Culture Magazine Monday  03/11/2008 G Issue 259
فضاءات
الأثنين 5 ,ذو القعدة 1429   العدد  259
 

حوار.. زاده الخيال!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

 

 

تمهيد: ليس لهذا الحوار مناسبة.. ولا غرض! إنما هو محاولة للتغريد خارج سرب الكتابة التقليدية مستخدما الخيال الأدبي، أو قل إنه (نزهة) وجدانية عبر مفازات القلب وشطآنه زادها الأول والأخير: الخيال!

هكذا.. يبدأ الحوار.. وكذلك سينتهي:

هي: أراك شارد الذهن زائغ العين.. فيم تفكر؟!

هو: أفكر فيك.. وحدك أنت لا سواك!

هي: ولماذا أنا دون غيري من الأنام؟!

هو: لأنني منذ القدم صنعت لك من أضلعي أوتادا.. ومن شراييني حبالا، كيلا تغادري ساحة قلبي.. أبدا!

هي: أغزل هذا.. أم فلسفة.. أم أضغاث أحلام؟ اعذرني إنني لا أفهم ما تقول!

هو: ولماذا لا تفهمين؟

هي: لأنك لا تقول ما يفهم؟

هو: أيّنا الآن.. يطلق الأحاجي أمام الآخر؟!

هي: كلانا!

هو: اعترافك هذا.. يقربك مني خطوة!.. سأهون عليك الأمر.. رغم أن ما قلته لك بدءا كان واضحا، لا حيرة فيه ولا غموض يستعصيان على الفهم! وفهمك أنت بالذات!

هي: حاول!

هو: أنا أفكر فيك لأنك وحدك.. لا سواك.. ملء سمعي وبصري وفؤادي!

هي: ها قد عدنا إلى الأحاجي!

هو: يقولون إن للمشاعر لغة لا يدركها سوى من يعنيهم أمرها!

هي: أفصح!

هو: لولا أنني أزعم معرفة حقيقة شعورك نحوي.. لقلت أنك لن تفهميني أبدا!

هي: وما الذي يمنحك ثقة المعرفة بشعوري حيالك!

هو: أو تشكين في ذلك؟

هي: لا أعرف إن كان ما تقوله أنت هو الحقيقة؟

هو: أكرر سؤالي: هل تشكين في ذلك؟

هي: أكاد من فرط شكي فيك.. أشك في نفسي.. والحيرة تحاصرني في كلا الحالين!

هو: ولم الحيرة.. إذا كنت صادقة فيما تشعرين به!

هي: لو كان الأمر قاصرا على صدق الشعور أو ضده، لهان الأمر.. لكن لاشك يبدد كل لحظة صدق!

هو: أنت واهمة.. حين تتحالفين مع الشك ضد نفسك.. وضدي!

هي: أراك قد انتقلت بالحوار إلى صعيد آخر، بعيدا عما بدأت به؟

هو: كلا.. سألتيني عما أفكر فيه، فقلت: عنك.. ثم تساءلت، مشككة في ذلك.. فانصرف الحديث نحوك.. وعنك وبقيت أنا حائرا.. أنتظر منك ردا على سؤالي الذي تتصدين له شكا وتساؤلاً!

هي: صدق القول إن الشعراء يقولون ما لا يفعلون! وأحسب أنك واحداً منهم!

هو: لست بشاعر كي تقحميني في متاهة الشعر.. ثم تتمنين الخلاص مني في تلك اللجة غرقاً!

هي: لكن ما تقوله أقرب إلى الهاجس الشعري من سواه!

هو: فليكن ما قلته لك هذا أو ذاك، ما الفرق؟ لكن دعيني أسألك بعد هذه الجولة اللاهثة من الجدل.. ماذا تظنين بي؟

هي: في حديثك نبرة صدق لا أنكره!

هو: الحمد لله.. ثم ماذا؟

هي: ألا يكفي أن تكون أنت صادقا.. كي أصدق ما تقول؟

هو: أراك قد عدت إلى أسلوب الكر والفر!

هي: كلا.. وكفاني يقينا بأنك صادق فيما تقول، ليزول بذلك شكي!

هو: كم هو جميل.. ما أسمع! ولكن؟

هي: ولكن ماذا؟

هو: ماذا عن شعورك أنت حيالي.. أهو بالقدر نفسه من الصدق والوضوح؟!

هي: لست أدري! ما قولك أنت؟

هو: ها قد عادت إليك الحيرة من جديد مجندة بالشك.. وعاد إلي قنوطي!

هي: كلا.. كلا.. لكنني لم أفكر فيك قبل اليوم قط.. حتى استمعت إلى حديثك؟

هو: وقبل اليوم.. بم كنت تفكرين؟

هي: لا أدري!

هو: حسبي اليوم.. أما الأمس فقد أضحى في ذمة نفسه.. نسيا منسيا!

هي: حسنا.. لقد أنقذتني من فتنة حوار جديد!

هو: إذن.. فلنقل إننا في هذه اللحظة نشهد ميلاد شعور جديد!

هي: مباركة هذه اللحظة!

هو: ومباركة أنت! لأنك أدركت أخيرا معنى الرد على سؤالك الذي بدأ به هذا الحوار!

الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة