الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 20th March,2006 العدد : 145

الأثنين 20 ,صفر 1427

لم تتوقف أو تنقطع
رسائل الفنانين تؤكِّد مكانة الرضوي الإبداعية والشخصية
* متابعة - محمد المنيف -صالح الخزمري :
تتوالى رسائل الفنانين عبر الفاكس والاتصالات الهاتفية أو رسائل الجوال ويتابع القراء ماذا يقُال وماذا قدَّمت الصحافة التشكيلية خاصة والفنية بشكل عام لهذا المبدع العصامي، ومع أن مختلف الصحف قد تناولت الحدث وأفردت مساحات تصل إلى حدود الصفحة الكاملة إلا أننا قد نتميز ونعتز بتميزنا بأن تابعنا الحديث عن هذا الفنان عبر صفحات عدة نواصلها بهذه الصفحة وبما تتضمنه من مشاعر قصدنا من تأخيرها أن يستمر الحديث والكتابة عن دور الراحل في تاريخ الثقافة والفنون السعودية وهذا قليل جداً مما يجب أن يكرم به الرضوي وغيره من المبدعين في مختلف روافد الثقافة، وبلادنا غنية بهؤلاء الذين ساهموا بكل قدراتهم وتحملوا المصاعب من أجل عشقهم وحبهم الكبير لهذا الفن.
***
علاقة سفر وترحال
الفنان سمير الدهام مستشار الفنون التشكيلية بوكالة وزارة الثقافة والإعلام للشئون الثقافية حينما يتحدث عن علاقته بالراحل الرضوي تتعدى لقاءاته به حدود الوطن، إضافة إلى ما يربطه بالراحل من علاقات في الداخل، إذ يقول الفنان الدهام إن غالبية جولاتي الخارجية كانت بصحبة الرضوي؛ ولهذا تعرفت عليه عن قرب وعرفت معدنه الأصيل وأسلوب تعامله مع الآخرين، فالسفر كما يقال هو المحك الحقيقي لمعرفة الناس، كان الرضوي حريصاً على الوطن وعلى سمعته وعلى رفع اسمه من خلال الفن وكان يتمتع بروح شفافة وأريحية لا تنقطع أو تتوقف وفي كل الظروف، لقد كانت علاقاته مع الجميع مؤطرة بالمودة والحب الكبير. ويضيف الدهام قائلاً لقد افتقدت رجلاً يمثِّل مدرسة إبداعية بكل المعاني.
***
عصامية لا تتكرر
معرفتي بالفنان الرضوي بعيدة المدى هنا في المملكة وقبلها في إيطاليا، هكذا بدأ الفنان على الرزيزاء حديثه عن الفنان الرضوي، مضيفاً أن الراحل يشكِّل ظاهرة قد لا تتكرر في العصامية والمغامرة من أجل الفن التشكيلي، ففي ذهابه إلى إيطاليا وهو لا يحمل غير زاد لأيام قليلة تعد جرأة لا يمكن أن يمارسها إلا ممتلك الطموح وتحقيق رغبة جامحة، ولهذا فالرضوي رقم صعب في الساحة التشكيلية لا يمكن استبداله أو نسيانه كما أن ما يتمتع به من علاقات مع الآخرين أضاف الكثير لقيمته الاجتماعية مع ما حققه من سمعة تشكيلية محلية وعربية وعالمية، لقد افتقدنا اسماً كبيراً إلا أن في وجود أعماله ما يشعرنا بوجوده دائماً.
***
الرائد المعلم
يقول الفنان النحات عبد الرحمن العجلان، كان الرضوي - رحمه الله - رائداً ومعلماً وفناناً وصاحب أسلوب متفرِّد عن غيره سعى من خلاله إلى غرس فضائل الفن التشكيلي على جميع أوساطه وأطيافه، لقد كان خلال الفترة التي عاشها في مجال إبداعه بين عام 1373هـ إلى يوم وفاته حاملاً الهم الكبير حتى أصبح سفيراً للفن التشكيلي السعودي بلا منازع.
***
فلينثر تواضعك على الحضور
الفنان الدكتور احمد عبد الكريم يقول عن الرضوي
التواضع قيمة إنسانية للإنسان الإنسان
التواضع قيمة إنسانية لا يعرفها إلا من قابله متغطرس
التواضع قيمة إنسانية للواثقين من أنفسهم وثقافتهم ونبلهم
التواضع محبة وهدوء في الحوار وبشاشة في القلوب عند اللقاء
التواضع هو الرضوي في الحوار واللقاء والرحيل
عندما علمت برحيل د. الرضوي استرجعت ذاكرتي إلى عام 1988م عندما قابلته في نقابة الفنانين التشكيليين في القاهرة وبعد اللقاء سألت أستاذي الدكتور النشار عن هذا الرجل الذي يجلس في تواضع بسيط ويستمع بكل دقة لكل حديث، فقال لي إنه الرضوي رائد الحركة التشكيلة السعودية فأعجبت بحديثه ولقائه وتواضعه، وفي عام 1996م دعاني الفنان طه صبان رئيس بيت التشكيليين سابقاً لإقامة معرض خاص لي في اتيليه جدة الفنون الجميلة طلبت من الأستاذ هاشم قنديل دعوة الدكتور الرضوي فإذا به حاضر قبل موعد افتتاح المعرض بساعة ونصف الساعة داخل القاعة وشاهد المعرض وخرج وبارك ووقف لي وقف لاستقبال الزوار وعلى رأسهم الدكتور عبد الرحمن الخلف رئيس مشاريع مطار جدة كما كان - رحمه الله - حريص على زيارات المعرض والدعوة له، كما أن لي مع الراحل موقفاً آخر حينما افتتحت معرضي الثاني في أبريل عام 2005م وكان يوم خروجه من المستشفى صباحاً وإذا به أول الحضور، حيث استقبل معنا السفير المصري وصاحبه في جولة على المعرض متحدثاً عن الفن الحديث وكان يلتف حوله الحضور ويتحدث معهم بتواضعه المعهود.. رحم الله الرضوي الإنسان والفنان والمحب والمخلص للفن والفنانين.
الأستاذ عبد الله حماس الفنان التشكيلي المعروف أكد أن د.عبد الحكيم رضوي شمعة انطفأت، ورمز من رموز الفن السعودي المعاصر، وبفقده فقدت الساحة أباً روحياً للفن التشكيلي في المملكة.
وأضاف أن د.الرضوي قليل في حقه التكريم والتمجيد.. رجل أعطى كل حياته للفن التشكيلي.. درس ودرَّس الفن.. أقام أكثر من مائة وخمسة عشر معرضاً داخل وخارج المملكة.. رجل طوَّع حياته كلها للفن التشكيلي ووصفه بأنه فنان مكة الأول وليس هناك عمل إلا ونجد رمزاً لمكة فيه مثل: الحج، أو المسعى أو البيت الحرام أو العبارات الدينية.
وقدَّم حماس عزاءه للساحة الثقافية وعلى رأسهم معالي وزير الثقافة والإعلام.
* من جانبه عبَّر الأستاذ عبد الله نواوي رئيس لجنة الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بجدة عن حزنه العميق ووصف المرحوم بأنه رجل مكافح، كان جلَّ وقته من أجل الفن يتنقل من بلد إلى آخر باسم المملكة ليرفع اسمها.. وكانت أعماله الأخيرة تدل على السلام، وقد تتلمذ كثير من الفنانين على أعماله وبدؤوا يقلدونها ويحاولون عمل مثلها، لكن له بصمة تشكيلية.
وقال نواوي إن د.رضوي دائماً يتعامل مع الفرشاة من أجل الحركة التشكيلية.
* الأستاذ أحمد حسين الغامدي أمين عام بيت التشكيليين بجدة وعضو جائزة باحة الفنون قال: د.عبد الحليم لم يكن فناناً كالفنانين الآخرين بل كان شخصية مختلفة.. جمع الفن والإنسانية واستطاع أن ينقل الفن السعودي إلى جميع أقطار العالم بكل صدق ليصل إلى الآخرين بصدق.. وأضاف: نقف كثيراً أمام تجربة الرضوي التي تخرج منها معظم الفنانين في المملكة.
وقال الغامدي لقد حاول الرضوي ونجح فبدأ عندما لم يكن هناك أحد واستطاع أن يثابر ويكافح من أجل الفن حتى آخر يوم من حياته.
إنه مثال لكل فنان سعودي جاد وعندما نتذكر أيامه نعلم مدى الحرص الذي يكنه للفن التشكيلي فقد كان يهتم كثيراً برسوم الأطفال لأنه يعتقد أنها البداية الحقيقية للفنان لما تحمله من صدق ومشاعر وأحاسيس.
* فيما عبَّر الأستاذ سعيد ضاوي رئيس قسم الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بالباحة سابقاً، وعضو بيت التشكيليين بجدة عن تحية إكبار لهذا العلم الفذ ودعا الله أن يسكنه فسيح جناته وقال: لقد كان - رحمه الله - معنا كثيراً في باحة الفنون التشكيلية حيث إنه من حكام الجائزة، وأشرف على المعرض.
* فيما عبَّر الأستاذ عبد الناصر الكرت مدير جمعية الثقافة والفنون بالباحة عن حزنه العميق لفقد د.الرضوي وقال إن المرحوم يمثِّل أحد الرواد في هذا الجانب حيث مثَّل المملكة في عدد من المعارض وكان خير سفير، وفقده يشكِّل خسارة كبيرة، وشكَّل لنا صدمة ولا نملك إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة.
* الفنان التشكيلي جمعان حسن عيفان من فناني منطقة الباحة قال: هو فنان رائد على مستوى المملكة وهو من الأسماء التي عرفتها من أول ما عرفت الفن وارتبطت باسمه وكنت حريصاً على متابعة أعماله وهو من الأوائل.
وأضاف لقد شارك - رحمه الله - في لجنة تحكيم باحة الفنون في الجائزة الأولى وكان لنا الشرف في مقابلته وقد أخذ بأيدينا.
الأستاذ عبد الله الدهري رئيس قسم الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون بالباحة عبر عن ألمه لفقد د. عبد الحليم رضوي الفنان التشكيلي الشهير مبينا أنه ترك لنا أعمالاً تحكي قصة الإبداع، ومسيرة الكفاح، والمعاناة الطويلة مع المرض.
وأضاف الدهري لقد سطر - رحمه الله - ألواناً من الأمل وأفقاً لا نهاية له، ولسان حاله يقول: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }.
ودعا الدهري الله تعالى أن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
فيما عبر الفنان التشكيلي أحمد طيب منشي تحت عنوان الأفول بداية وليس نهاية فقال:
فقد الوسط التشكيلي السعودي رائد ملحمة الفن التشكيلي، الفنان د. عبد الحليم رضوي، بعد معاناة مضنية مع المرض.
قالوا: ترجل، قلت: وهل في الترجل نكاية.
قالوا: رحل، قلت وهل في الرحيل نهاية.
قالوا: أفل، قلت: إن في الأفول بداية.
يا قلعة..
قد توشحت السحاب شموخاً.
يا منارة..
قد طرزت السماء بنسج ملون.
يا شمعة..
قد أنارت الطرقات الداجية..
يا بلسم..
قد أوقف النزف.. وضمد الجراح..
يا عطر..
قد فاح عبيقه.. الأرجاء..
يا نهر..
قد أغدق فيضه جوداً..
يا شمس..
قد أوقدت مصابيح الليل..
نقرت النوافذ.. وفتحت الأبواب..
فالضوء جاء ليفتق الندوب..
مات..
ولم تمت مكارمه..
غاب..
ولم تغب محاسنه..
إن في مثل هذه المواقف عادة ينسى الناس القداحة والقادح، وأثرهما بإحداث شرارة موقدة الذبالة لتشع بضوئها سناءً أبدياً، فالقداحة والقادح لها (الرضوي) قد أفل، إلا أن الزبالة ما زالت ترشف الأركان الداجية من هذا الكون بضوئها.
حيث فاح عبيق رحيله شذا إلى مثواه الأخير، لتبقي مآثره الطيبة شعاعاً ساطعاً على فضاء الساحة التشكيلية.
فرشاته لا تعرف الكلل
ويقول الفنان كمال المعلم: رحل لم يرحل.. رحل بجسده وهذا حق أوجبه الله سبحانه وتعالى على عباده راضين بقضائه وقدره.. لم يرحل العملاق الدكتور عبد الحليم رضوي الكبير بفنه وأخلاقه وبساطته وطيبته.. نعم انه المؤسس للحركة التشكيلية السعودية مع رفيق دربه الفنان الراحل محمد السليم رحمهما الله.
لم يكتف بأنه وضع بصمته على الحركة التشكيلية بأسلوبه المتميز بل أسس مدرسة في فن التعامل مع الآخرين ومن عرفه عن قرب يدرك جيدا هذا الانسان الذي يحمل بين جنباته الطيبة غادقاً على الجميع كل المساعدة بطرح ما لديه من خبرة في مجال الفن والثقافة وكان دائما الناصح والمحب الكبير.
وهنا لم اتحدث عن اعماله الفنية وسيرته الزاخرة بالابداع والتضحية فهناك رجال راصدون لهذا التاريخ الفياض بالابداع على المستوى المحلي والعربي وهم الاخوه الاعزاء الاساتذة محمد المنيف وعبد الرحمن السليمان وسمير الدهام فلدى كل واحد منهم سجل حافل عن هذا الفنان العملاق سنراه باذن الله من خلال صفحات الجرائد وإصدار الكتب.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved