Culture Magazine Monday  04/02/2008 G Issue 232
شعر
الأثنين 27 ,محرم 1429   العدد  232
 

مَوْتٌ دون خروجِ الرُّوح
حينما يفقد والِدٌ.. امتدادَهُ في الحياة..!
شعر: محمد الجلواح

 

 

عظيمٌ كالضياع على بَنِيهِ و

مُرٌّ، كالفراق على ذويه

وكَمْ يجثو ليحفُرَ في تراب

لَعَلّ الماءَ يأتي من أبيه!

وتأسرُهُ ليالٍ غاب عنها

نسيمٌ، قد أتى ممّا يليه

وتهبطُ من محاجرهُ دموع

فيشربُها..لحَرّ يصطليه

ويُصبحُ كلَّ يوم في بكاء كمن

جاء الحياةَ.. لتكتويه

وقلبهُ في جحيم الحزن ماض وقد نسيَ

الكرى مُذ حَلّ فيه

وطَوْد الثكل قد أوهاهُ عُمْرا

وشَيْباً.. كالحاً لا يرتجيه

يذيب لريقهُ الشّهدَ المُصَفّى

فيغدو شهدُهُ.. مُرّاً بفيهِ!

يحل الموت دون خروج روح وما أقساه

من موت كريه!

وعين الشمس في عينيهُ ليل بلا

رَمَد، وعَمْيٍ يَبْتلِيهِ

يسافر في بحور من خيال ويسأل

كلّ َ ذي فقد.. شبيهِ:

أَمَرّ َ عليك شيء ٌ منهُ يُنبيْ

عن الدرب الذي قد سار فيهُ؟

أمَا الْتَقَطَت ْ مسامعك

اشتباها،

- ولو كَذِبا -

يُشاع من السفيهُِ؟

أُسائِلُ عنك أوراقاً، وصوتا

تبجّح بالحقوق لسامعيه

وتاجَرَ بالقضية وهو خاوٍ من

الصدق الأكيد لقائليه

كأن التّيهَ قد لبّى ندائي

وأرشَدَني إليك بغير تيه

أيا من للضياع أخذتَ أرضا وكنتَ

الودق فينا نستقيه

أضعني في ضياعك يا حبيبي فبعدك لا

أرى ما أرتضيه

وقد أمسى الأمان بلا أمان وقد

ضج المكان بساكنيه

يردد في غدوّ، في رواح.. كما

يأتي إليهُ على البديهُ:

(ألا موتٌ يُباع فاشتريهُ؟،

فهذا العيش ما لا خير فيه)«1»

* * *

ألا موتٌ، ويعصف بي (حفيد) ألوذ ُ

به.. وحزني يعتليه

ألا موت، و(أمُّهُ) في رموس تقول

(لأخته)،: عني سليه

تكاد من الحنين تطُرّ لَحدا

وتترك قبرها، كي تحتويه

ويقتلني (أخوه) وقد توارى يفتش

في الأزقة عن.. أخيه

ألا موت، و(زوجته) تلاشت،

وصاحَبَت القنوط بما تُريه

تَمَسّكُ بالتّرَمُّل وهي ضوء

من الشمع الجميل لحامليه

تذوب تذوب في جرح الليالي

ويحرقها الأسى من آسريه

فلا هي للحياة مضت تلبّي ولا

هو قد أشار لخاطفيه

متى تأتي ؟، أرحني من سؤال يؤرق

كلّ َ إنسان نزيه

يؤرق موطنا قد غاب عنهُ

بفقدك عيدُه.. إذ أنت فيه

وهذا صوتك المبحوح يسري

بأوردتي، وقلبي يجتليه

متى تأتي فتخضَرّ الدياجي

وترحَلُ (آهُ) من

روحي، و(إيه)..!!

وينصهر السؤال جواب لحن وقد

حُجِب الجوابُ على ذويه

وينقلب السواد إلى بياض

ويبتسم البياض لناظريه

«1» هذا البيت من مقطوعة معروفة للوزير المهلبي الحسن بن محمد بن هارون الذي ينتهي نسبه إلى القائد المهلب بن أبي صفرة، لقب بذي الوزارتين عاش في دولة بني بويه بين عامي 291-352 هـ، 903 - 963م

*شاعر وكاتب سعودي، عضو مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي maljelwah@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة