هنا فوق هذا الكثيب
رأيت الأفاعي تنهش لحم
الجراد وتأكل من رئة الطير
حين تباكر أرزاقها في الصباح
وتأتي الرياح لتحمل ذاك النشيد
المعفر بالجوع والدمع والأسئلة
وتعصف بالكوخ والعشبة الموحله
وتقذف بالحمم السود
وجه المرايا ودفء الزوايا
وطهر المحاريب في حضرة الشمس
حين تؤوب إلى دارها في المساء
سمعت اختلاج التراب
ويقظة صوت تهدج
كالدهر في عروة المقصله
وناخت على منكبيه عصور الفجيعة
حمى الخديعة
دفق الحياة التي أجفلت من يديه
فيسبق آخره أوله
تبلله ذكريات الحقول التي
سرقتها طيور أبابيل في وضح من نهار
هنا فوق هذا الكثيب
جلست أحدق في العابرين
فأبصرت شوك الذهول
وإغفاءة الحزن
أرجوحة الموت في الأعين المقفلة
رأيت الوجوه التي لم تزل
تمني صباحاتها بالمطر
وتحلم بالنور يملأ هذا المكان
ويبعث في الأرض إشراقة الطين
معنى الحياة التي نفخ الله فيها
فكنا سواسية فوق هذا الأديم
ترى هل غدونا كأسنان مشط؟
ترى أم غدونا كأسنان ذئب نمشط
هذا العراء الذي لوّثته رياح المساءات
ليل الهزائم
ملح الكوابيس
جوع العصافير للسنبلة
أيا راكضاً في زمان الفجيعة
تبكي تغني وتصرخ في مهرجان البكاء
سعال المساء وحوض الكلام
وفوضى الدروب التي أمطرت باليباب
تدوس عليها خيول الرماد وزحف العناكب
صمت الذهول الذي أذهله
لصمتك هذا الدويّ العجيب
ووقع خطاك له جلجلة.
