Culture Magazine Monday  19/11/2007 G Issue 223
نصوص
الأثنين 9 ,ذو القعدة 1428   العدد  223
 
قصتان قصيرتان
محمد عبدالعزيز اليحيا

 

 

مظاهر (1)

كان يرتدي أفخر الثياب ويحرص على أن يتعطر بالعطور ذات الماركات العلامية وذات الروائح القوية المركزة الفواحة وتعود أن يمشي مزهواً بنفسه وكأنه لا يوجد في ذلك الشارع أو المكان أو الحي أو الكون كله إلا هو سألته والدته هل تعتقد أنك نضجت تفهم معنى الزواج والحقوق والواجبات التي لك وعليك فالزواج ليس تسلية أو متعة بل عشرة وأسرة ورجولة في أوقات الشدة وعطف وحنان. رد ولماذا يا أمي أنت مكبرة الموضوع وتعطينه أكبر من حجمه ردت لأنني أشعر بأنك لا تستطيع أن تدير بيتاً وزوجة فما زلت تعتمد بعد الله على والدك في كل شيء رد برد ينم عن جهل وهل ما فيه إلا أنا الذي يعتمد على والده, قالت: لا ولكن أنت ابني وأنا أدرى بك لكنه أصر على الزواج وعندما سمح له بمشاهدة العروسة التي كانت تتمتع بالذكاء وقابلته بحضور والدها واخوتها نظرت إليه فإذا به يخفض رأسه وعينيه لأسفل وتحدثت معه قليلاً ثم أصدرت حكمتها الذي كان لا رحبة فيه رغم حرصه أن يكون رقيقاً في كلامه وفي ملبسه وتعديل غترته كل لحظة لكنها كانت كما توقعت أمه أحست بأنه لا يعتمد عليه فأبلغت والدها برفضها سألها والدها لماذا قالت: ما سمعته عنه وما شاهدته كانا كفيلان برفضي له فهو ضعيف الشخصية فكيف سأعيش معه على هذا الوضع فأنا أريد رجلاً لا إمعة.

(2) نعناع

كان محباً لخالته شقيقة والدته التي تسكن قريباً من بيتهم حيث كان يصل إليها سيراً على الأقدام فالمسافة لا تستغرق منه لكي يصل سوى بضع دقائق كما أنه محباً للمشي. كان خالته حنونة معه وعطوفة كانا يتجاذبان باستمرار أطراف الحديث في شتى أمور الحياة كان ما زال في مقتبل العمر ولم يكن ساعتها يفكر في الزواج لعدم جاهزيته وكانت ابنة خالته تساعد والدتها وخصوصاً عندما يكون لديها ضيوفاً كما كانت تعرف من والدتها أن ابن خالتها يحب شرب النعناع فكانت خالته حريصة على توفيره باستمرار حيث تبادر الابنة بإعداده عندما تخبرها والدتها بوجود ابن خالتها حيث تعودت على ذلك وأصبحت تعده عندما يحضر ابن خالتها دون أن تطلب منها والدتها ذلك وكنت خالته تمازح ابنتها وتقول لها إنك إذا علمت بوجود ابن خالتك أصبح عندك نشاطاً مختلفاً (كانت تداعبتها فقط) كون الابنة في ذلك الوقت لم تغطي وجهها بعد حيث كانت عندما تسمع كلام والدتها تخرج من شدة الحياء دارت الأيام والسنين وتزوج ابن الخالة الذي لم يكن يشع ويعلم أن خالته ترغب أن يكون ابن شقيقتها زوجاً لابنتها فصارت الخالة تعاير ابنتها وهو لا يدري هل هو مزاحاً أم جد حيث تقول لابنتها إن ابن خالتك تزوج ولم يفكر فيك وراح تعبك وأباريق النعناع راحت ولا أنت على باله كان كلما سمع ذلك الكلام يسأل نفسه ترى هل كانت خالتي جادة وكانت تتمنى أن أكون زوجاً لابنتها تمنى أن يوجه لخالته ذلك السؤال لكنه خشي الإحراج له ولها فربما يصبح متهماً أو يكون العكس فهو اليوم أب وابنى خالته أم كل يسير في طريقه الذي اختاره الله له عن رضا وقناعة.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة