دعني وحيداً في ركام الأمسياتْ
خلف الأناشيد التي ذبلتْ
سيمرق المدى مثلي وحيداً
تائهاً في حزنهِ
مثلي غريباً في هواهْ..
ما كان ظني لا يعودُ من الصدى
إلا الصدى متهالكاً في بوحهِ
متأبطاً ظلاً مذاباً في دمي
ما كان ظني أن يبادلَ لوعتي
بلظى السرابْ..
هذا مساءٌ آخرٌ لا يختلفْ
مرُّوا كثيراً من هنا
لم يتركوا لمتيّم
عثرتْ خطاهُ الحافية
إلا تباشير النوى
تخطُّ وجنات الظلامْ..
مرُّوا قريباً من ظلال نهارهِ
لم يسألوا عن هيكلٍ متهدّجٍ
متسربلٍ في حلمهِ
متخضبٍ بهواجسٍ محتارةٍ
عبثاً يراودها الكلامْ..
مرُّوا كثيراً من هنا
لكنهم
لكنهم
لم يسألوا..