الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 20th June,2005 العدد : 111

الأثنين 13 ,جمادى الاولى 1426

بين هَمّ (سد الفاقة) وأحلام (التكريم والإشادة)
يموت الأديب.. كمداً..!!
* الثقافية منيرة المشخص:
كم عدد المبدعين الذين كرموا لدينا؟.. بالطبع: قلة!! نعم لم يكرم معظم المبدعين لدينا الأحياء منهم أو من توفاهم الله إلى رحمته وهم ينتظرون أحداً يذكرهم بتكريم غير مباشر أو بالخطأ، قد يقول البعض منكم إن هناك من كرم في مهرجان الجنادرية، نعم هذا صحيح، ولكن كم بلغ من عمره حتى تذكرناه وكرمناه؟.. لقد وصل إلى مرحلة عمرية وزمنية لم يعد يشعر معها بأي شيء تجاه هذا التكريم، فبالله عليكم رجل بلغ الثمانين أو التسعين من العمر أفنى خلالها زهرة شبابه وهو يقدم للحركة الثقافية عصارة جهده وأفكاره، ولم يسمع أبداً من كائن من كان كلمة شكر.. وعندما جاءت تلك اللحظة كان قد بلغ من العمر عتياً والرأس قد غزاه الشيب، وقلبه لم يعد يحتمل الفرح أو الحزن من جراء الضعف الذي سكنه، وهناك من كرموا من الشباب ولكن بعد موتهم وأيضاً من خلال مهرجان الجنادرية وكأن بقية الجهات التي انتمى إليها هؤلاء لا تعرفهم، وكم هي حال العديدين منا، فالاتكالية على الغير هي ديدننا، فهم متأكدون أن المهرجان سوف يقوم بالواجب وإذا لم يفعل بكوا وتباكوا على منابر الأندية الأدبية والجمعيات والمقالات الصحفية وأخذوا يتراشقون التهم لأن التكريم لم يطل المثقف الفلاني أو الفنان العلاني، كتب الكثير وبكى بعد موت: محمد السليم وصالح العزاز وعبدالعزيز المشري وبكر الشدي ومحمد الكثيري وحمد العلي وعبدالله باهثيم رحمهم الله جميعاً، وتجاوز عنهم برحمته، وللأسف القائمة تطول رحم الله الأموات منهم وشفي المرضى، والكل تشدق بسداد من عليه دين وحفظ تاريخ من له أعمال سواء فنية أو كتابية، ووضعها في أرشيف خاص وغيرها من الوعود التي شنفوا آذاننا بها وأصابنا الصداع من كثرة ما رددوا وقالوا وأكثروا من تسويفهم لها.. ولكن أسمع جعجعة ولا أرى طحن.
قولوا لي بالله علكيم أين هي المعارض التي قالوا بأنها سوف تقام للفنان التشكيلي محمد السليم؟.. وقصدت أن أقول معرض وليس معرض لأن ما قدمه هذا الفنان رحمه الله من أعمال فنية ونحتية لا يكفيها معرض واحد!.
الأعمار بيد الله ولكن جميعنا يعلم أن من بين أسباب موته هو إحساسه بالقهر للجحود الذي لقيه والديون الطائلة التي أثقلت كاهله وعجز عن سدادها، عبدالله باهيثم نكران الجميع له مما جعل المرض يتمكن منه وكذلك المشري، وبكر الشدي عندما تغيب أقرب أصدقائه عن زيارته أثناء مرضه، وكذلك لم يحضر جنازته بالرغم من أنه قد ذهب إلى أحدهم وهو على كرسي متحرك وعزاه في وفاة والده، محمد العلي والفيلم الذي سمعنا أنه سيضم جميع أعماله ولم نشاهد شيئاً من هذا؟ وغيرهم من الذين ماتوا أو على فراش المرض ولم يتذكرهم إلا القلة القليلة منهم من الأوفياء فقط وقد لا تربطه م بهم أي مصلحة مثل البعض من أهل المصلحة الحياتية.
عندما يموت أحد المبدعين لدينا نحزن لموته ويزداد حزننا عليه عندما نرى ذلك النكران المريع من قبل الكثيرين وخاصة أولئك الذين ينكرون فضل هؤلاء عليهم بعد الله، على العكس فقد ينظر إلى موته أنها فرصة لأخذ مكانه وهو واهم أنه استطاع ملء الفراغ الذي تركه.
إن عدم تكريم أمثال هؤلاء تصيب الكثيرين بالإحباط وبالأخص الذين قدموا ومازالوا يقدمون عصارة أفكارهم وجهدهم لنا في مختلف الجوانب، وبالرغم من أنه قد نال تكريماً من خارج بلده فإنه بقدر فرحته بذلك بقدر حزنه، إن هناك من عرف قيمته ولكن من جهات خارجية، ويخشى أن يناله من الإهمال ما نال غيره، لذا هو أمام طريقين: إما الاستمرار مع عدم المبالاة هذه ويكرم خارجياً في حالة لو ساعدته الظروف وعرف، أو أنه يعتزل الكتابة أو الرسم أو التمثيل ويتجه إلى كرة القدم فهي المجال الوحيد الذي يكرم فيه أبنائها أكثر من مرة وحفلات الاعتزال دائماً ما تقام له باستمرار.. ولا عزاء للمبدعين.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved