الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 19th July,2004 العدد : 68

الأثنين 2 ,جمادى الثانية 1425

إصلاح وضع المرأة
لقد أكثروا اللغط أولئك الداعون لإصلاح وضع المرأة في السعودية وقصر نظرهم كثيراً حين حصروا صلاح حالها في قيادتها للسيارة وفي أمور ثانوية قد لا تفيد المرأة وليست ذات أهمية تذكر.. وتجرأ البعض منهم على الدين فاعتبر أن حجابها مأساتها الحقيقة، إن هؤلاء المنادين هم أعداء المرأة فعلاً.. وليسوا كما يدعون مصلحين.. وإذا نفوا ذلك عن أنفسهم وأكدوا أنهم يريدون الخير لها فلن تكذبهم.. لكننا سنقدم لهم ما يهم المرأة فعلاً من قضايا تتمنى طرحها للنقاش والإصلاح وإليهم بهذه القضايا الهامة التي تؤرق المرأة وتقض مضجعها وتحرق فؤادها.. بل وأكثر من ذلك قد تكون سبباً في ذلها ومهانتها.. وكم أتمنى أن تكون هذه القضايا الجادة حقاً هي محور اللقاء الثالث للحوار الوطني أو على الأقل تكون من ضمن المحاور الهامة المطروحة للنقاش.. وألا تضيع اللقاءات في نقاش قضايا لا تفكر فيها المرأة حالياً ولا تشغل بالها كقيادتها للسيارة أو التربية البدنية في مدارس البنات تكون أو لا تكون؟ ولا أعتقد نهائياً أن حجاب المرأة عندنا سيكون يوماً محور نقاش.. صحيح هناك من يتمنى ذلك.. لكن لن يكون لهم تحقيق ما يتمنون.. لأننا دوماً نقول إن هذه البلاد كانت وما زالت وستظل في أيدٍ أمينة.. لا شك ستضرب بيد من حديد على كل من يريد العبث بأمنها واستقرارها.. الديني والاجتماعي.. والمرأة عضو هام جداً في المجتمع هي أيضاً ستردع وبقوة من يناهض قيمها ومبادئها وسيكون ردعها شرساً لا أشك أبداً في هذا.. أتدرون لماذا؟ لأن المرأة السعودية نشأت وترعرعت معتزة بدينها وجذورها وقيمها ودعوني أخوتي وأخواتي أعود معكم للقضايا الهامة التي تشغل بال المرأة فعلاً وتتمنى وضع حلول لها وإصلاح الخلل فيها، ومن أهمها على الإطلاق قضايا الإرث والذي تزخر به محاكم المملكة من أقصاها إلى أدناها.. فنجد نساء كثيرات محرومات من حق التصرف بحقهن المالي الذي لم تستطع أخذه من أخ أو زوج أو عم.. إلخ يتصرف فيه كما يحلو له وقد تعيش هي ضنك العيش وهو لا يبالي، وبعضهن تتشجع وتقيم دعوى إلا أنها قد يتوفاها الله وهي لم تحصل على حقها.. وهناك أيضاً قضايا الطلاق الذي أحله الله ورغم أنه أبغض الحلال وضع له ضوابط أخلاقية ورسم له قاعدة إنسانية عظيمة (إمساك بمعروف) إلا أن المرأة هي المتضرر الوحيد من الطلاق.. فحرمان من الأبناء وحرمان من النفقة.. وتشويه سمعة واتهامات قد لا تستطيع إثبات بطلانها.. لأنها لا تجد إنصافاً حتى في بعض المحاكم، وللعلم هناك نساء كثيرات تحجم عن اللجوء للمحاكم.. لأنها تحمل فكراً داخلها تؤكده مواقف مع غيرها أن المحكمة ضدها مسبقاً وليست معها.. نحن نحتاج لإصلاح هذه النظرة.. باعتبار أن المرأة أهم عضو في المجتمع ولجوئها للمحاكم حق من حقوقها لابد أن يحترم وأن تنال الإنصاف العادل إذا طرقت أبواب المحاكم من حقها إذا دخلت المحكمة أن تجد المكان المناسب لانتظارها الذي يحترم إنسانيتها وكيانها لا أن يكون انتظارها في ممر أو مطبخ.. من حقها أن توجد لها الأقسام النسائية في كل دائرة حكومية ومن بينها المحكمة فلدينا المؤهلات ولله الحمد اللواتي يملكن المقدرة على إدارة مثل هذه الأقسام.. وبهذه الأقسام نسد ثغرتين مهمتين وهما توفير فرص العمل للخريجات.. وتجنيب النساء حرج التعامل مع الرجال.
المرأة نصف المجتمع ومن حقها أن تنال الاهتمام الذي يحقق لهذا المجتمع التكامل المطلوب.. ومن حقها أن تنال حقوقها الأساسية والمهمة.. ثم بعد ذلك تناقش الأمور الثانوية.. فليت الأصوات والأقلام المهتمة بالمرأة أن تترك المرأة تتحدث عن نفسها وعن حقوقها وليت الحوار الوطني في لقائه الثالث يجري استفتاء على شرائح مختلفة من النساء لتعرف أشد الحقوق إلحاحاً.. وأكثرها حاجة لسرعة الحل وليت دائرة المشاركات تتسع بما يتناسب مع محور اللقاء في الحوار، من قضايا المرأة المهمة أيضاً هو حقها في الرعاية من ذويها كما قرر ذلك الشرع.. فلا نجد امرأة طاعنة في السن تؤويها دار الرعاية الاجتماعية.. وفي الميدان يسرح ابن لها أو زوج أو أخ.. إنني أعتقد أن حقها على الوطن أن يقتص لها ممن أخذ زهرة شبابها ثم رماها فلابد من وضع ضوابط وعقوبات على مثل هؤلاء.
من قضايا المرأة المهمة.. هيمنة الرجل دون حدود على مسعى المرأة.. فإن كانت أماً نجد أصغر أبنائها قد يأمرها وينهاها دون خجل أو حياء.. ونتساءل أليست أمه؟ كيف يحدثها هكذا فيقال لكنه الرجل.. نجد المرأة تعمل في قطاع يخص المرأة ورغم ذلك يتجاهل الرجل فكرها وعقلها وحسن تدبيرها للأمور وتجاهله هذا نابع من مفهوم أنه الرجل مما أكثر القرارات التي تصدر تكون مفاجئة للمرأة حتى وإن كان أقل منها خبرة ودراية.. هذه القاعدة التي وضعها عقل غير واعٍ يجب أن يعاد النظر فيها وتكون محور نقاش وتصحيح.. فكم من النساء تستحق أن تكون مرجع الرجال في مجالات عديدة كتعليم البنات مثلاً إن لم تكن فعلاً صاحبة القرار في هذا المجال والقيادة المباشرة.. ومن قضايا المرأة المهمة.. معاناتها في الحياة الزوجية وما تواجهه بعض النساء من ظلم وتدمير نفسي لها ولأبنائها.. ولأن.. الحياة الزوجية والأسرية هي نواة المجتمع وصلاحها هو صلاح المجتمع كان لابد من تكثيف الاهتمام بحقوق المرأة في هذا الجانب والحرص على أمنها النفسي والعائلي.. وتقدير أمومتها.. وإنني أعرف ويعرف الجميع كثيراً من الأسر تعاني من غياب الأب وهو حاضر تعاني من تخليه عن واجباته.. تعاني من إساءته لزوجته لأبنائه وربما من سلوكياته السيئة من عدم اهتمامه بحاجاتهم المادية مما يدفعهم لسؤال الناس وللضياع، ومن يرد التأكد من ذلك فليقف عند الجمعيات الخيرية ليرى عدد النساء اللواتي يدفعهن أزواجهن للوقوف في الشمس الحارقة وزمناً طويلاً.. هنا حق المرأة يجب أن نقف عنده.. ونفكر في إصلاحه في مثل هكذا حالة ماذا تفعل المسكينة التي تقضي حياتها بين الألم والدموع؟! أين الحل؟ وهل إذا لجأت لمن يحل لها مشكلتها كالمحاكم مثلاً.. أو مؤسسات اجتماعية لإصلاح حال الأسرة المعذبة؟ هل ستكون بمأمن من عقوبة الزوج؟؟ هذه وقفات مع حقوق للمرأة نريد مناقشتها وحلها.
مستورة عبدالله الوقداني
مديرة العلاقات العامة والإعلام التربوي بتعليم الطائف
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved