الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 19th December,2005 العدد : 134

الأثنين 17 ,ذو القعدة 1426

ذكرتُكَ غيرَ ناسٍ.. يا بني
شعر: محمد محمود الدليمي
سِفاهاً .. يا بُنَيَّ طَغَى أَسَايا
كَأنِّيَ لَمْ يُصَبْ أَحَدٌ سِوَايا؟
وهل أنا قَبْلُ قد قَرَّتْ عيوني
وَنلتُ من الليالي مُبتَغَايَا؟
أنا الغَرَضُ العتيقُ لِكُلِّ سَهمٍ
تَنَافَسُ في رمايَتِهِ البَلايا
وكَم ذا جندَلَت لي مِن عَزيزٍ
وَسَاقَت مِن أَمَانيَ لي سَبَايا
سَقَطتُ مُرَكَّعاً مِن رَحمِ أُمِّي
بعيدَ الغورِ في كَفِّي عَصَايا
وَمنذُ نُعومَةِ الأحزانِ دَسَّتْ
يَدُ الأقدارِ في شِدقَيَّ نَايا
فَكيفَ نَكرتُ .. والآفاتُ قُوتِي
مَرارَ اليومِ في شَجَرِ المَنايَا
كَفَرتُ بِكُلِّ مِرآةٍ تَرانِي
وَلَيسَ تُجنُّ مِن فَزَعٍ شَظَايا
وَكُلِّ قصيدةٍ ما أَسعَدَتني
بِجَزِّ ضَفيرَتَيها في عَزَايا
تَعَكَّرَتِ الدُّنى ... أَأٌلامُ وَحدي
بأنِّيَ لم أكنْ صافِي النَّوايا ؟؟
فَبِالحُزنِِ المُعَتَّقِِ فِضتُ حَتّى
تَرَنَّحَ ما تَمَاسَكَ مِن حِجَايا
مُرِيبَ الخطوِ .. آفاقي ذهولٌ
أَمَاميَ يَستَرِيبُ بِهِ وَرَايا
أُلَملِمُ ما تَنَاثَرَ من طَريقي
على قَلَقٍ تَنوءُ بهِ خُطايا
أَزيدُ ظَمَاً إليكَ معَ الليالي
وَمَا لِيَ مَا أَبُلُّ بِهِ صَدَايا
وأبحثُ يائساً في كلِّ طَيفٍ
فترجعُ بالذي ذَهَبَتْ رُؤَايا
وَأَستُرُ دَمعتي حتّى إذا ما
خَلَوتُ بِها .. بَذَلتُ لَها دِمَايا
فَأبكي .. ثمَّ يُضرَبُ حينَ أبكي
بِعُرضِ الحائطِ المُصغِي بُكايَا
ذَكَرتُكَ غيرَ نَاسٍ .. تَعتَريني
ضياءً حينَ تُطبَقُ مُقلَتَايا
أراكَ بِكُلِّ طفلٍ ألتَقيهِ
وحين أشُمُّهُ تنبو المَزَايا
يُحدِّثُني فُطوري عنكَ صُبحاً
وَيَسأَلُ عن عَشاكَ مَساً عَشَايا
وتَسألُني العرائسُ عنكَ حتى
جَلَبتُ لها أُشاغِلُها هَدايا
أُعَلِّلُها بِعودِكَ .. مُستعيداً
بِها فُوضاكَ في كُلِّ الزّوايا
وَتَغفُو .. ثمَّ تَصحو .. ثُمَّ تَغفُو
بِآخِرِ ما لَدَيَّ مِنَ الحَكايا
تَأسَّنَتِ الحياةُ وراكَ .. وقتي
يَمُرُّ علَيَّ ساعاتٍ بَغايا
فَلمْ أدفِنْكَ أنت بُنَيَّ لكنْ
أنا المَيْتُ الذي دَفَنَت يَدَايا
فُجِعتُ وَمَا فُجِعتُ بِغيرِ رُوحي
تَذوبُ تَلَوِّياً بينَ الحَنَايَا
وَكُلِّ خَلِيَّةٍ آوَتكَ ثَكلَى
تَنُزُّ دَمَاً عليكَ مِنَ الخَلايا
فَوَا وَجَعَاهُ حينَ فُجِئتَ غَضَّاً
بِعِزرائيلَ دَكَّاكِ الرَّسَايا
قَليلٌ أَنْ أَشُقَّ عليكَ رُوحي
فَما مَعنى اعتذاريَ مِن رِدَايا
فَيَا أرضُ ابلَعِي رحماكِ مائي
جُذُوريَ في السماءِ بَدَتْ عَرَايا
أُحَاولُ أن أموتَ بغيرِ مَوتٍ
تَموتُ مَخافَةً منهُ البَرَايا
أَجُوبُ الّلا مَكَانَ به مكيناً
ويصدي اللازمانُ بِهِ غِنايا
إذا أنَا لَم يَسَعني الكونُ حَيّاً
أَقَبرٌ لا يَضِيقُ بِمُحتَوَايا؟
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved