الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 19th July,2004 العدد : 68

الأثنين 2 ,جمادى الثانية 1425

(بوح) شعري للجلواح:
ديوان (بوح) إضمامة من المشاهد الشعرية المؤنسنة
يتشكل ديوان (بوح) للشاعر محمد الجلواح على هيئة، رسائل عاطفية مبرقة نسيجها الشعر وخيالها الود الإنساني، بل هي رؤية شعرية للجمال الذي يتخيله الفنان، وللعشق الذي يتوه بالجمال حتى تنتظم رؤية الشاعر في السياق التالي: الوطن، الاحساء، الطفولة، المرأة، اضمامة من الوجدانيات التي سعى الشاعر لاستظهارها عبر (بوحه).
المشاهد الشعرية الواردة في ديوان (بوح) تأتي كعادتها مؤنسنة للعديد من قضايا الواقع كالفراق في قصيدة (المرأة) والألم في قصيدة (التقاعد) والإخوانيات في قصائد عديدة استهلها بقصيدة (هذا مكانك)، فيما اشتمل الديوان على قصائد أخرى إما يرد الشاعر عليها أو يعارضها، وهو تقليد درج عليه الشعراء من فجر الشعر الأول.
لا تخلو أي قصيدة من قصائد هذا الديوان من مقدمة تفك رموزها أو تستوضح مراميها، لا سيما وأن جل هذه القصائد ذات طابع شعري إنساني يفتش عن جماليات العلاقة بين الشاعر ومجتمعه، لنراه وقد طرّز المفردة الشعرية بمشغولات عفوية جاءت على هيئة خماسيات كما في قصيدة (شيماء) ورباعيات كما في قصيدة (ستذكرك القوافي) وقصائد أخرى لها نفس التوجه الجمالي المحدد.
في قصيدة (شيماء) برقية جمالية رائعة استهلها الشاعر الجلواح بهذا المطلع:
(شيماء) يا تفاحة الكنانة
وضحكة بيضا.. وأقحوانة
(الديوان ص 37)..
فالوجدان هو المذيع الحقيقي لأسرار الحب، والألم الذي يعيشه الشاعر بل هو المعادل الحقيقي لبناء مفردة الخطاب الإفصاحي بين الشاعر ومن حوله.
جل قصائد الديوان تسير نحو هدف واحد يتمثل في البوح كما هو العنوان الرئيسي لكن هذا البوح يغترف من ينبوع العاطفة التي لا تتوقف عن شخص بعينه، لنراها وقد انساقت إلى تجليات تاريخية وعصرية مختلفة..
فمن رسالة شعرية معبرة بعنوان (مكاشفة للحلم الآتي) نلمح حجم السياق التاريخي الذي تستند إليه رحلة الشاعر، فهو الذي يوجهها وببهاء متجلٍ (إلى الشاعر العربي الفارس: أبي فراس الحمداني) حيث يشير في مطلعها إلى وجد قوي لاعج لا يسكن إلا الشعراء:
تاريخ مطوي يرحل..
وجفاء منتشر يعمل
والحرف يشهر في الماضي
والفجر يبشر بالقادم
(الديوان ص 94)
فيما يتعلق في الرباعيات نجد أن الشاعر محمد الجلواح قد احتفى بها كثيراً من حيث صياغة الخطاب الوجداني الذي يوجهه في الغالب إلى من هم أشد عاطفة وأرق صبابة في وقت يطنب الشاعر الجلواح حينما يقف أمام أخطار محدقة لا يملك شاعر مثله إلا أن يفصل في أمر هذه المراثي التي تزرع الألم الإنساني الخالص، فالديوان في مجمله رسائل وجدانية معبرة تفي بأغراض الشعر، وتحقق القدرة الراقية لدى الشاعر في ترجمة مشاعر الحزن، والألم إلى بوح وجداني يقبل عليه القاريء، وهو مشروع هام انطلق منه (الجلواح) ولا زال يواصل عبر هذا الديوان (بوح) وما سواه.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved