المتابع لما يستجد من حراك في الساحة الثقافية في المملكة يجد نشاطًا ملحوظاً، خلق جوًا ثقافياً متنوعاً مما حرك المياه الراكدة وجعل المشهد الثقافي في ديمومة من العمل الجميل، الذي أعاد الحياة والروح بعد طول رقاد أو رتابة.

ولعل من آخر ما رأينا في ساحتنا الثقافية تلك المبادرة الرائعة من نادي الرياض الأدبي بإشراف من المتألق والنشط الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي نائب رئيس النادي الأدبي بالرياض، وهذا البادرة المتمثلة بمعرض (أدبي الرياض) الخيري للرياض وبدورته الثانية، وفكرة هذا المعرض قائمة على تبرع الأفراد والمؤسسات بالكتب الفائضة أو التي قد قُرأت ولا حاجة لدى الفرد لمعاودة القراءة، للبيع بأسعار معتدلة في مُتناول اليد، ويكون كامل ريعها لجمعية إنسان للأيتام,وهنا الرائع حيث أن المتبرع يضمن بذلك وصول الثقافة والفكر والعلم لآخرين وذهاب مبالغ تلك الكتب لفئة عزيزة وغالية في مجتمعنا وهي (الأيتام)، وبهذا قد أتمت إدارة النادي الأدبي واجبها في نشر الثقافة وفي دعم قطاع عزيز على قلوبنا ,إن هذا التناغم بين العمل الخيري ونشر الثقافة والمعرفة سابقة تشكر عليها إدارة النادي الأدبي بالرياض، ولا اكتم سرًا أن هذا إيجابية من إيجابيات تجديد الدماء في إدارات الأندية الأدبية فبث الروح، يخلق أفكارًا جديدة وأعمالاً تثري ساحتنا الثقافية التي تئن من الضعف، هذه الأفكار الجميلة قادرة على تحويل ساحتنا الثقافية إلى ورشة من الأفكار المتلاحقة، وبأفكار بسيطة، كهذا المعرض الذي اجتذب محب الخير، ومريد الثقافة، فلن تشتري كتابًا من هذا المعرض وأنت نادم على شرائه بسبب سعره المرتفع لأنك ببساطة تكفكف دمعة يتيمٍ عانى من ألم اليُتم، ولربُ ريال واحد أدخل البهجة على يتيم يتقلب وحيدًا وقد أسبل دمعته, فأنت تستمتع بكتابك، وذلك اليتيم يستمتع بسداد من عوز.

ما أرجوه وما أتمناه أن تُعمم هذا الفكرة على الأندية الأدبية في بلدنا المعطاء، وبتشجيع من وزارة الثقافة والإعلام، ولتستفيد كل جهة خيرية في المدينة ذاتها، ليصل عمل الخير ونشر الثقافة إلى أكبر عدد ممكن من مريدي الثقافة..

لنشكر إدارة نادي الرياض الأدبي، ولنشكر الدكتور عبدالله الوشمي المشرف على معرض الكتاب الخيري، ولنشكر كل متبرع كريم.