Culture Magazine Monday  02/06/2008 G Issue 250
مداخلات
الأثنين 28 ,جمادى الاولى 1429   العدد  250
 
انشروا المداخلات واشملوا التيارات

 

 

منذ مدة وهذه الصفحة (مداخلات) محجوبة عن الأنظار في ثلاثة أعداد تقريباً حتى فتحت أبوابها ابتداءً من العدد الفائت (244 الصادر بتاريخ 15-4-1429هـ) واستقبلت آراء المشاركين ووجهات نظر المتداخلين والمعينين في مجالات المعرفة والثقافة حتى شملت الكثير من الموضوعات الماتعة والصغيرة منها ما حفل به العدد (السابق الذكر) كالرد على المعيقل تحت عنوان (لا يمكن حرق المراحل بين ليلة وضحاها - للأخ عبدالله السمطي وكذلك حول أمسية فوزية أبو خالد تحت عنوان (وفرنا أرضية سِلمية للحوار) للأخ محمد بن عبدالرحمن الحمد - رئيس مجلس إدارة نادي حائل.. أما في العدد 245 الاثنين 23- 4-1429هـ فقد حظي بمداخلة واحدة فريدة بعنوان (غسان تويني في ضمير الصحافة العربية) للأخ عبداللطيف الأرناؤوط وهو كاتب سوري. وما ننتظره في العدد القادم 546 إن شاء الله تعالى. فنتمنى دوام هذه الصفحات وما فيها من تقارب فكري واجتماعي وإنساني، وشراكة معرفية ونفعية، ودوام الملحق برمته وبالقائمين عليه من إداريين وميدانيين.

(المهم) مشاركتي المتواضعة والبسيطة مرتبطة بالمناشط الثقافية والإدبية وفعالياتها الكثيرة التي تُقام هنا وهناك على اختلاف توجهاتها وأصحابها، ومن قبل اللجان الرسمية أو الجهات التعاونية أو النوادي المعرفية والرياضية أو المجالس والجمعيات في مستواها المحلي والخارجي.. حيث يتم في المناشط المذكورة استضافة المعينين والمتخصصين في عدة مجالات معروفة محسوبة ضمن الاتجاه الثقافي أولاً ثم الاتجاهات الأخرى كالطبية والفنية والاجتماعية والدينية.. وكان من المأمول له أن تكون الأمسيات شاملة لجميع المسارات وليس لمسار واحد حتى ولو كان المجلس المستضيف بتلك الشخصية مختصاً في توجهه بالثقافة والأدب، فالثقافة بعد الرمح إدراك وفهم، وتمكن من العلوم والمعارف، والأدب سلوك وتخصص وحضارة. فكلا المفهومين يقودنا إلى الدنيا بكاملها وما يدور فيها من أفكار وأحداث على مستوى التنظير والممارسة.. فأعتقد أن ما يتم طرحه من خلال تلك المناشط يهم المتابعين والمتلقين بفئاتهم المختلفة وشؤونهم العديدة.. ولكن ومما يؤسف عليه أنها اتخذت جانب التخصصية الصرف وفي مجال يكاد يتكرر يومياً. ثم الصمت والتواري عن الأنظار دونما إعلان أو دعاية إلا ما ندر بالنقيض لما نلاحظه في افتتاح سوق لملابس أو لمطعم جديد أو صالة عرض لبعض الألعاب الرياضية وبناء الأجسام وأحواض السباحة والترفيه.. فتجد المطويات والمنشورات تملأ تقاطع السيارات وإشارات المرور والمحلات الكبيرة ينقصها الإعلان عن استضافة أديب أو أمسية ثقافية أعلن عنها المجلس الفلاني أو النادي الأدبي الفلاني، ولن تقرأ ذلك أبداً.. إلا بعد نهاية ذلك الحفل الجيد والاحتفال الماتع فما أدري أَقصور من تلك المؤسسة الحاضنة أم يرجع ذلك إلى الجمهور الذي تعبت منه المؤسسة وهي تلاحقه.. وإليك أنموذجاً حياً في محافظة الأحساء وأكثر من مرة في احتفالهم بالشاعر محمد العلي أو انعقاد الأمسية الأخيرة التي نظمها نادي أدبي الأحساء المعنونة ب(سرد المدن) في 2-4- 1429ه يوم الثلاثاء باستضافة أ.د. سعد البازعي.. التي لم نسمع عنها إلا مؤخراً بعد انعقادها بيومين أو أكثر وأيضاً ما نشره ملحق (الأربعاء) التابع لصحيفة المدينة الصادر بتاريخ 11- 3-1429ه في صفحته (12) من ساحتها الثقافية تحت عنوان (الأحساء تحتفي بصاحب الاثنينية) للأخ عبدالله القنبر وقد جاء في هذا الخبر استضافة منتدى أبوخمسين لعدد من الشخصيات الثقافية والمهمة في المشهد الفكري والأدبي ممثلين في صاحب الاثنينية الأستاذ الوجيه عبدالمقصود خوجة والكاتب عبدالله فراج الشريف والمهندس سامي عنقاوي والدكتور محمد الدحيم مؤسس مركز التجديد الثقافي والدكتور جميل مغربي رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة فهل تكلم الضيوف لأهل المنتدى خاصة أم لكل الأحسائيين؟.. لا أدري..

والخبر الآخر ما نشرته جريدة الرياض في ثقافة يومها ص40 في عدد 14553 الصادر بتاريخ الاثنين 22-4- 1429هـ بعنوان (أهالي القطيف يكرمون الشاعر عبدالله الجشي بحضور شخصيات ثقافية) للأخ - منير النمر - وكان التكريم مساء يوم الأحد في مجلس السنان الكبير في قلب مدينة القطيف، الذي حضر تكريمه شخصيات أدبية ومعرفية وشعرية كبيرة كالشاعرين محمد العلي وجاسم الصحيح والشاعرة أمل الفرج.. كما عتب عريف الحفل على أدبي الشرقية لعدم حضوره التكريم في كلمته على المنصة من أنه لا يزال ينتظر أن تأتيه الكرة بدلاً من أن يذهب ويلعب بها، مشيراً إلى أن الشاعر الجشي لم يكن ينتظر ما جعله يحقق الإنجازات الأدبية الكثيرة. كما ألقى الشاعر عدنان العوامي كلمة نيابة عن القاص خليل الفزيع حيث قال: إن فقدان الشاعر يعد خسارة ليس على مستوى بلاده بل على صعيد الوطن العربي. كما ألقى صديق الشاعر سعود الفرج كلمة مقتضبة إذ تساءل عن إمكانية أن يسمي أحد الشوارع (شوارع القطيف) باسمه وقال: إن الشعوب المتحضرة تكرم روادها ليس بالكلام وهو مطلوب بل عبر تخليدها إلى الأبد. بقي هنا أن نشير إلى مقطع من قصيدة الشاعر جاسم الصحيح حيث قال:

فصل غيابك بالتساع رثائي

لا خيطه بقصيدة عصماء

واسدد من جسد البلاغة طعنة

فضت بكارة كل حرف هجاء

ومقطع آخر من قصيدة أمل الفرج حيث قالت: مخاطبة فيها الشاعر الراحل..

إنها عاشتك في رحم الندى

تهامسها شعرا وتحسرها نظما

فأرختها عذباً تذوق حلوه

بما سامرت ليلاً تمرد أو نجما

قبر بها في حرفك الملهم الخطى

لتكبرها خطاً وتوفرها سهما

وبعد كل هذا وذاك - أَلا يحق أن يحضر هذا التكريم وهذه الأمسية كل الناس - فلم تسمع بهذا الاحتفال إلا يوم الاثنين من خلال جريدة الرياض أي بعد نهاية فعاليات الاحتفال وكذلك في المجلس السابق الذكر (بوخمسين)، وقد يتكرر في أكثر من أمسية؛ أَليس من التقدير بمكان أن يرافق كل حدث إعلام خاص به قبل انعقاده بأسبوع أو أكثر أو يخصص قناة ثقافية تنبثق من وزارة الثقافة ترعى تلك الشؤون والحقوق ليتمكن الجميع من المشاركة أو الحضور أو المشاهدة عن بعد؟؛ فهذا رجاء نتمنى تحقيقه كما أنه موصول بمجلس (أبو خمسين) ونادي (أدبي الأحساء) وكذلك مجلس السنان، أن يراعوا هذا الجانب.. ولا يجعلوا لإعلانات فتح الأسواق أو المطاعم أو صالات العرض للمسارح وللألعاب الرياضية الأسبقية في طرح موضوعاتها وآرائها عنهم والسلام.

واصل عبدالله البوخضر الأحساء


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة