Culture Magazine Monday  19/11/2007 G Issue 223
فضاءات
الأثنين 9 ,ذو القعدة 1428   العدد  223
 

عبدالرزاق حسين (عاشق القدس) «1-2»
عبدالله بن أحمد الشباط

 

 

عبدالرزاق الحاج عبدالنعيم حسين من مواليد القدس وتاريخ ميلاده هو 8-4- 1949م حصل على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة الأزهر عام 1981م وكان قبلها قد حصل على شهادة الليسانس في القانون من كلية الحقوق بجامعة بيروت عام 1975م.

ومنذ عام 1981م وهو يزاول العمل في عدد من الجامعات العربية وخاصة في المملكة العربية السعودية حيث عمل أستاذاً مساعداً بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم أستاذا بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بفرع الجامعة بالأحساء وأستاذا بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

وقد امتدت مسيرته العلمية من عام 1981م إلى الآن وخلال هذه المسيرة المثمرة وضع الدكتور عبدالرزاق حسين وأبدع وشارك في تأليف عدد من الكتب التي تشهد له بالمثابرة وطول الباع في مجال تخصصه، أما شعره فيشهد له بما يعتمل في قلبه من مشاعر الثورة ورفض الانهزام.

وعلى مدى أكثر من عشرين عاما قام بتدريس جل ما يتعلق بالأدب العربي كما قام بتأليف اثني عشر كتابا في الدراسات الأدبية وشارك في تحقيق ثمانية من كتب التراث الأدبي وفي مجال الإبداع القصصي كتب سبع قصص للناشئة وفي مجال الرواية أصدر روايتين: الرجل الظل، عصفور البحري وله أيضا مجموعات شعرية للأطفال، وكذلك عدد من المجموعات الشعرية منها: دوائر القمر سنة 1415هـ، أغنية الزيتون 1422هـ ردوا الخيول 1423هـ.

هذا إلى جانب العديد من البحوث والمقالات الأدبية المحكمة المنشورة في المجلات المتخصصة ولم يقتصر نشاطه على التدريس والتأليف والتحقيق فقط بكل، كان كثير المشاركة دائم الحضور في أي نشاط ثقافي عن طريق الندوات والأمسيات الأدبية في المنتديات الخاصة (أحدية الشيخ أحمد المبارك) و(إثنينية الأستاذ محمد بن صالح النعيم) و(نادي المنطقة الشرقية الأدبي) ولم تقتصر مشاركته على هذه القنوات بل نراه حاضرا في أروقة جامعتي الملك فهد للبترول وجامعة الملك فيصل بالأحساء والكتابة في الصحف والمجلات المحلية شعرا يعبر عما يجول في أعماقه من رفض للواقع.

إن إنسانا على هذا القدر من التفاني في خدمة رسالته الوطنية ووظيفته العلمية، وله هذا العطاء الثري من الفنون الأدبية إضافة إلى مشاركته في الأنشطة المنبرية والأمسيات الأدبية خاصة في أحدية الشيخ أحمد بن علي آل مبارك التي نوه بها ويصاحبها في قوله:

لو أني جمعت جميع القيم

وأهل الصلاح وأهل الكرم

وقمت أحث الخطا مسرعا

وقابلت عربا وكل العجم

وجئت إلى الشمس في خدرها

وبدر الدجى والذرى والقمم

ورحت أسائل أهل النهى

وسر السنا وأحلى الشيم

لقالوا جميعا بصوت جهير

هو ابن المبارك ذاك الأشم

كما كان له حضور في أنشطة النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية إلى جانب تواصله مع العديد من الأدباء والشعراء في الأحساء وله علاقة خاصة بالشاعر يوسف عبداللطيف بن سعد - يرحمه الله - يتجلى ذلك في تقديمه أحد دواوين الشاعر يوسف أبو سعد:

لماذا تجذبني شبكة أبي سعد الشعرية، وتشدني بخيوطها القرمزية؟

ولماذا تزرعني في بؤرة وجدانها، ومركز اضطرامها؟

ألأن شعر أبي سعد يمثل الأصالة العريقة الحقة، والسلاسة المشرقة بالوضوح؟

أم لأنه جذوة مشتعلة، وروح هائمة؟

أم يعود ذلك إلى شخصية الشاعر الصامتة، التي تحفزك على البحث عن هذا الصمت الذي يخفي دويا هائلا، يمثل هذا الكم الشعري الذي يغلي به مرجل الشاعر؟

أسئلة كثيرة أطرحها على نفسي كلما نازعتني نفسي للكتابة عن هذا الشاعر، والإجابة تظل حائرة الترجيح، لأنها معنية بكل هذه الأسئلة.

ولست معنيا هنا بما أكتبه تقديما - كما جرت العادة - بل هو ترحيب واستقبال، فكلماتي تقف في مقدمة هذا الجزء من مجموعة أبي سعد الشعرية الكاملة كم يقف المحتفون، أو رجال التشريفات، أو حرس الشرف لتقديم تحية الشرف.

ومما قاله في هذه الدراسة الوافية:

وإنك إن رحت تستظهر المكونات الشعرية التي تتشعب أطرافها، وتتعدد ملامحها، فإنك في النهاية ستجدها وقد انصهرت في بؤرة الذات، حتى خرجت في شكلها اليوسفي ذي الخصوصية المتميزة.

أما أبعاده الشعرية، فعلى الرغم من بعد غورها وامتداد آفاقها، فإنك قادر على أن تمسك بخيوطها وتأنس بقربها، لما تميز به أسلوب الشاعر من شفافية ووضوح وإشراق.

ثم إنك إذا أردت أن تتذوق هذه النكهة الشعرية في هذه المجموعة أو في مجموعاته الشعرية الأخرى، فإنك بلا شك واجد نكهة خاصة تنطلق من خصوصية الشخصية، والثقافة، والبيئة.

وأخيرا كما قلت في البداية، فإني آثرت أن تقف كلماتي، وهي على أتم الاستعداد لتستقبل هذا العطاء الشعري الزاخر الماخر، المتفرد المتجدد، الذي يملؤنا غبطة وابتهاجا.

فلك يا شاعري: البحر، والموج، والزورق الفضي، والريح، والعباب، والقمر الطالع، والمجداف، والسكان، ولنا التمتع بهذه السياحة على شرف هذه المجموعة التي تقودنا قوافيها في بحارك، وعلى أنغام أرغيلك ومواويلك فنغني ونقول:

بحور شعرك تدعونا فنعترف

بأنك البحر بالمرجان ينكشف

وماء شعرك لألآءبه ألق

تكاد من نوره الأبصار تنخطف

يجري زلالا فتهتز الغصون له

والروض من مائه الفضي يرتشف

يزهو به الورد والنسرين في أرج

حتى كأن رؤاه الروضة الأنف!

تشدو الحمائم سجعا في خمائلها

(أرغولها) الوجد والأشواق والشغف

إن كان في الشعر أعواد بها يبس

فشعرك الغيث باتت مزنة تكف

أو كان في الشعر أغصان لها ورق

فشعرك الثمر المنضود والورف

وشعرك الغض في البستان بلبلة

أنغامه كنضيد الزهر تأتلف

إن رف للعين أعنا بامهدلة

وأنكر البعض ما نالوا وما قطفوا

أو ماج بالحب نهر طاب مورده

وأنكر البعض ما علوا وما ارتشفوا

فلا يضرك جحود من أخي نكد

أمسى بأودية التضليل يعتسف

لأنك النبع فياضا وسلسلة

ويدعو الظمأ: (ألا، من فيضه اغترفوا)

وشمسك النور في الآفاق تغدقه

وشمس من أنكروا الإغداق تنكسف

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7699» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الخبر


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة