الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 19th July,2004 العدد : 68

الأثنين 2 ,جمادى الثانية 1425

السميح والمرزوقي يتداخلان مع تساؤل (الثقافية):
هل التمكن لغوياً وأدائياً شرط لإقامة الأمسيات؟


* الثقافية
سعيد الدحية الزهراني:
كانت الثقافية قد طرحت تساؤلاً في أعداد سابقة حول ما نلاحظه من تفشي وانتشار لظاهرة اللحن وعدم الإتقان والتمكن الأدائي واللغوي في الأمسيات القصصية والأدبية. وهو دون أدنى شك أمر يتصادم مع السياق الافتراضي المعروف.
وها نحن نوافيكم بمداخلات الأستاذين الشاعر عبدالله السميح والقاص طلق المرزوقي، ولنا أمل في أن تسهموا معنا في هذا الاستفتاء عبر فاكس الثقافية الموضح عليها.
هؤلاء لا يخجلون
من كشف عوراتهم اللغوية
مشاركة الأستاذ السميح جاءت كما يلي:
إشكالية اللحن لدى بعض الكتاب هي ذات شقين، يتعلق الشق الأول بالمادة الكتابية، ويتعلق الشق الثاني بالقراءة المنبرية، وفي رأيي أن الشق الأول هو مكمن الخطر ومبعث الأسى لأنه يكشف سوءة إبداعية لا تتسق مع معطيات التأسيس المعرفي الذي يفترض في الكاتب الإلمام بكل أدوات الكتابة وأولها النحو، والحقيقة أنه من المفجع أن ترى كتاباً أمضوا سنوات طويلة يكدحون في مضمار الكتابة يقعون في أخطاء نحوية تستغرب معها أن يبلغوا هذه المكانة ويحققوا هذا الإنتاج، وهم على هذا الوهن اللغوي الفاحش، وإنه من المزري حقا أن المصححين اللغويين في الصحف هم من يكتبون زوايا بعض الكتاب بالنيابة، أعني أن زاوية الكاتب تصبح من حق المصحح لكثرة ما صحح فيها من أغلاط وعدل فيها من صياغات.
وليس من المعقول أن الكاتب لم ينبه إلى انكشاف عوراته اللغوية بطريقة أو أخرى ومع ذلك فهو سادر في غيه، متكئ إلى أريكة الشهرة التي يعتقد خطأً أنها ستريح كاهله من الأعباء اللغوية وغيرها.
أما الشق الآخر والذي يتعلق بالجانب المنبري فأعتقد أن المبدع لا يبوء بإثمه لأننا نتحدث اللغة الفصحى كلغة ثانية مع إيماني بقدرة المبدع على تجاوز هذا الجانب من خلال الدربة والمران على مهارات الإلقاء.
يجب أن نقرأ
وبأناة سبب المشكل
أما الأستاذ المرزوقي فقد تحدث قائلاً: إن إحدى إشكاليات الذهنية العربية أنها عندما تشعر بالمأزق تجاه أية قضية تحتفي بإثارة السؤال حول المعلول وتتناسى أن تذهب بعيداً باتجاه أصول العلة، وسؤالك حول ظاهرة اللحن المتفشية في الأمسيات الأدبية رغم أهميته إلا أنه يجب أن نقرأ وبأناة سبب المشكل، فكلنا نعرف أن الخلل يمتد بعيداً إلى المراحل المدرسية الأولى تحديداً إلى طرائق التدريس في مدارسنا والتي تعتني بالتلقين أكثر من عنايتها بغرس المعلومة والتي تساهم وبشكل كبير في تقديم وعي معرفي باللغة، طبعاً هذا لا يعفي المبدع من البحث عن طريقة مناسبة تجعله يتجاوز المشكلة.
يا سيدي بسبب إشكالية اللحن هذه نجد أن بعض المتحذلقين يحضرون إلى الأمسيات لتسقط خطأ لغوي ارتكبه المبدع ليتخذوا منه مدخلاً يصادرون به النص كاملاً أي أنهم يختزلون النص الذي ربما يكون متجاوزاً في لحن، نجد الواحد من هؤلاء يتصدى للنص وهو لا يمتلك رصيداً معرفياً يؤهله لفك شفرات النص فيواري عجزه المعرفي بالوقوف على خطأ ورد هنا أو هناك.
لكن في الجانب الآخر نجد الناقد العارف الذي يقرأ النص قراءة نقدية يبحث فيها عن جماليات النص المبدع ويشير إلى اللحن أي أنه متوازن يذكر حسنات النص ويشير إلى إخفاقاته أيضاً.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved