عَيِيتُ بِتِيهِ الحَرفِ واحتَارَ طالبُهْ
فَسُحقًا لهُ حرفٌ إِذ الموتُ واهِبُهْ
وَتَبًا لأيَّامٍ سَقَتْني مَرَارةً
فَأحَسبُ كَأسَ الموتِ خَمرًا أُداعِبُه
فمَا كَانَ في مَالٍ مُصَابي وعِلَّتي
ولكِنْ بمن آخَت ذِرَاعِي مَنَاكبُهْ
إذا الهمُّ أعيَاني وَهَبتُكَ خَاطِرِي
أَلوذُ بِذِكرَى أو بِطَيفٍ أُرَاقِبُهْ
تُسابِقُني الخُطْواتُ شَوقًا على النَّوى
وقَلبُكَ بَحَّارٌ جَفَتني مراكِبُهْ
فأَغتَالُ أَحلامًا لشَكوَى أَلاَ تَرى
بِأَنَّكَ مَن أَشكُو فَأَنَّى أُطَالِبُهْ
فَدَيتُكَ أَنبِئنِي بِذَنبِي لَعلَّنِي
سَقَيتُكَ مِن كَاسٍ أنا اليَومَ شارِبُهْ
وما زُكِّيَتْ نَفسِي عَن الذَّنبِ إنَّنِي
أُقَارِفُهُ يَومًا ويومًا أُجَانِبُهْ
صَدِيقِيَ لا واللهِ ما خُنتُ عَهدَنَا
ولَكِنَّ لَيلِي قد هَوينَ كَواكِبُهْ
فإِن كَانَ إِسرَافِي بِحُبّ خَطِيئَتِي
فَلا تَعذِلَنْ مَن جوَّزَتهُ مَذَاهِبُهْ
فَمِثلُكَ مَن أَرجُوه رِفدًا إذا جَرَت
عَليَّ خُطُوبُ الدَّهرِ وازْوَرَّ حَاجِبُهْ
ومِثلِيَ مَن لا يَنقَضِي مِنكَ وُدُّهُ
خَلِيلٌ إذا ما رُمتَ صَفوٌ مَآرِبُهْ
فَأكرِمْ لِيَ العُتبَى بِمَا كانَ بَينَنَا
فَإِنْ لَمْ أُعاتِبكُم فَمَن لي أُعَاتِبُهْ