الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 19th September,2005 العدد : 123

الأثنين 15 ,شعبان 1426

وميض
أثر السريالية في أعمال فناني الأحساء
عبد الرحمن السليمان

يتمثل في أعمال الفنانين التشكيليين في الأحساء اتجاهات مختلفة كان لتواجدهم المبكر في معارض نظمتها الأندية الصيفية والأندية الرياضية ثم مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الدمام والأحساء الأثر في تبادلهم وتأثرهم الفني. فإذا كان فنان مثل عبدالحميد البقشي قد حمل لواء الصيغة السريالية وأثّر بها حتى خارج الأحساء وعلى مستوى المملكة، فانه من البديهي وهم الأقرب له أن تتأثر أعمال بعض الشباب أو حتى بعض مجايليه في مدينته الأحساء بشيء من أعماله وصيغه. أشرت في كتابة سابقة عن مقدار ما تتمتع به لوحة البقشي من إثارة تتجلى في أكثر من جانب: الجانب التقني المهاري الذي يحرص الفنان معه على أدق التفصيلات ثم التكوينات الغرائبية المثيرة التي تمثل مواضيعه التي تجد صدى داخليا لدى مشاهدي لوحته سواء من الجمهور العادي أو من الفنانين. ومع أن هذا الفنان لم ينشط أو يعرض خارج الأحساء منذ النصف الثاني من السبعينيات الميلادية إلا أن أثره ومنذ ذلك الحين ظهر في بعض الأعمال المحلية وان توارت مع التوجهات المستجدة في الساحة المحلية. هذا التوجه نجده بين البقشي مثلا واحمد العبدرب النبي والسيد حسين العلي وتوفيق الحميدي وسامي الحسين وعبدالحميد البوحمد ومحمد الناجم. ومع التفاوت البين بين أعمال هذه المجموعة ومقدار أهمية كل منهم في الساحة المحلية إلا أن البعض منهم استطاع أن يذهب ابعد من غيره عن مناطق البقشي لأسباب ربما أهمها أن الامكانات والمهارة الفنية لدى البقشي قد لا تتوافر عند غيره من الفنانين وان وجدنا في قدرات سامي الحسين ما يضعه احد الخارجين من عباءة هذا الفنان (البقشي) إلى صيغته الخاصة التي وجّهته وبطموحه وحرصه على تثبيت امكاناته وهي كبيرة أن يحقق شخصيته الفنية في أعمال تالية ما زال يواصل التجريب عليها، في حين أن آخرين لم يزل بعضهم أسير تلك الصيغ وان تباعد عنها البقشي، وبين قدراتهم المتواضعة نسبة للبقشي لكننا نجد خروجا متقاربا لبعض الأسماء وهم يوظفون خامات جديدة وينفتحون على توجهات الساحة التشكيلية المحلية التي أصبحت أكثر تسيدا بسبب الجوائز التي تذهب إليها من معظم المسابقات. يعتبر الفنان محمد الحمد واحدا من الأسماء التي واصلت الممارسة الفنية منذ تخرجه من معهد التربية الفنية في الرياض ولم تشهد أعماله متغيرات مفاجئة أو طارئة ككثير من زملائه، فقد حافظ على تنامي تجاربه الفنية وفق خطى ثابتة كانت تحمل رمزيتها المباشرة عندما شارك في معارض أوائل الثمانينات وكانت أكثر ملامسة للمحيط البيئي الذي كان يستلهم منه أفكار لوحته، لكن تلك المباشرة تحولت شيئا فشيئا إلى نوع من التجريد الشكلي ليقوم اللون بالدور ذاته مع مباشرة لونية فيها الصراحة والحرارة ومع انه لا تغيب بعض العناصر القديمة من لوحة الحمد إلا أنها حملت أنفاسها الخاصة وصيغتها المختلفة التي كانت لأسباب غير معروفة بعيدة عن الجوائز التي تتداولها بعض الأسماء في معارض المسابقات الكبرى. من جانب آخر نجد تنوعا في توجه بعض من الفنانين التشكيليين بين عدة اتجاهات معبرة عن السعي لتأكيد شخصية فنية تائهة بين التجارب المتعددة التي يشتغل بها عدد من الفنانين التشكيليين السعوديين، ويظهر أن أسبابا تساهم في الدوران حول أفلاك معينة لم تصل معها إلى صيغة واضحة، وان كانت لدينا القدرة مثلا على تمييز لوحات البعض وسط أعمال زملائهم، عندما نشير إلى توفيق الحميدي أو العبدرب النبي أو سعيد الوايل أو احمد السبت أو الحمد فإننا نذكر أسماء يتواصل حضورها وتواجدها لا على المستوى المحلي (الأحساء) إنما تنشط هذه الأسماء وغيرها بعضهم أشرت إليه بالتواجد على مستوى الساحة في المملكة بل أن البعض حقق جوائز متقدمة في بعض المعارض المركزية.


aalsoliman@hotmial.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved