بعد إقامتها معرضاً في تايبيه
مجموعة الرياض استضافت التشكيلي التايواني
محمد المنيف
|
وعدناكم الأسبوع المضي باستعراض زيارتنا لمراسم فناني الدوادمي الذين كنا معهم عن قرب كما أشار زميلي السليمان في مقالته السابقة واللاحقة اليوم، ونعتذر عن نشره وتأجيله إلى الأسبوع المقبل لنلقي نظرة على المعرض التشكيلي التيواني المعاصر الذي أقيم في قاعة العروض بمركز الملك عبد العزيز التاريخي الذي استضيف من قبل مجموعة الرياض التشكيلية وافتتح على شرف الدكتور صالح النملة بحضور السيد شينج تسونج يانج الممثل الاقتصادي والثقافي لتايبيه في الرياض وعدد من الدبلوماسيين والمثقفين والتشكيليين حيث استمر المعرض لمدة عشرة أيام، المعرض يأتي ضمن برامج المجموعة في خطتهم نحو التعاون مع كثير من الفنانين من دول عربية وعالمية سعت فيها المجموعة لدعم الثقافة السعودية في مرحلتها الجديدة،
وبهذا التواصل والنشاط الذاتي تكون المجموعة قد كسبت المبادرة والريادة في هذا الجانب من بين المجموعات الأخرى التي لا زالت تتحرك في مساحتها المحدودة داخل الوطن مع بعض التحرك من بعضها في عروض خارجية لا يتعدى فيها التواجد تقديم تجاربهم بينما مجموعة الرياض استطاعت تحمل عبء كبير في ما تعد له من مشاركات واستضافات وتبادل خبرات عالمية وعربية الهدف منها تقريب العلاقات الثقافية بين مجتمعنا والمجتمعات الأخرى في إطار النظام المسموح به في مثل هذا النشاط الذي برز خصوصاً في مجال الفنون إقامة معرض للفن التشكيلي السعودي نظمته الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.
خلال عام 2000م في صالة (سن يات) استضافت الجمعية معرضاً مماثلاً عن الفن التايواني عام 2002م، وأقيم في المتحف الوطني في الرياض، هذه الأنشطة الثقافية وغيرها من مختلف الفعاليات تأتي تأكيداً على استمرار العلاقات الأزلية بين البلدين والتي تعود إلى عام 1971م عند قيام جلالة الملك فيصل رحمه الله بزيارة إلى تايبيه، أبرمت خلالها عدد من الاتفاقيات في مجالات عدة تشمل الجوانب االثقافية والتعليمية.
المدارس الغربية بالفن الصيني
من هنا نجد أن تواجد الإبداع التايواني فرصة لتعريف المجتمع السعودي بما فيهم التشكيليون بتجارب الفنانين هناك إضافة إلى معرفة مصادر الهامهم وكيفية المحافظة على التراث والسمة التي يمكن منها معرفة أن العمل نتاج إبداعي صيني له خواصة وخصوصيته بما يظهر من رموز وإيحاءات وأنماط رسم استلهمت مواضيعها من واقعها الطبيعي والبيئي والاجتماعي.
مع أن الصينيون سعو إلى الخروج من تلك النمطية المتشبعة بمختزلهم الإقليمي التقاليدي، باتجاه الاستفادة من واقع الفنون العالمية المتطورة مع وضع شروطهم بإبقاء قواعد فنونهم بشكل معاصر، فلم يعد الفن الصيني الآن بمعزل عن الفن العالمي مع الاحتفاظ بالعلاقة المهمة بين هذا الفن وبين جمهوره في الصين من مختلف أجياله، اشتمل المعرض على ثمانين لوحة تنوعت فيها المواضيع والتقنيات مع ملامسة للتصنيفات المتعارف عليها في مصادر الفن والرسم الصيني، وهي: رسم جسم الإنسان ورسم الطبيعة، ورسم الطيور والزهور، نتيجة الإلمام بقواعد العالم المحسوس في الشكل الذي يقدمه الرسام مع وضوح تام وارتباط وتمسك بخاصية الخط، باعتباره القاسم المشترك بين الرسم والكتابة عند الصينيين غالبية الأعمال المعروضة تمثل تلك الأنماط التشكيلية وفي مقدمتها تقنيات الخط التي تظهر على الرقاع الورقية وأخرى من القماش اشتهرت بها الصين تضمن البعض منها عبارات ومخطوطات وهي السمة أو الأسلوب المعرف بالفن الأدبي الذي أصبح شائعاً نتيجة وجود أدباء رسامين أصبحوا يضيفون بعض من الخواطر أو أبيات شعرية تنسجم أو تتناسب مع اللوحة مع إظهار مهاراتهم في التخطيط.
كما يضم المعرض أعمال أخرى تبرز مناظر من واقع البيئة نفذت بالأحبار بخطوطها الرشيقة وألوانها المختزلة ذات الشفافية والمرونة في التكنيك إضافة إلى مجموعة أخرى من الأعمال الزيتية والمائية برز فيها تأثر الفن هناك بموجة المدارس الأوروبية كالتأثيرية والانطباعية والرمزية امتزجت بين فيها التجربة الغربية وأنماط الفن الصيني رغم وجود ردود فعل متباينة بين النقاد فمنهم من يرى أن الانفتاح على العالم والاستفادة من تجاربه مطلبا عصريا وهناك من يرى أن الإبقاء على النمط الصيني والأسلوب المشتهر به في مخنلف الصناعات خصوصاً الخزفية أو الرسم على الورق ما يبقي أو يجعل للصين شخصيتها الإبداعية وخصوصيتها من بين فنون العالم، ومع هذا كله ومع ما طرأ على الفنون الصينية من انفتاح على المدارس العالمية إلا أن المشاهد في أي موقع من العالم حينما يسمع عن وجود معرض تشكيلي للفن الصيني لا يمكن أن يلغي معرفته بالفن الأصيل هناك.
جولات وبرنامج متميز
أعد أعضاء مجموعة الرياض للفنون التشكيلية برنامجاً شاملاً اختير من خلالها بعض المواقع والمراسم منها زيارة الدرعية وزيارة المصمك والأسواق الشعبية (سوق الزل) في وسط الرياض إضافة إلى رحلة إلى الثمامة وتناول طعام العشاء على رمالها الذهبية كما يتم زيارة مراسم التشكيليين منها مرسم الفنان عثمان الخزيم ومرسم الفنان علي الرزيزاء ومرسم الفنان فهد الحجيلان إضافة إلى التعرف على المتحف الوطني المقام فيه المعرض وزيارة قسم التربية الفنية بجامعة الملك سعود.
وقد أعرب ضيوف الرياض التشكيليين (للثقافية) عن سعادتهم بهذا الواقع وبما اكتسبوه من معرفة عن قرب على المملكة العربية السعودية من خلال الرياض العاصمة التي أجمعوا أنها بالفعل تحدٍ حضاري أحال الصحراء إلى مدن حديثة يحق لكم الاعتزاز به وبونكم، كما أبدوا إعجابهم بالمواقع التاريخية والشعبية وبمتحف الملك عبد العزيز التاريخي الذي اشتمل على مراحل تاريخ (الجزيرة) العربية والمملكة إضافة إلى أشادتهم بالمستوى الرائع للفن التشكيلي السعودي وتنوع تقنياته وكيفية استلهام مواضيعه من البيئة المحلية بأسلوب معاصر كما أثني التشكيليين الصينيون على ما يجده الفن التشكيلي السعودي من دعم واهتمام اعتراف بدوره في الثقافة وبناء الحضارة.
تبادل الزيارات التشكيلية
الجدير بالذكر أن تواجد المعرض التايواني الحالي في الرياض يأتي باتفاق مسبق بين الطرفين لتبادل الزيارات وإقامة المعارض هنا وهناك، مثل الطرف الأول مجموعة الرياض للفنون التشكيلية والطرف الثاني الممثلية الاقتصادية والثقافية لتايبيه بالرياض حيث استضيفت مجموعة الرياض من قبل الممثلية وأقيم لها معرض في أكبر وأهم المتاحف هناك واستقبلوا في مطار تايبيه من قبل أحد المسؤولين بالمتحف ومن قبل الأستاذ عبد الله القحطاني المكتب التجاري السعودي، وأعد للمعرض برنامجاً إعلامياً وسياحياً كبيراً ابتداءً من حفل الافتتاح الذي دعي له عدد كبير من المسؤولين والإعلاميين والمثقفين هناك وصولاً إلى أسلوب الدعاية وجذب الجمهور حيث امتدت الدعاية إلى مواقع مختلفة من المدينة وعبر وسائل الإعلام المرئية والمقروءة مثل المجموعة في تلك الزيارة لتايبيه كل من الفنان علي الرزيزاء رئيس المجموعة والفنان الدكتور فوز أبو نيان والفنان سمير الدهام والفنان عبد العزيز الناجم وأعد لهم برنامج زيارات شمل بعض من المواقع السياحية ومراسم فنانين تشكيليين.
كما قدم أعضاء مجموعة الرياض الهدايا للفنانين الصينيين وهي عبارة عن أعمال فنية لبعض منسوبي المجموعة.
الجدير بالذكر أن مجموعة الرياض للفنون التشكيلية تضم كل من الفنانين علي الرزيزاء، د. فواز أبو نيان، سمير الدهام، عبد العزيز الناجم، فيصل المشاري، فهد الحجيلان، ناصر التركي، محمد فارع.
(إشارة)
يسعدنا أن ندعو الأحبة التشكيليين لمتابعة الصفحة الثقافية اليومية في (الجزيرة) خلال الأيام المقبلة وباستمرار للاطلاع على أخبار ومواد أخرى عن الفن التشكيلي بجانب ما تقدمه المجلة الثقافية حالياً عبر صفحات التشكيل المعتادة.
monif@hotmail.com
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
