الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 20th June,2005 العدد : 111

الأثنين 13 ,جمادى الاولى 1426

بين يدي صنعاء كانت لنا أيام
بلقيس ما زالت على قيد الحياة في صنعاء!!
خالد أحمد اليوسف
وكان قبله القاص والناقد/ ناصر الجاسم يطلب بين فينة وأخرى التأني في المشي معللا بعدم الخبرة والقدرة على التنزه راجلا.
عند الساعة التاسعة لهذه الليلة ذهبنا إلى متنزه هاواي السابق ذكره في الليلة الماضية كي نلتقي بوجوه أخرى بالإضافة إلى السابقة حيث جاءت الشاعرة/ ابتسام المتوكل وغيرها من الأدباء، وتحولت جلسة هذه الليلة بإدارة الشاعرة إلى التعارف والتبادل النصي والقصصي المطبوع والمسموع، وقرأت عليهم نص الصديق/ فهد المصبح: مسامير وهو من النصوص المتميزة، وسمعنا بعضا من الشعر والموسيقى.
رئيس وزراء اليمن أبى إلا أن يشارك في هذه الفعالية: مهرجان الأدب اليمني الرابع فكان على رأس مفتتحي المهرجان يوم السبت 28 مايو 2005، ومعه وزير الثقافة والسياحة ووجوه رائعة أخرى ملأت قاعة المركز الإعلامي الكبير في صنعاء، وحظي الوفد السعودي بالاهتمام من دولة رئيس الوزراء والسلام عليه ومن كل المسؤولين الذين شكروهم على هذا الحضور والمشاركة.
في المساء كان لي خالد اليوسف شرف إدارة وتقديم الأمسية القصصية اليمنية للقاصين والقاصات: صالح با عامر وسالم العبد ومحمد الغربي عمران وسمير عبد الفتاح وعبد الفتاح عبد الولي وعز الدين سعيد وبشرى المقطري وهدى العطاس وعيدروس نصر ناصر وياسر عبد الباقي ومنى با شراحيل ومحمد الوجيه وميفع عبد الرحمن، ولم يحضر من هؤلاء إلا ثمانية والبقية كانوا مرتبطين باللجان الداخلية للمؤتمر والمهرجان، فطلبت أن يقرأ كل مشارك نصا واحدا وتركت التعريف للمشارك بطريقته الخاصة ورغبته، فكان هناك تباين إبداعي واضح بين القاصين والقاصات مما أثار الصديق/ المهوس للتعليق والمداخلة مع النصوص وطرح رؤيته النقدية الجيدة بعد الانتهاء منها، كذلك الصديق الشاعر/ عبد الرحمن المحسني قدم نقدا جيدا لبعض النصوص بخاصة قصة بشرى المقطري، بالإضافة إلى بعض الإخوة من اليمن الذين تحدثوا عن هذه النصوص، ثم في آخر الأمسية قدم الأستاذ/ زيد الفقيه ورقة حول كتابي/ السرد في اليمن.. تعريفية إيضاحية شارحة أهمية هذا الكتاب من نواحٍ عدة، وشكر المؤلف على هذا الجهد الريادي للأدب اليمني، ثم ختمت هذه الأمسية الناجحة بالشكر للجميع ولإتاحة الفرصة لي.
عند حلول الساعة التاسعة في الليلة نفسها كنا على موعد مع الإخوة اليمنيين في متنزه آخر وأمسية قصصية وشعرية أخرى، والاحتفال بمرور الشهر الأول على زواج القاصة/ هدى العطاس من الشاعر/ عمار النجار فكانت ليلة ملأى بالمشاعر الجميلة، فتحينت فرصة قراءة نص من مجموعتي/ الأصدقاء.. قصة شهرزاد.. يا شهرزاد، كذلك قرأ الأستاذ/ الجاسم قصة طائر العرفج، وأسمعنا الشاعر/ النجار بعض قصائده، عند الساعة الثانية عشرة ودعنا بعضنا على أمل اللقاء صباح الغد.
لم تكن أصبوحة يوم الأحد عادية علينا حيث رتبت لأن تكون عن الأدب السعودي عامة، وكان الحضور لها نخبويا متميزا تمثل في عدد من الأكاديميين والكتاب والكاتبات، في البدء قدم الأستاذ/ زيد الفقيه الأصبوحة والضيوف وتحدث عن الأدب السعودي باقتضاب، وإكمالا لما اختتمت به أمسية البارحة حول كتابي/ السرد في اليمن بدأت هذه الأصبوحة بالحديث عنه، فتحدثت عن تجربته وعن الأدب اليمني وخاصة القصة القصيرة والرواية والدراسات عنهما وكيف قمت خلال السنتين التاليتين لعام 2002 بجمع مادته وتحليلها ببلوجرافيا وببلومتريا، ثم قدم الأستاذ/ ناصر الجاسم ورقة الأستاذة/ أميرة الزهراني: الاغتراب في القصة اليمنية، ثم تلا الأستاذ/ عبد الرحمن المحسني قصيدة جديدة رائعة جاءت من وحي هذه الزيارة وقد وفق في قراءتها والتحليق بالحضور مع صنعاء واليمن والتاريخ الجميل للإنسان العربي، وكانت القراءة من خلال هاتفه النقال والقراءة الإلكترونية، جلاد الموتى هو عنوان القصة القصيرة التي تلاها/ الجاسم في جولته الثانية، ثم كانت لي جولة ثانية لكي أقرأ قصتي القصيرة: الجدار، أما الأستاذ/ فهد المصبح فقد قرأ: أقلام الخشب، ثم تلاه الأستاذ/ المحسني في جولة ثانية لكي يقرأ ورقته المعنونة: ثنائية الحجر والماء قراءة في نشيد إرهابي، كذلك قدم قصيدته الثانية عن رفيق الحريري والانتخابات في لبنان، أما الأستاذ/ منصور المهوس فقد قدم قصته: عذقها جسد، ثم طلب الأستاذ/ المصبح فرصة ثانية وتلا علينا قصته: رداء الذاكرة، وكانت الرغبة الأخيرة منا جميعا للصديق الحاضر الغائب الأستاذ/ طلق المرزوقي لسماع قصته: دماء الفيروز بصوت الأستاذ/ الجاسم، لكن مدير الجلسة الأستاذ/ الفقيه أعلن أن الوقت قد انتهى ولم يتبق لنا إلا سماع التعليقات والمناقشات، فما كان من الجاسم إلا أن طلب التعريف بهذا القاص المميز بكلمات مركزة كأقل شيء بديلا عن مشاركته، ثم تحدث الحضور عن هذه الأصبوحة المميزة بتحليل علمي معرفي من بعض أساتذة الجامعات والأدباء والشعراء، ولضيق الوقت توقفت المداخلات، مع الرغبة الملحة من الحضور في أن يتجدد اللقاء في أمسيات ومهرجانات قادمة، وخاصة أدباء المناطق الأخرى من تعز والمكلا وعدن وحضرموت والحديدة.
على المسرح المكشوف المطل على السايلة وسط صنعاء القديمة كان لقاؤنا المسائي بدعوة من وزير الثقافة والسياحة الأستاذ/ خالد الرويشان، حيث كانت أمسية فنية تراثية مع بعض الموشحات والمقطوعات الموسيقية واللقاءات الحميمة مع كل الأدباء اليمنيين الذين قدموا لهذا المهرجان من كافة مناطق اليمن، فكانت ليلة أخوية جميلة امتدت حتى الساعة الثانية عشرة.
صباح الاثنين وصباح المقالح الشاعر الناقد الأكاديمي، صباح اللقاء مع وجه ثقافي مشهور، صباح اللقاء الهام المنتظر لنا جميعا وبمشاركة الشاعر السوري/ عبد الكريم الناعم والروائي اليمني/ محمد مثنى، والدكتور العراقي الناقد/ حاتم الصكر، ثم حضر فيما بعد الشاعر السعودي المهاجر إلى اليمن/ محمد مسير مباركي، كان المقالح حفيا بنا مبتهجا بزيارتنا، فمنحنا وقتا امتد ساعة من الزمن رغم وقته المضغوط المجدول لأعمال كثيرة، كان اللقاء والحوار ثقافيا عن كل شيء في وطننا العربي الكبير، وختم اللقاء بصور تذكارية مع الدكتور/ عبد العزيز المقالح المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية ورئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني.
لم ترض صنعاء وداعنا أو خروجنا منها دون وداعٍ يليق بنا!! ودون وداع برضي بلقيس وأخواتها!!، فكان وداعا على مرحلتين.. الأول عند الساعة الثالثة ظهرا حينما حزمنا حقائبنا وحملنا أوراقنا وجوازاتنا، وعيوننا تودع الشوارع والأزقة والوجوه والجبال والأشجار، وفي أرض المطار جاءت الإجابة: ليس هناك رحلة إلى الرياض في هذا اليوم، وعلى كل الخطوط!!؟ والوداع الثاني عند الساعة التاسعة ليلا حينما عدنا إلى أحضانها مرة ثانية بعد رفض المطار لنا ظهرا، فبقينا على أمل البحث عن رحلة أخرى أو شركة طيران أخرى إلى أي مكان ثم يوصلنا إلى الرياض، عدنا لنستلقي بين يديها والإرهاق شتت عقولنا وقلوبنا، والأحلام تنقل بعضنا إلى ذمار وإب وتعز في رحلات متواصلة، ليقطع كل هذه الرؤى والقلق والشتات الصديق/ منصور المهوس معلنا أنه وجد رحلة ستذهب إلى جدة ثم الرياض، ويبتر ما كنا نحلم بزيارته في اليمن، مؤكدا الحجز عليها، وقد حثنا على سرعة الخروج إلى المطار مرة أخرى.
هناك مواقف ومشاهد تركتها قصدا لكي أكملها في وقت آخر، فصنعاء لا يكفيها هذه الإطلالة، لكن آمل أن أجد الوقت في يوم آخر لأعود إلى الرحلة اليمانية.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved