الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 19th December,2005 العدد : 134

الأثنين 17 ,ذو القعدة 1426

في الذكرى المئوية لرحيله
محمد عبده: التعليم طريق الإصلاح
* القاهرة - طه محمد:
دعا مثقفون ومفكرون إلى ضرورة إحياء الفكر الإصلاحي للإمام الراحل محمد عبده، مؤكدين على أن مسيرته الإصلاحية اعتمدت على قضية التعليم كمقدمة للإصلاح الشامل.
وقال صابر عرب رئيس دار الكتب المصرية في الندوة التي نظمتها الدار في الذكرى المئوية لوفاة الإمام، إن محمد عبده يعتبر علماً من أعلام النهضة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وحرص على أن يدعو إلى نشر العدالة الاجتماعية بين طبقات المجتمع المصري وعاش 57 عاماً، وكانت التربية في رأيه هي الأساس وراء الإصلاح السياسي، كما اشترك في الجمعيات الخيرية وغيرها من الأعمال التي أثرت في فكره وبالتالي في شخصيته.
من جانبه حرص المفكر المعروف المستشار طارق البشري على رصد الفكر السياسي عند الإمام الراحل عندما وصف فكره بأنه لم يكن سياسياً فحسب بل كان أعمق من ذلك يقوم على منهج.
وأكد أن مشروع عبده للإصلاح كان ينطلق من التعليم باعتباره أساساً للإصلاح وأن هذا المشروع لم يكن يرضي الجميع آنذاك، عندما ظهر معارضون له، مستنكراً وصف التيار المحافظ وقتها بأنه كان على خطأ لكون الأمور تتطلب التعامل معها بالتقرير الحاصل وفق السياق التاريخي.
الدكتور يونان لبيب رزق رئيس وحدة التاريخ بمؤسسة الأهرام والمؤرخ المعروف تناول الدور المؤسسي للإصلاح في حياة محمد عبده، مركزاً حديثه على تأسيس الإمام للجمعية الخيرية الإسلامية، التي كانت تكتسب أهمية خاصة آنذاك، إذ إنها كانت تهدف إلى مساعدة الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى، التي كان تأسيسها يعكس العمل المؤسسي في فكر الإمام الراحل.
أما الدكتور زكريا الرفاعي أستاذ التاريخ بجامعة المنصورة فيعتبر أن محمد عبده لم يحقق نجاحاً كبيراً لمشروعاته الإصلاحية حال حياته، إلا أنه مع ذلك ترك أثراً باقياً على مختلف روافد الفكر المصري عقب رحيله في الوقت الذي كان له فيه مؤيدوه من التيار التقليدي، مثل رشيد رضا والمقربين إليه مثل قاسم أمين وسعد زغلول ولطفي السيد.
ومن جانبه حرص الدكتور أحمد زكريا الشلق أستاذ التاريخ في جامعة عين شمس على استعراض رؤية محمد عبده للمدينة الأوروبية، عندما توصل من خلال كتابات الإمام إلى أنه كان متأثراً بقضية المدينة في أوروبا وهو التأثر الذي لم يمنعه من الجمع بين الثقافتين الإسلامية والغربية وأن هذا التأثر كان نابعاً من إقامته في فرنسا وسفره الدائم إلى أوروبا، حرصاً منه على تجديد نفسه كما كان يقول الإمام دائماً.
ويقول د. الشلق إنه كان يرى أن أوروبا نموذج لا بد من التعلم منه والبحث في أسباب نهضتها، مقابل البحث في تخلف المسلمين وتراجعهم عن عدم المشاركة في النهضة، وأن المسلمين لو استخدموا العقل وبحثوا فيه لتغير حالهم كثيراً ولاقتربوا من النهضة في أوروبا، وأن حياته كانت حافلة بالأحداث والمتغيرات، حيث التقى الأفغاني وشارك بنصيب في الثورة المصرية ونفي خارج مصر، فضلاً عن انخراطه في العمل الصحفي، ثم شغله لمنصب الإفتاء، وأنه كان في كل المواقع التي شغلها كان يترك وراءه العديد من المؤيدين والمعارضين لتوجهاته.
***
فلسفة الإصلاح
ومن جانبه تناول الدكتور محمود إسماعيل أستاذ التاريخ في جامعة المنصورة محمد عبده بين ترشيد الحاكم وتنوير الرعية، مؤكداً أن مشروعه الفكري استهدف تحقيق إصلاح سياسي واجتماعي وثقافي في آنٍ واحدٍ، وأن فلسفة الإصلاح لديه امتازت بنزعة عملية بعيداً عن الدعاوى المثالية نتيجة دراسة ثاقبة منه لمعطيات الواقع التاريخي في عصره.
ويقول د. إسماعيل إن الدعوة لمشروعه اقتصرت بالأساس على مخالفة نهج أستاذة الأفغاني الذي كان راديكالياً ثورياً، يستهدف دعوته سائر أقطار العالم الإسلامي، ويضيف أن الإمام أدرك أسباب إخفاق سائر الدعوات الإصلاحية لافتقارها إلى سلطة متميزة تتبنى الإصلاح التدريجي منهجاً وطريقاً، الأمر الذي عرض المجددين للاضطهاد ومن ثم أفضى إلى فشل دعواتهم الحداثية.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved