Culture Magazine Monday  03/11/2008 G Issue 259
تشكيل
الأثنين 5 ,ذو القعدة 1429   العدد  259
 
الحرف غيمة
جمعيات ولجان الفنون
مها السنان

 

 

لعل أبرز ما لفت نظري خلال عملنا في اللائحة الأساسية للجمعية السعودية للفنون التشكيلية وحين مناقشتها قبل إعلان التأسيس، هي تلك الآمال العظيمة التي رسمها البعض والمتوقع تحقيقها من خلال جمعيتهم تلك، كانت أهدافاً وآمالاً عظيمة، وليس من الخطأ في شيء أن نتمنى ولكن الخوف هو في ردة الفعل حين لا يتحقق ما تمنيناه، إضافة إلى العتب (إن لم يكن الغضب) الذي ينهمر على القائمين على الجمعية حين لا ترتقي المخرجات إلى تلك الأمنيات.

أيضا وخلال عملي السابق كمقرر للجنة النسائية في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون - المركز الرئيس في الرياض - تلقيت بين حين وآخر من خلال الاتصالات أو اللقاءات عدداً من الاستفسارات حول طبيعة عمل اللجنة، أيضاً كانت هناك مطالب البعض منها واقعي ويتناسب مع الطرح الذي تقوم اللجنة بتقديمه من خلال مدى إمكانية الأفراد في الاستفادة منها، بينما البعض الآخر من الأخوات تعتقد أن جمعية الثقافة والفنون هي طريقها لعالم الفن وصقل الموهبة وتنمية المهارات! بل هي الجهة المناط بها رفع أدائية الفرد بكل السبل.

أيضا كنت قد قمت بتقييم عدد من الأعمال الفنية التي ترسل إلى مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، ولكن حقيقة لا أدري ماذا ينشد أصحابها من ذلك؟ فلا الجامعات والكليات تعد بأي توصية تصلهم من المؤسسة، ولا تقوم المؤسسة ببرامج رعاية متخصصة في الفنون التشكيلية، إذن التغذية الراجعة الوحيدة من هذا التقييم هي معرفة إذا كانوا موهوبين فنياً أم لا، بمعنى اختبار قياس، ولكن السؤال هنا؛ إذا ثبت أن طالب التقييم موهوب تشكيليا فما العمل؟

طبعا لا اقصد مما سبق سرد سيرة ذاتية لعملي في لجان أو استشارات، إنما كي أوضح للقارئ الكريم حين اطرح وجهة نظري أنني لامست الموضوع في الصميم ولا أتحدث بتكهنات أو افتراضات، فمن الرائع أن يكون لدينا لجان وجمعيات وجهات تقييم ودعم، ولكن لا يجب أن نتكل عليها كليا، لا يجب أن ننتظر أن يتم تلقيمنا بملعقة ذهبية؟ وقد أوصانا ديننا بالاتكال لا التواكل، فهل نريد أن تقوم تلك الجهات بكل شيء؟ (ولا نعفيها بذلك في بعض الأحيان من التقصير) ولكن يجب أن نكون واقعيين في الدور الذي تقام من أجله تلك الجهات والأهداف التي ترسمها بقصد خدمة الجماعة قبل الفرد وبقصد رفع الذائقة الجمالية للمجتمع ككل.

وأخيراً ربما علينا أن نخفف من توقعاتنا وأن نعتمد على أنفسنا وعلى قول المثل: (ما حك جلدك مثل ظفرك..).

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة «7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض msenan@yahoo.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة