباط كبير أنني وبعد الأمسية بشهور زرت النادي لأسأل عن الكتب والإصدارات التي وعدنا نحن الكتاب بإرسالها لنا ، فوجدت أن المسؤولين في النادي لا يعرفونني ، على الرغم من تواصلي الثقافي الدائم في المنطقة وخاصة بكتاباتي في جريدة اليوم!!
للأسف ان مجلة النادي (دارين) لا تقيم للأجيال الثقافية موقعاً في مشروعها الكتابي ، لأنه قد اقتصر النشر فيها على مجموعة من الأسماء الثقافية المعروفة من أصحاب الدالات والمحسوبيات!! وقس هذا الأمر وغيره على الإصدارات التي تصدر من الأندية الأخرى في المملكة.
كثير من أسمائنا الثقافية الشبابية ، الشعراء ، والقصاصين والروائيين لم يخرجوا عن طريق الأندية الأدبية ، وإنما عن طريق المسابقات ودور النشر في الخليج والعالم العربي ، وذلك بسبب المرونة التي لا توجد في أنديتنا ومؤسساتنا الثقافية ، ولست معنياً بذكر أسماء المبدعين لأن القائمة تطول في ذلك النادي الأدبي ، في هذه الأيام ينعم بإجازة صيفية بسبب سفر الأساتذة الوافدين الذين يقوم النادي على جهودهم المشكورة (إجازة ممتعة).
في الختام أوجه رسالة نصح لنادينا ولكل الأندية في المملكة بأننا لسنا ضدهم كشخصيات فلهم منا الاحترام لزمنهم ولما قدموه ، ولكن لسنا مع الأنظمة البيروقراطية التي لا نجني من ورائها إلا العقبات والانتاجات الرخيصة التي لا تمثل أدبنا وطموحنا.. إن على الأندية الأدبية أن توسع من دائرة اهتماماتها بالأجيال الجديدة بعدم إغفالها وتهميشها ، وليعلموا أن الزمن كالمرآة التي تكشف الوجوه والحقائق وتسقط الأقنعة الواهية.
aldihaya2004@hotmail.com *
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved