الثقافية - علي بن سعد القحطاني:

منذ أن صدرت رواية (شقة الحرية) للدكتور غازي القصيبي في منتصف التسعينات من القرن الميلادي المنصرم وبعض نقادنا يؤذوننا بتطفلهم الغريب على النصوص الأدبية واتهامهم أي عمل روائي أنها سيرة ذاتية مع أن القصيبي نفى ذلك في المقدمة حتى وإن كان هناك تشابه ما بين حياة المؤلف وأحداث الرواية فإنه لا يحق لهم أن يصفوها بالسيرة الذاتية خصوصا وأن مجتمعاتنا الشرقية يبالغ في مسألة التكتم والخصوصيات على تفاصيل دقيقة من الحياة الاجتماعية ويبدو أن هؤلاء النقاد ألفوا هذه النغمة وحكموا على معظم الروايات الصادرة أنها سيرة ذاتية والذي قاد إلى هذا الخلط هو التداخل ما بين السيرة الذاتية والأجناس الأدبية الأخرى كـ(الرواية) وغياب تعريف علمي ومنهجي للمصطلحات ويحمل وزر تلك الآراء المجحفة هؤلاء النقاد الذين يقومون بالربط الحرفي ما بين حياة الروائيين أنفسهم وشخصيات كتبهم الإبداعية ومن المعروف أن الروائي نجيب محفوظ سطّر حياته ضمناً في رواياته وذكر المقاهي الشعبية والحارة المصرية التي عاش في كنفها في نصوصه الإبداعية ومع ذاك لم يرم بـ(التصنيف القسري) الذي يرافق مبدعينا المحليين على أنهم كُتّاب مذكرات وسير لا أكثر ولا أقل وهل من الضرورة على أي مبدع محلي قبل أن يكتب نصاً أن يشير في المقدمة بخط ديواني جميل ويقسم بأغلظ الأيمان على أنها ليست سيرة ذاتية ويهدي قسمه ذلك إلى معشر النقاد الأجلاء!