Culture Magazine Monday  19/11/2007 G Issue 223
فضاءات
الأثنين 9 ,ذو القعدة 1428   العدد  223
 

ثورة الكتب!
أحمد الدويحي

 

 

كنت قد حملت مجموعة من الروايات والمجاميع القصصية حديثة الإصدار، وبطبيعة الحال فإن كل هذه النصوص السردية من النتاج المحلي، يفترض مني قراءتها وإذا أمكن الكتابة عنها من زاوية ما، قراءة انطباعية وليس قراءة نقدية، كرواية صديقنا الجميل/ أحمد الواصل الموسومة ب(سور الرياض)، ورواية الناقد المبدع الصديق علي الشدوي (سماء فوق إفريقيا)، ونصوص قصصية للأصدقاء طلق المرزوقي، وهاني الحجي، وصلاح القرشي، وسمير نحيلي وآخرون، و بالطبع أتذكر الآن أن من بين النصوص التي ازدانت بها حقيبة السفر، رواية (الآخرون) للكاتبة صبا الحرز، ورواية ملامح لزينب حفني.

وبطبيعة الحال نحن في الساحة الثقافية، لا نجرؤ على شراء كتب بعضنا البعض، وقد تعودنا أن نتلقاها كهدايا في أحسن الأحوال، ولكننا في المعرض الدولية للكتاب، نتحول إلى قوة شرائية مذهلة، كنت قبل أن نصبح جزء من هذا العالم، ويسمح لنا بإقامة معارض للكتاب في مدن الوطن وبالذات الرياض، ويتشجع الناشرون في حرية طرح ما ينتجون، إلا من أولئك الذين يتنقلون من زاوية إلى أخرى، و جعلوا من أنفسهم أوصياء على المجتمع، وكأنهم يريدون حصار عقول البشر بأطروحاتهم البالية، فتعرفهم من وجوههم كما كنت، أتعرف على مواطنينا في معارض مدن العالم، فنعرفهم بحجم كميات الكتب التي يحملونها، ونميزهم من بين كل زوار المعارض.

كثر الأصدقاء الذين عرفت وجوههم في معارض الكتب الدولية، وهم يشكلون نسبة كبيرة من الأسماء المعروفة، فأحمل معهم ما تسمح به ميزانية متواضعة، وقدرة على تمرير ما توسمت تمريره على رقيب، تعودت منه مصادرة الكثير مما أحسنت الظن به، وأذكر مما أذكر من قسوة هذا الرقيب، أن أحد هؤلاء الأصدقاء سافر إلى البحرين بالطائرة، وكان معه رواية (مدن الملح) ليقرأها في إجازته، وصادرها الرقيب في طريق العودة.

صديق قديم جدا، أخشى فضح عمره الآن، جمعتنا أيام الحياة الوظيفية، أما أنه يكبرني في الحياة الوظيفية فأمر لا شك فيه، ما من معرض لم أر فيه وجهه، وأظن أن الحصانة التي يتمتع بها، كافية لجعله يحمل هذا الكم من الكتب، وأفادني إذ فتح لي نافذة من غير أن يعلم، تمرير ما أريد من كتب، وظلت غائبة بي تلك الرعشة للكتاب، كقارئ يوم أن كانت رواية ك (أولاد حارتنا)، تباع في ذلك الزمن البعيد على رصيف في شارع البطحاء، يخرجها بسرية رجل عجوز من داخل كرتون، لنعرف أيضاً في زمن التقنية الحديثة، والنوافذ المفتوحة كم كانت معاناة، وجود كتاب حقيقي يستحق القراءة، فيخرج هنا - وجه صديقي القديم سليمان الوايلي، ليشكي هم من مكتبة (التراثية) ومن أولئك الأوصياء..

كنت أعد قراءة النصوص أعلاه. لكن بنظرة منصفة أجد أن رفوف المكتبة المحلية، تزدان بعشرات من الكتب السردية، ولأسماء جديدة ودور نشر جديدة، وسرحت استعرض المشهد الثقافي، وكيف يمكن أن يكون كحركة ثقافية متكاملة، ومتواصلة من كتاب ونقاد ودور نشر وقراء لتشكيل فضاء حقيقي، يبدو أني ذهبت في (إغفاءة) كتلك، وحضر نص جميل جداً للمبدعة كوثر القاضي، يحمل ذات الاسم ويعبر عن ذات الحالة، حينما حركت الآلة السحرية للقراءة، تطايرت الكتب التي لا تعرف عناوينها، ولا أسماء كتابها في وجهها.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5212» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة