نص
عبدالله عثمان حمد الحقيل*
ميلاد حلم
|
قالها والألم يعتصره:
متى يأتي فرج الله. ومتى يأتي إليه كل ذلك الزخم من الحرية والانطلاق.
تسأل زوجته وقد جاءت من الخارج لعلها كانت تقوم ببيع أغراض لها تقتات منها لمنزلها ولحياة زوجها ومعيشته.
فقالت له: لعلك تسأل بدون فائدة
قال لها: ولماذا
قالت: إنك في ريعان الشباب وفي قمة النشاط والحيوية ولا تريد أن تعمل بل إنك تبحث عن مال بدون عمل..
قال لها: ولكنني بحثت ولم أجد.
قالت: وهل يمكن لك أن تبحث عند من ليس لديهم عمل أو هبة على الأرجح أناس مثقلون بالديون ويبحثون عمن يعطيهم أو يسدد لهم ديونهم المستحقة عليهم.
عندها بدأت ذاكرته بالرجوع الى الوراء قليلاً وبدأ يردد بينه وبين نفسه آمال الماضي التي تلاشت في هبوب الرياح، وعن أحلام مغادرة لم يكن فيها ما يمكن أن يتحقق على أرض الواقع المليء بالمآسي والآلام والمكتنز بعدد من الحكايات السوداوية..
وفيما يدغدغ ذاكرته ويهمس اليها بشيء من الألم صاح فجأة قائلاً: هذا ما استطيع فعله، لعله وجد طريقة تمده الى راتب أو قوت أو مال يجنيه من وراء تلك الفكرة التي ملأت تفكيره في الحال وعادت به الأفكار الى أنه يريد الخروج من دائرته أو محيطه وليس من بيته أو عائلته، فردد قائلاً إنني على وشك أن أتعلم الطيران أو أمارسه كهواية فلماذا لا أقوم بتجربة ذلك وأتعلمه لعله يجعلني أجني مالاً كثيراً لا أحلم به.
وعادت مرة أخرى زوجته لتسأله عما يهيم به خاطره أو تجول ذاكرته فيه. فقال لها: ليس لدي ما أفعله. ولم يقل لها عن فكرته التي ظهرت فجأة لديه بل إنه حاول إخفاءها وعاد قائلاً لها: إنني نسيت موعد العشاء ولعلي أجد وقتاً لذلك فما رأيك بأن تحضرين لنا العشاء خاصة إن الوقت متأخر ونحن في الليل فأجابت وهي تهمهم بكلمات غير واضحة: إنني على وشك تحضيره ولكني لا زلت أسألك وأسأل نفسي: كيف نجد عشاء للغد وأنت لم تعد تعمل أو تجد راتباً لك يسدد به ديونك ويعطي للمنزل مصروفاته وحاجاته..
عندها عادت فكرته الجديدة وقال بينه وبين نفسه ما أجمل الطيران كيف لهؤلاء يعانقون الريح وتطير أفئدتهم بهجة وفرحاً عند لحظة الطيران، وتلامس أجسامهم أسقف السماء أو قبة الأرض. عندها بدأ بطريقته الخاصة في الطيران وكتب بيتاً من الشعر:
أيا شوق تنادي لحب جديد
يريد الصعود بقلب هوى
وما ساعة اللقيا بشيء قليل
مع عاشق فاتن المبسم
يمسي به ألم المحبين الأجمل
ويغفو عن أحلام شكل الحياة
* الإمارات العربية المتحدة
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
