الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 20th June,2005 العدد : 111

الأثنين 13 ,جمادى الاولى 1426

أمريكا في طور الرايخ الرابع
تأليف: جورج حجار..
بيروت: دار الهادي.. 2005
****
رغم كل الحروب وويلاتها ودمارها وعسكرة أمريكا نفسها والعالم تقريباً، ما زال الأمريكيون الكبير والصغير منهم ينظر إلى بلده ونفسه بأنهم شعب يتملكه البراءة، وأن القوة الأمريكية قوة خيرة، رؤوفة ومحمودة والعالم يحسدها ويكرهها لأنها مثال ساطع للحرية والديموقراطية وحرية السوق، ويستنتجون من تلك الرؤيا، بأن أمريكا الجميلة التي باركها الله، وهي قوة عظمى على مضض، وأن العظمة قد اقتحمت أمريكا وأن النظام الأمريكي والأمريكان لم يفتشوا أو يسعوا وراء العظمة التي انغرست في صدورهم.
وهذه الأمريكا البريئة المقدسة، المنقذة، أيقونة الأجيال المؤمنة بلهب الديموقراطية ومحاسنها وفضائلها الأمريكية هذه تشكل في هذا العصر كهانة عسكرية تتسم بنظام كلبتوقراطي جشع يحركها التعصب والتأسل في غائية أمريكية تزغرد بأن التاريخ يسير على خطاها وخطها أو في موازاتها، وأنها هي المسار والمصير للبشرية جمعاء.. لذا ترفض الإقرار بأنها إمبراطورية أو رايخ رابع وتدّعي بأنها رفضت انتزاع فرصة الإمبراطورية عندما أتاح لها التاريخ تلك الفرصة التي جاءتها على طبق ليس من فضلة، بل ألماس.
وفضلت العظمة على القوة والعدالة على المجد وبذلك استطاعت تفكيك شيفرة التاريخ وإدراك قصده وليه، مع سقوط جدار برلين (198911 9) انتظم إجماع جارف وخارق وملفت في أوساط السلطة الأمريكية الحاكمة وتقرر العمل بدون مواربة بموجب ذلك الإجماع الذي انخرط في مجراه الديموقراطي والجمهوري والليبرالي وحتى اليساري بصمته المبين! وقد تمثل ذلك الإجماع بأربع قواعد ملزمة هي:
1 أن رسالة أمريكا كطليعة للتاريخ عليها أن تحول النظام العالمي القائم على نظام يقوم على تأييد سيطرة الولايات المتحدة لأمن أمريكا تدرك التاريخ وتعمل في خدمته ولأن للتاريخ اتجاه وتوجه يمكن إدراكه وتمييزه، وأمريكا كرأس حرية للتاريخ تجسد غاية التاريخ ببصيرتها وعقلها وتطلعها المتمثل في تحقيق الحرية ونشر الديموقراطية الرأسمالية وحرية السوق المتجسمة في طريقة الحياة الأمريكية، لذلك يعلن باول، وزير الخارجية الأمريكية (قائد الحمائم) بأن أمريكا هي القوة المحركة للحرية والديموقراطية في العالم وأن أمريكا هي (الأمة الكونية الأولى) التي ينبغي أن تسود عظمتها وعلمها ونمط حياتها.
2 الانفتاح والاندماج التي تدفع بالعولمة نحو الحرية الموجهة أمريكياً والتي تستولد التجارة الحرة، البشير للتحرر، والتي بدورها تفتح آفاقاً جديدة للحرية الاقتصادية التي تخلق تطلعات وتوقعات الديموقراطية و(الإنسان الاقتصادي) الذي يستمرئ العيش الرغيد في السلع الأمريكية، ويستمتع بالتكنولوجيا الأمريكية والخدمات بدون عقبات أو قيود مما يفض الطريق إلى الفردوس الأمريكي بانتشار القيّم الأمريكية وطرائق العيش التي عليها أن تحتل موقع الصدارة بامتياز في العالم.
3 القاعدة الثالثة الملزمة هي القيادة الأمريكية الكوكبية: ويعبر عن هذه القيادة بالأوامرية المطلقة التي لا تنازل عنها في كافة المحافل الدولية.
4 السيادة العسكرية على العالم بدون منازع هي القاعدة الرابعة، قاعدة الارتكاز والانطلاق للتحكم وحكم العالم.. من هنا يمكن القول بأن أمريكا دخلت الإجماع الإستراتيجي الشامل وهي في طور الرايخ الرابع، والمؤلف ضمن هذه الرؤية يحاول تقديم دراسة تحليلية تكشف عن وجه أمريكا الحقيقي وعن الأبعاد السياسية والإستراتيجية لتحركاتها الحربية على الأرض في هذا العصر. يقع الكتاب في (304) صفحات من القطع العادي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved